رسالة فاطيما هي القدرة للذهاب إلى قلب الإنجيل

متفرقات

رسالة فاطيما هي القدرة للذهاب إلى قلب الإنجيل

 

 

 

رسالة فاطيما هي القدرة للذهاب إلى قلب الإنجيل

 

 

 

 

 

عشيّة زيارة الحج التي سيقوم بها قداسة البابا فرنسيس إلى فاطيما من الثاني عشر وحتى الثالث عشر من أيار مايو الجاري بمناسبة الذكرى المئويّة الأولى على ظهورات الطوباويّة مريم العذراء، أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حدّثنا فيها عن أهميّة هذه الزيارة.

 

قال أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان:

 

 

أعتقد أن الأب الأقدس يريد من خلال هذه الزيارة أن يسلّط الضوء على محبّته وتعبّده للعذراء وعلى الاهتمام والاحترام الذي يحمله الحبر الأعظم للخبرة المريميّة لشعب الله والذي اكتشفها في أحداث فاطيما؛ فالعذراء لم تظهر للأغنياء والمقتدرين وإنما لأطفال يمكن اعتبارهم – بحسب تعابير البابا فرنسيس – مهمّشي المجتمع، وبذلك أرادت العذراء أن تميّز هذه الفئة من الأشخاص.

 

لماذا أعطت العذراء في فاطيما للرعاة الصغار رسالة تعاكس التيّار؟ لقد كنا نعيش في زمن حرب وبالتالي كانت الخطابات خطابات حقد وانتقام وعداوة لكنّ العذراء تتحدّث عن المحبّة والمغفرة والقدرة على التضحية وبذل الذات في سبيل الآخرين، وبالتالي إنها رسالة تقلب المعايير والقيم التي كانت سائدة في المجتمع حينها. وأعتقد أنّهما علامتان آنيتان للبرتغال وللعالم: قدرة الإنطلاق مجدّدًا من الأخيرين وتقييمهم، وقدرة عيش القيم الحقيقيّة التي تقوم في أساس تعايش سلمي ومتضامن داخل كل بلد وبين البلدان.

 

تابع الكاردينال بييترو بارولين متحدّثًا عن أهميّة المزارات المريميّة في حياة الإنسان كمستشفيات للروح، كما يسمّيها البابا فرنسيس، لاسيما وأنها تذكّرنا على الدوام بإعلان الملاك للعذراء مريم بأن لا شيء مستحيل عند الله، وبالتالي يصبح المزار مكان نموٍّ روحي إذ يساعد الأشخاص كي يجيبوا بالـ "نعم"، على مثال العذراء مريم، إزاء هذا الواقع بأن لا شيء مستحيل عند الله وبأنَّ الله يثق بالإنسان ويسير معه، وبالتالي بأنّه ليس مستحيلاً أن نغيّر العالم والحياة بفضل محبّة الله وحنانه ورحمته، وبأنّه ليس مستحيلاً بالنسبة لله أن يحرّرنا من أثقال الماضي التي تستعبدنا وتغلقنا ليفتحنا على مستقبل جديد ومدهش... لقد عرفت مريم كيف تقول "نعم" لمشروع الله هذا. وبالتالي يمكن للمزار المريمي، بهذا المعنى، أن يساهم في نمو اليقين في الإنسان أن لا شيء مستحيل عند الله والإجابة السخيّة على هذا الواقع من خلال بذل الحياة.    

 

أضاف مع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان متحدثًا عن المئويّة الأولى للظهورات وقال أعتقد أن رسالة فاطيما هي جوهريّة بالنسبة للمسيحية، ولاسيما لما نعيشه في هذه المرحلة الفصحيّة أي الإعلان بأن يسوع قد قام من الموت وبأنّه حيّ وهو رب التاريخ. وهذه هي رسالة الإيمان الأساسيّة، ورسالة إيماننا المسيحي والكاثوليكي، وبالتالي تولد من هنا نظرة مختلفة للحياة، إذ تصبح حجًّا نحو الرب يسوع تعضدنا خلاله قوّة الإنجيل وتجدّدنا. لذلك فإن رسالة فاطيما النبويّة هي تذكير للكنيسة بما هي عليه وبدورها أي بما يجب أن تكونه وتعلنه في عالم اليوم، إذ تغوص بقوّة الحب في طيّات التاريخ المُظلمة والأليمة فتغيّر هذا التاريخ. هذه هي رسالة فاطيما النبويّة والتي تتطابق مع رسالة الكنيسة النبويّة.

    

وختم الكاردينال بييترو بارولين حديثه لإذاعتنا متحدثًا عن إعلان قداسة فرانشيسكو وجاشينتا مارتو وآنية هاتين الشخصيّتين وقال ينبغي علينا أن نميّز بين الوسائل والأهداف. إن فرانشيسكو وجاشينتا ينتميان إلى زمن معيّن ومرحلة معيّنة من التاريخ وتتميّز بأسلوب وأدوات معيّنة للتعبير. أما الهدف فهو قدرة هذين الطفلين، بالرغم من بساطتهما، في الذهاب إلى قلب الإنجيل. وهذه هي الرسالة التي يحملها إلينا هذين الطفلين: القدرة للذهاب إلى قلب الإنجيل من خلال قلب مريم الطاهر، لأن فاطيما تسلّط الضوء على بُعد قلب مريم الطاهر الذي عرف، وبفضل النعمة، أن يجيب على محبّة الله ورحمته ويقبلهما بشكل كامل. هذان الطفلان قد جسّدا هذه الرسالة وهما الآن يقدماها لنا من خلال قداستهما التي تعترف بها الكنيسة أمام العالم أجمع. 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.