قام البابا فرنسيس عصر الأحد الثاني من زمن الصوم بزيارة إلى رعية القديس "جيلازيو" الرومانية الكائنة في حيّ بونتيه مامّولو.
ولدى وصوله إلى الرعية، كان في استقبال البابا رئيس الأساقفة أنجيلو دي دوناتيس، نائبه العام على أبرشية روما، فضلاً عن الأسقف المعاون على الأبرشية المطران غويرينو دي تورا، وخادم الرعية الكاهن جوزيبيه راتشيتي.
واستهل البابا هذه الزيارة الرعوية بلقاء جمعه مع الأطفال والفتيان الذين يتلقون التعليم المسيحي. بعد أن استمع البابا فرنسيس إلى عبارات الترحيب التي وجهها له بعض الفتيان والفتيات، تحدث عن الطقس الماطر الذي ميّز عصر الأحد وقال: إن الحياة هي شبيهة بالطقس، الذي يكون أحيانًا مشمسًا وسرعان ما تسوء الأحوال الجوية ويهطل المطر.
لذا تتخلل حياة الإنسان فترات جميلة وأخرى صعبة، إذ ستكون هناك فترات عاصفة في حياة كل إنسان. وأكد للحاضرين أنه مع ذلك يقود الرب يسوع خطواتنا، فينبغي على المسيحي أن يتابع السير قدماً بأمل ورجاء. إذ لا بد أن يمسك المؤمن بيد الرب يسوع ويسير معه إلى الأمام مدركًا أن يسوع موجود دائمًا إلى جانبه ولا يتخلّى عنه على الإطلاق حتى عندما يرتكب الإنسان الأخطاء في حياته. هذا ثم سأل البابا الرب أن يبارك الفتيان والفتيات الحاضرين وطلب منهم أن يصلوا من أجله.
بعدها التقى البابا فرنسيس عددًا من المسنين والمرضى من أبناء رعية القديس جيلازيو ووجه لهم تحية قال فيها: أود أن أتوجه إليكم بالشكر على الخدمة التي تقدمونها للعالم وللكنيسة، وأضاف قائلاص: قد يتساءل أحدكم "ماذا أفعل بالنسبة للعالم؟ أنا لا أذهب إلى مقر الأمم المتحدة ولا أشارك في الاجتماعات لأنني أبقى في بيتي؟ أو ماذا أفعل بالنسبة للكنيسة؟ وشدد البابا على أهمية الشهادة التي يقدمها المسنون داخل مجتمعهم وداخل كنيستهم وعلى أهمية محبتهم تجاه الآخرين، كما أنهم يحافظون على الأمل والرجاء والإيمان والفرح متّقدين على الدوام. وقال أيضا للمسنين إنه على الرغم من كل المشاكل التي يمكن أن يواجهوها لا بد أن يدركوا على الدوام أهمية الرسالة الموكلة إليهم داخل المجتمع وداخل الكنيسة. وشجع الحاضرين أيضًا على الإصغاء للشبان لأن هؤلاء يحتاجون إلى من يصغي إليهم على الرغم من أنه يصعب على المسنين أن يفهموا الأجيال الفتية. بعدها منح البابا الجميع بركته وطلب منهم أن يصلوا من أجله.
وبعد لقائه مع المسنين والمرضى كان للبابا فرنسيس حوار مع شابين مهاجرَين من جمهورية غامبيا حلاّ ضيفين على هذه الرعية الرومانية، قبل أن يحتفل بالقداس عند الساعة السادسة مساء بحضور حشد كبير من أبناء الرعية.
تخللت الاحتفال الديني عظة للبابا تمحورت حول إنجيل الأحد الذي يحدثنا عن تجلي الرب على الجبل أمام تلاميذه، وقال البابا إن الرب يسوع ظهر بشكل مجيد، ونيّر ومنتصر وظافر، وقد فعل ذلك ليُعد التلاميذ كي يحتملوا ألمه وموته على الصليب لأنهم لم يفهموا كيف يمكن يموت يسوع كمجرم، إذ كانوا يعتقدون أن يسوع رجل سيأتي ليحررهم، كأي شخص أرضي، يخوض المعارك وينتصر. لذا شاء الرب أن يُظهر لهم ماذا يوجد بعد الموت.
تابع البابا قائلا إن يسوع يعدنا دائماً لمواجهة المحن والتجارب. ويعطينا القوة لنسير إلى الأمام في وقت الصعاب ونتخطى العراقيل بفضل قوته. كما أن التلاميذ سمعوا صوت الله الآب يقول: هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا. وهذه هي الرسالة التي أعطاها الآب إلى الرسل، وشدد البابا في هذا السياق على ضرورة أن يتوقف الإنسان في الأفراح والأتراح ليصغي إلى الرب يسوع وهو يقول لنا ماذا ينبغي أن نفعل.
من هذا المنطلق يتعين على المؤمن أن يطرح على نفسه السؤال التالي: ماذا يريد مني يسوع اليوم؟ ويجب أن يسعى إلى الإصغاء لصوته، كما قالت أمه مريم للخدام في عرس قانا الجليل "إفعلوا ما يقوله لكم". وبهذه الطريقة ـ ختم البابا فرنسيس عظته قائلا ـ يسير المؤمن في الدرب الآمن وهو يحتفظ بذهنه بذكرى تجلي الرب بكل مجده. وهذه هي النصيحة لكل مؤمن: أن يستمع إلى يسوع ويفعل كل ما يطلبه الرب منه.
إذاعة الفاتيكان.