طوبى لِلَّذينَ صُفِحَ عَن آثامِهِم، وَغُفِرَت لَهُم خَطاياهُم!

متفرقات

طوبى لِلَّذينَ صُفِحَ عَن آثامِهِم، وَغُفِرَت لَهُم خَطاياهُم!

 

 

طوبى لِلَّذينَ صُفِحَ عَن آثامِهِم، وَغُفِرَت لَهُم خَطاياهُم!

 

 

 

 

"ليعطنا الرب نعمة الحقيقة الداخليّة" هذه هي الصلاة التي رفعها قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح يوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي استهلّها انطلاقًا من  رسالة القديس بولس إلى أهل روما (4/ 1 -8) والتي يحثنا فيها الرسول على الإيمان بالله شارحًا مغفرة الله الحقيقيّة المجانيّة والتي تأتي من نعمته ومشيئته لا من أعمالنا.

 

إنَّ أعمالنا هي الجواب على المحبّة المجانيّة لله الذي برّرنا ويغفر لنا على الدوام؛ وبالتالي فقداستنا هي نوال هذه المغفرة ولذلك يختتم القديس بولس رسالته بالمزمور القائل: "طوبى لِلَّذينَ صُفِحَ عَن آثامِهِم، وَغُفِرَت لَهُم خَطاياهُم! طوبى لِلرَّجُلِ ٱلَّذي لا يُحاسِبُهُ الرَّبُّ بِخَطيئَة".

 

الرب هو الذي يغفر، غفر لنا الخطيئة الأصليّة ويغفر لنا في كلِّ مرّة نذهب فيها إليه. الله وحده الذي يغفر وبالتالي لا يمكننا أن نغفر خطايانا بواسطة أعمالنا، ولكن يمكننا أن نجيب على هذه المغفرة التي نلناها بواسطة أعمالنا.

 

القديس لوقا (12/ 1- 7) يُفهمنا يسوع أسلوبًا جديدًا للتبرير من خلال الذين يعتبرون أنفسهم أبرارًا بناء على المظاهر، إنهم المراؤون، داخلهم قذر ولكنّهم يعملون لكي يَظهرون للعلن أبرارًا صالحين إذ يُظهرون للناس صومهم وصلاتهم وصدقتهم، لكنَّ قلوبهم فارغة وحياتهم منافقة. هؤلاء يزيّنون نفوسهم ويعيشون من الزينة حتى القداسة هي مجرّد زينة بالنسبة لهم. لكن يسوع يطلب منا أن نقول الحق ونعيش في الحق ونحمله في قلوبنا وإن أردنا أن نظهر شيئًا للآخرين فلتكن الحقيقة التي نحملها في قلوبنا. ولذلك يعطينا يسوع النصيحة: إذا صَلَّيْتَ فادخُل حُجرَتَكَ وأَغلِق علَيكَ بابَها، وإِذا صُمتَ، فادهُن رأسَكَ واغسِل وَجهَكَ، لِكَيلا يَظهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، وإِذا تصَدَّقتَ، فلا تَعلَم شِمالُكَ ما تَفعَلُ يَمينُكَ، لِتكونَ صَدَقَتُكَ في الخُفيَة.

 

 لقد كان هؤلاء يعيشون من تبرير الظهور، كفقاعات الصابون يكونون اليوم وغدًا لا يكونون، يسوع يطلب منا حياة صادقة، صدق بين ما نقوم به ونعيشه. إن الحياة الزائفة تُسبِّب أذى كبيرًا وكذلك النفاق.

 

لقد طلبنا من الرب في المزمور نعمة السير بالحقيقة أمام الرب، جميل ما طلبناه: " بُحتُ إِلَيكَ بِخَطيئَتي وَما كَتَمتُ سَيِّئَتي؛ قُلتُ: "لِرَبّي أُقِرُّ بِذَنبي" وَأَنتَ غَفَرتَ شَرَّ آثامي". لنحيا بالحق دائمًا أمام الرب، وهذا الحق هو الذي يفسح المجال للرب لكي يغفر لنا ويسامحنا.    

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.