دهشة اللقاء بيسوع

متفرقات

دهشة اللقاء بيسوع

 

 

 

 

 

"إن حافظنا باستمرار على نظرنا موجّهًا إلى يسوع فسنكتشف بدهشة أنّه هو الذي ينظر بمحبّة إلى كلِّ فرد منّا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القدّيسة مرتا بالفاتيكان في اليوم الذي تحتفل فيه الكنيسة بعيد القدّيس يوحنّا بوسكو.

 

قال الأب الأقدس:

 

 يحثنا كاتب الرّسالة إلى العبرانيِّين (12/ 1-3) على أن نجري في الإيمان "وَنَجعَلَ نُصبَ عُيونِنا رَأسَ إيمانِنا وَمُتَمِّمَهُ، يَسوعَ"، أمّا في إنجيل مرقس (5/ 21 -43) فيسوع هو الذي ينظر إلينا ويتنبّه لنا؛ فهو قريب منّا وهو دائمًا وسط الجموع. هو لا يسير مع الحرّاس الذين يرافقونه لكي لا يلمسه الناس! لا! وإنّما يسير بينهم وهم يزحمونه، وفي كلِّ مرّة كان يسوع يخرج فيها كان عدد الجموع يتزايد.

 

لم يكن يبحث عن الشعبيّة وإنّما كان يبحث عن الناس وكان الناس يبحثون عنه، كانوا يحدقون النظر به وهو كان يحدق النظر بهم، نعم كانت عيناه على الناس والجمع لا بل على كلّ فرد منهم. وهذه هي ميزة نظرة يسوع، فهو لا ينظر إلى الناس بأسلوب يسلبهم فرادتهم وإنّما ينظر إلى كلّ شخص بمفرده.

 

 يُخبِرُنا إنجيل القدّيس مرقس عن أعجوبتين: يسوع يشفي امرأة مَنزوفَة مُنذُ اثنَتَي عَشَرَةَ سَنَة تمكّنت من أن تلمس رداءه فيما كان يسير وسط الجمع ولكنّه أحسّ بأن هناك من لمسه؛ من ثمَّ أقام صبيّة لها اثنَتَي عَشَرَةَ سَنَة وهي إبنة يائيرُس أَحَد رُؤَساءِ المَجمَعِ، وتنبّه إلى أن الصبيّة جائعة وطلب من أهلها أن يُطعموها.

 

 إن نظر يسوع يتوجّه إلى الكبير والصّغير. هكذا ينظر يسوع: ينظر إلينا جميعًا ولكنّه ينظر إلى كلٍّ منّا بمفرده. ينظر إلى مشاكلنا وأفراحنا الكبيرة ولكنّه ينظر أيضًا إلى أمورنا الصغيرة، لأنّه قريب منّا. فيسوع لا يخاف من الأمور الكبيرة وإنّما يأخذ أيضًا بعين الإعتبار تلك الصغيرة. هكذا ينظر يسوع إلينا.

 

 إن جَرَينا جاعلين نُصب عيوننا يسوع، فسنختبر بدورنا نحن أيضًا ما اختبره الناس بعد قيامة ابنة يائيرُس إذ دَهِشوا أَشَدَّ الدَّهَش. إن نظرتُ إلى يسوع وسرتُ قدمًا جاعلاً إيّاه نصب عينيَّ فماذا سأجد؟ أجد أيضًا أنّه يحدق النظر بي! وهذا الأمر يجعلني أندهش أشدّ الدّهش، إنّها دهشة اللقاء بيسوع.

 

فلا نخافنَّ إذًا! لا نخافنَّ تمامًا كما لم تخف تلك المرأة من التقدّم منه لتلمس طرف ردائه! لنجري إذًا على هذا الدّرب جاعلين يسوع على الدوام نصب عيوننا، وسننال هذه المفاجأة السّارّة: سيملأنا بالدهشة لأنّنا سنكتشف أنّ يسوع هو الذي يُحدق النظر بكلّ فردٍ منّا!

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.