زيارة البابا فرنسيس إلى مزار سيدة فاطيما

متفرقات

زيارة البابا فرنسيس إلى مزار سيدة فاطيما

 

 

 

 

زيارة البابا فرنسيس إلى مزار سيدة فاطيما

 

وصل البابا بعد ظهر الجمعة إلى مطار "مونتي ريال" في البرتغال حيث كان في استقباله على أرض المطار حشد من الشّخصيات المدنيّة والدينيّة. وعقد البابا لقاء خاصًّا مع رئيس البلاد السيّد مارسيلو نونو دوارتيه ريبيلو دي سوزا. بعدها توجّه البابا إلى كابلة القاعدة الجويّة لتلاوة صلاة مقتضبة بحضور عدد من العسكريِّين المرضى وعائلاتهم.

 

هذا ثمّ استقلّ البابا فرنسيس طائرة مروحيّة تابعة لسلاح الجوّ البرتغاليّ وتوجّه إلى إستاد فاطيما لينتقل من هناك إلى مزار سيّدة فاطيما حيث دخل "كابلة الظهورات" وتلا صلاة مريميّة بحضور حشد من المؤمنين. وبعد تناوله طعام العشاء في "بيت سيّدة جبل الكرمل" عاد البابا فرنسيس إلى كابلة الظهورات عند السّاعة التاسعة والنصف مساء ليترأس رتبة تبريك الشموع.

 

وجّه البابا تحيّة إلى المؤمنين والحجّاج شكرهم في مستهلّها على استضافتهم له في زيارة الحجّ المُعاشة بالرّجاء والسّلام. وأكّد أنّه يحمل جميع المؤمنين في قلبه لافتـًا إلى أنّه يودّ أن يعانق الجميع لاسيّما الأشخاص الأشد حاجة إلى العناق.

 

وسأل البابا العذراء مريم أن تنال للجميع البركات الرَّبَّانيّة، وخصوصًا الأشخاص البؤساء والمقصيِّين والمتروكين الذين حُرموا من المستقبل، فضلاً عن الأيتام وضحايا الظلم. هذا ثمّ أكّد البابا أنّ مريم وحدها رأت وجه الله يُشرق عليها، وقد أعطت وجهًا بشريًّا لابن الله السَّرمديّ.

 

واعتبر البابا أنّه إذا أراد شخص ما أن يكون مسيحيًا عليه أن يكون مريميًّا، وعليه أن يقرّ بهذه العلاقة الأساسيّة والحيويّة التي تربط العذراء مريم بيسوع، وتفتح الطريق أمامنا وتقودنا إليه، كما قال البابا الرّاحل بولس السادس خلال زيارته مزار عذراء بوناريا في كالياري في الرّابع والعشرين من أبريل نيسان من العام 1970.

 

بعدها انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن ضرورة أن نكون حجَّاجًا مع مريم، لافتـًا إلى أنّ هذه الأخيرة هي معلّمة حياة روحيّة، وهي أوّل مَن سارت وراء الرَّبِّ يسوع على هذه الدَّرب الضيقة، درب الصَّليب، وقدَّمت لنا مثالا يُحتذى به. وأكّد البابا أنّ الإنسان يُخطئ كثيرًا بحقِّ الله ونعمته عندما يؤكّد أن حُكم الله يعاقب على الخطايا دون أن يتحدّث أوَّلاً عن غفران هذه الخطايا من خلال رحمته!

 

وشدَّد فرنسيس على ضرورة تقديم الرَّحمة على الحُكم، كما أنّ حُكم الله يُطبّق دائما في ضوء رحمته. مع أنّ الرَّحمة لا تنقض العدالة لأنّ الرَّبّ يسوع حمل على كتفيه نتائج خطايانا والعقاب الذي نستحقّه. وقد دفع ثمن خطايانا على الصَّليب. وهكذا نتحرَّر من خطايانا من خلال الإيمان الذي يوحّدنا بصليب المسيح.

 

هذا ثمّ استشهد البابا ببعض ما جاء في الإرشاد الرسوليّ "فرح الإنجيل" قائلاً: "كلّ مرَّة نتطلّع إلى مريم نريد أن نؤمن بقوّة الحنان والعطف الثوريّة. فيها نرى أنّ التواضع والحنان ليسا فضيلتي الضّعفاء، بل الأقوياء الذين لا يحتاجون إلى سوء معاملة الآخرين كي يشعروا بأهميَّـتهم. ديناميّة العدالة هذه والحنان والتأمل والسَّير نحو الآخرين هي التي تجعل منَّا مثالاً كنسيًّا للتبشير بالإنجيل".

 

 

بعدها تمنّى البابا أن يصبح كلّ واحدٍ منّا، مع مريم، علامة ً وسرًا لرحمة الله الذي يغفر دائمًا، ويغفر كلّ شيء. وأكّد في الختام أنّ المؤمنين يمكنهم أن يصلّوا لله منشدين ومشيدين برحمته وأن يقولوا له: إن الرَّحمة التي وجهّتها إلى كلِّ قدِّيسيك والشَّعب الأمين كلّه وصلتني أنا أيضًا. 

 

 

إذاعة الفاتيكان