رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في المؤتمر الدولي الثاني

متفرقات

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في المؤتمر الدولي الثاني

 

 

 

 

 

رسالة البابا فرنسيس للمشاركين في المؤتمر الدولي الثاني

 

 

تستضيف مدينة ريو دي جانييرو البرازيلية من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من تموز يوليو الجاري المؤتمر الدولي الثاني للمدن الكبيرة، وسيُخصص للرسالة العامة "كن مسبَّحًا" للبابا فرنسيس حول العناية بالبيت المشترك، الصادرة عام 2015.

 

وللمناسبة وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة للمشاركين كتب فيها لقد أشرت في الرسالة العامة "كُن مُسبَّحًا" حول العناية بالبيت المشترك إلى العديد من الحاجات المادية التي يحتاجها إنسان اليوم في المدن الكبيرة والتي ينبغي مواجهتها باحترام ومسؤوليّة وعلاقات.

 

 إن الاحترام هو الموقف الأساسي الذي ينبغي على الإنسان أن يتحلّى به إزاء الخليقة، إذ أننا قد نلناها كعطيّة ثمينة وعلينا أن نجتهد لكي تتمكّن أجيال المستقبل من التمتّع بها والاستفادة منها لذلك ينبغي علينا أن نعلّم هذه العناية للآخرين وننقلها لهم.

 

يؤكّد القديس فرنسيس الأسيزي في نشيده "نشيد المخلوقات": "كُن مسبّحًا يا رب على أختنا المياه المفيدة والمتواضعة، الثمينة والنقيّة" في هذه الصفات نجد جمال وأهميّة هذا العنصر الضروري للحياة. كالعناصر المخلوقة الأخرى تعبّر مياه الشرب السليمة عن محبّة الله وعنايته لكل من خلائقه لكونها حقّ أساسيّ ينبغي على المجتمع أن يؤمِّنه.

 

وعندما لا تُعطى الأهمية التي تستحقّها تتحوّل المياه إلى مصدر أمراض ويضع شحّها حياة ملايين الأشخاص في خطر. لذلك من واجب الجميع أن يخلقوا في المجتمع وعيًا لاحترام كل ما يحيط بنا لأنّه يفيدنا ويفيد أجيال المستقبل.

 

 المسؤولية إزاء الخليقة هي الأسلوب الذي ينبغي علينا من خلاله أن نتفاعل معها ويشكّل أحد واجباتنا الأساسيّة. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي عندما نلاحظ انخفاضًا خطيرًا في نوعيّة الهواء أو ازديادًا في إنتاج الرواسب التي لا تتمُّ معالجتها بشكل ملائم.

 

هذه الوقائع هي تبعات لشكل غير مسؤول لاستعمال الخليقة وتدعونا لممارسة مسؤوليّة فعالة لخير الجميع. هذا ونختبر أيضًا لامبالاة إزاء بيتنا المشترك وإزاء العديد من المآسي والحاجات التي تضرب إخوتنا وأخواتنا. تظهر هذه اللامبالاة "علامة لفقدان حس المسؤولية تجاه أشقائنا، والذي عليه يقوم أي مجتمع مدني" (كُن مسبّحًا 25). وبالتالي ينبغي على كل حكومة أن تشجّع أساليب تصرّف مسؤول في مواطنيها لكي يتمكّنوا من التفاعل بإبداع ويعززوا خلق بيت صالح للسكن وسليم.

 

 نلاحظ في المدن الكبيرة كما في المناطق الريفيّة نقصًا متزايدًا في العلاقات. بغض النظر عن أسبابه، يولِّد التدفّق المستمر للأشخاص مجتمعًا تعدّديًا ومتعدّد الثقافات، وينتج غنى ونموًّا اجتماعيًّا وفرديًّا، ولكنّه يحول أيضًا هذا المجتمع إلى مجتمع منغلق لا يثق بالآخرين. إن غياب الجذور وعزل بعض الأشخاص هي أشكال فقر يمكنها أن تتحوّل إلى "غيتو" وتولّد العنف والظلم، فيما أن الإنسان قد دعي ليُحبَّ ويكون محبوبًا ويبني علاقات انتماء وروابط وحدة مع إخوته.

 

لذلك من الأهميّة بمكان أن يعمل المجتمع معًا على الصعيد السياسي والتربوي والديني في سبيل خلق علاقات إنسانية حقيقيّة تدمّر الجدران التي تفصل الآخرين وتعزلهم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعات ومدارس ورعايا قادرة على أن تبني بحضورها شبكة شركة وانتماء في سبيل تعزيز التعايش وتخطّي الصعوبات، بهذا الشكل "لن يكون أي مكان جحيمًا بعد الآن بل سيصبح إطارًا لحياة كريمة" (كُن مسبّحًا 149).

 

 أكِل إلى شفاعة العذراء القديسة سلطانة السماء والأرض أيام الدراسة والتأمّل هذه ولتوجّه قراراتكم في سبيل إيكولوجية متكاملة تحمي بيتنا المشترك وتبني حضارة أكثر إنسانيّة وتضامن.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.