خلاص المسيح عرس البشرية

متفرقات

خلاص المسيح عرس البشرية

 

 

 

خلاص المسيح عرس البشرية

 

 

 

خلاص المسيح عرس البشرية

 

في هذا الأحد يبدأ الأسبوع الأوّل من أسابيع الصوم الكبير الستّة، السابقة لأسبوع الآلام المقدّس، وفي ثلاثيّة السّر الفصحي: تأسيس سرَّي القربان والكهنوت، آلام المسيح وموته على الصليب لفداء البشر، وقيامته من بين الأموات لبثّ الحياة الجديدة للبشريّة جمعاء. تتلو الكنيسة في هذا الأحد آية تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة في عرس قانا (يوحّنا 2: 1-11)، كأوّل عمل خلاصي قام به يسوع في بداية حياته العلنيّة، بعد معموديّته على يد يوحنا سابقه. وهذا للدَّلالة أنّ خلاص المسيح هو عرس البشريّة الحقيقي.

 

وفي هذا الأحد الواقع في 11 شباط، وهو ذكرى طهور السيّدة العذراء للصبيّة برناديت في مغارة لورد تحتفل الكنيسة باليوم العالمي السادس والعشرين للمريض. وجَّه قداسة البابا فرنسيس، جريًا على العادة، رسالة بموضوع: "يا امرأة هذا ابنُكِ! ويا يوحنا هذه أمُّك! ومن تلك الساعة أخذها يوحنا إلى خاصّـته" (يو19: 26-27).

 

 

1. قانا الجليل هي قانا اللبنانيّة، لا قانّا في فلسطين وفي إسرائيل اليوم. "الجليل" كلمة ساميّة تعني "البعيد"، بعيد عن أورشليم العاصمة والهيكل. كانت صفة "الجليل" تُستعمل للتقليل من أهميّة المكان، لبعده عن الهيكل ممّا يقلّل من الذبائح التي يتمكّن الناس من تقديمها، بسبب مشقّة الطريق. لذلك اختار يسوع أن يصنع آيته الأولى هناك، في الجليل، البعيد، إذ أراد أن يفتح رسالته على الأمم. فلا تنحصر باليهود وحدهم. كان يوجد جليلان: جليل إسرائيل، أي المنطقة الشماليّة من البلاد، وجليل الأمم، هو المنطقة الأبعد حتّى من جليل إسرائيل، في جنوبي لبنان. عدد من المؤرخين كالأسقف أوسابيس القورشيّ، يرون في قانا اللبنانيّة المكان الذي حصلت فيه الآية الأولى.

 

كما أنّ الدراسات الأثريّة، وما تمّ اكتشافه من نقوش وأجران وسواها، تعزّز الأمل في إثبات مصداقيّة هذه النظريّة. ونتمنّى أن يولي المسؤولون كلّ اهتمامهم لهذا الأمر، لما له من نفع معنويّ وروحيّ وما له من أثر سياحي وديني.

 

 2. يسوع يبدأ حياته العلنية ورسالته الخلاصية بحضور عرس دُعي إليه مع تلاميذه، ومع مريم أمّه. للحال نفكّر بحضور الكنيسة الناشئة: يسوع ومريم والتلاميذ. كشف سرّ ألوهيّته، فآمنوا به (راجع الآية11).

 

 

حضور يسوع والكنيسة معه في العرس يحمل العديد من المعاني لسرّ الزواج:

 

أ- الزواج هو إرادة الله على الإنسان. فمن بعد أن خلقه ذكرًا وأنثى قال: "انموا واكثروا واملأوا الأرض" (تك ١: ٢٨). الزواج هو نبع الحياة، من خلال الإنجاب. والله يُكمل عمليّة الخلق، خلق البشر، بواسطة الزوجين. بدونهما ينقطع خيط الحياة على الأرض. إنّ أوّل ما قام به الله هو "الخلق": "في البدء خلق الله" (تك ١: ١). عندما يُكمل الإنسان عمليّة الخلق بإنجاب البنين، إنما يقوم بعمل مقدّس، يكمل من خلاله "عمل الله"، ويشاركه فعلاً في مشروعه. لذلك، يستقرّ رأي عدد كبير من شرّاح الكتاب المقدّس على أنّ "إيلاد البنين" هو ما يحقّق في الإنسان "صورة الله ومثاله". إذ يكون الإنسان، كما الله، خالقًا، وهذه صورته فيه. ويشتغل الإنسان بمشروع الحياة، مثل الله.

 

ب- الزواج المسيحي سرّ مقدّس، بحكم تأسيسه الإلهي، وبحكم الفداء بالمسيح. حضور الربّ والكنيسة علامة لهذه الحقيقة. لا يمكننا أن نقارن سرّ الزواج بباقي أشكال الزواج الأخرى، كالزواج المدنيّ. لا يمكننا بالتالي النظر إلى الزواج المسيحيّ كمجرّد "عقد"، يقوم طالما الزوجان متّفقان، وينتهي أمام أيّة صعوبة.

 

ج. الزواج المسيحيّ طريق إلى القداسة، إذ يعمل الزوجان، مع الله، على نقل الحياة وتربيتها الروحية والأخلاقية والإنسانية، فتتكوّن العائلة لخلق "كنيسة بيتيّة" يتربّى فيها قدّيسو المستقبل بالإيمان والصلاة والعمل. على الأزواج أن يعبّروا عن إيمانهم هذا في احتفالهم بسرّ الزواج في الكنيسة، بعيدًا عن روح العالم والأسراف غير المقبول والتصرّفات التي تجرح الحشمة. ويُكمل الزوجين هذا التعبير عن إيمانهما وأخلاقيتهما بالمحافظة على السيرة المسيحيّة الحسنة والقيام بكلّ ما توجبه التربية الصالحة لأبنائهما.

 

3. هذا الحضور في عرس وآية تحويل الماء إلى خمر أسعد العروسَين والحضور "بجودته الأكثر"، لدليل أن يسوع هو العرس الحقيقي الذي يسعد كلّ إنسان بخلاصه وسرّ فدائه. ولذا، في عرسه الخلاصي، سيحوّل الخمر إلى دمه، لحياة العالم، ويقدّمه في سرّ القربان مشربًا حقيقيًّا، مع جسده مأكلًا حقيقيًّا (راجع يو6: 55). وهذا دليل أن الحبّ الحقيقي في الحياة الزوجيّة والعائليّة بذل وعطاء و"موت" عن الذات عبر التضحيات. وهكذا عرس قانا وآيته استباق لعرس عليّة أورشليم وتحويل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه. من هذا السّر القرباني تتفجّر ينابيع سعادة كلّ إنسان. فأصبح "اليوم الثالث" الذي كمّل الأيام السابقة منذ المعمودية، "يوم الربّ" حيث تلتقي الكنيسة حول المسيح الكاهن الأزلي للاحتفال بذبيحة الفداء والاشتراك بوليمة الحياة. إنّه "يوم عرس المسيح"، لا كمجرّد تذكار، بل فيه تتحقّق "الآن وهنا" عمليّة التحويل، وتتمّ الذبيحة والوليمة الحقيقيّتَان.

 

4. في الكنيسة، مريم أمّها، مثل الأم في البيت، عين ساهرة على الكلّ، تلاحظ ايّ نقص: "ليس عندهم خمر" (الآية 3). في حفلة العرس تعيش مريم دور "الخادمة"، لا دور المتلهّي بالرقص والأكل والشرب والضجيج. لم تنتقد العروسَين بنقل الخبر إلى هذا وذاك، وهذه وتلك، تجنّبًا لإحراج العروسَين، وحفاظًا على فرح المدعوّين. ولكنّها بحكم معرفتها بقلب يسوع وحبّه وحنانه ورحمته، راحت تنقل إليه الخبر، وفيها رجاء يقين أنّه قادر أن يفعل شيئًا ما، وكأنّها "تتشفّع إليه".

 

ليست الشفاعة "واسطة" بالمعنى الأرضيّ. وليست تغييرًا لأفكار الله، وكأنّ هناك من هو أحنّ علينا ممّن خلقنا ومات من أجلنا. الشفاعة هي "حسّ عائليّ"، في قلب العائلة السماويّة. في الملكوت، الربّ مع مريم ومع سائر القدّيسين، يشكّلون "العائلة السماويّة"، يتشاركون جميع الأفراح وكلّ الخيور.

 

لذلك، مريم والقدّيسون، يشاركون الله الذي يهتمّ بنا. وهم بدورهم يهتمون بنا، يحملون صلاتنا إلى يسوع، لا لأنّ يسوع لا يسمع، بل لأنّ يسوع يسمح لهم أن يشاركوه هذا الاهتمام. وهو يفرح بأن يراهم يعيشون قداستهم، التي هي أيضًا ممارسة هذا الاهتمام الذي يُظهروه لنا.

 

الشفاعة إذًا ليست دورًا يأخذه الواحد من أمام الآخر، لأنّ الآخر غافل أو لا يريد، بل هي مشاركة الجميع في نفس المشروع. هي دليل على الفكر الواحد السائد في الملكوت، وهو فكر الخلاص ومحبّة سائر بني البشر. نصلّى للقدّيس لا ليغيّر فكر الله، بل لأنّه يشاركه عمليّة الاعتناء بنا.

 

5. فكان جواب يسوع غامضًا بالنسبة إلينا: "ما لي ولكِ يا امرأة. لم تأتِ ساعتي بعد" (الآية 4)، أما بالنسبة إلى مريم فقراءة واضحة وفهمًا بأنّه سيجترح معجزة ما. ولذا قالت للخدم: "مهما يقل لكم فافعلوه" (الآية 5).

 

مع أنّ يوحنا الرسول "أخذ مريم إلى خاصّته"، عندما أعلن يسوع أمومتها له، وبنوّته لها (راجع يو19: 26-27)، فلم يذكرها في إنجيله إلّا مرّتين، عندما سمّاها "امرأة" في هذا النصّ، ومن على الصليب: يا امرأة هذا ابنك" (يو19: 26). فلفظة "امرأة" تعني "أمّ الحياة"، "أمّ كلّ حيّ" كما سمّاها آدم (تك2: 23).

 

هنا، دعاها يسوع لتمارس أمومتها الخادمة، ليس له وحده، بل لجميع الناس، ولتبدأ مسيرة التخلّي عنه، استعدادًا لقبول ساعة آلامه وموته التي "لم تأتِ ساعتي بعد" (الآية 4).

 

ومن على الصليب، سلّمها الأمومة الشاملة لكلّ إنسان بشخص يوحنا، وللكنيسة التي تولد من سرّ موته وقيامته، مثل "السنبلة من حبة القمح التي تموت في الارض" (يو12: 24).

 

في الواقع، فهمت مريم قصد يسوع، وطلبت من الخدم أن "يفعلوا ما يقوله لهم". هي مريم أمّ المشورة الصالحة، التي تشارك يسوع في رسالته، وتهدي البشر إليه. صوّر فنّ الرسم أيقونة مريم حاملة الطفل الإلهي على ذراعها وتشير إليه بيدها.

 

6. مريم تقرأ ما في قلب يسوع، لأنّها وحدها تعرفه. وها هو يسوع يقول للخدم: "إملأوا الأجاجين السّتّة ماء إلى فوق، فملأوها حتى فاضت" (الآية 7). يسوع الكمال يصنع ويعطي كلّ شيء كاملًا. كمّيّة الماء المحوَّل خمرًا 780 ليترًا، لأنّ سعة كلّ واحد 130 ليترًا، أما قيمة هذا الخمر أنّه "ففائق الجودة" (الآية 10).

 

تعلّمنا هذه الآية أنّ الخلاص من أيّة معاناة وصعوبة ومأزق وخطيئة يأتينا من المسيح وحده؛ وأن جمال التصرّف والعمل أن نقوم بواجب وأن نؤدّي خدمة بوجه كامل وبحبّ صادر من القلب. فتأتي النتيجة فرحًا وسعادة للغير.

 

7. ملفت أن يقول يسوع للخدم: "استقوا وناوِلوا رئيس المتّكأ" (الآية 8). رئيس المتكأ هو المسؤول عن تنظيم الطعام والشراب في العرس. إنّه سلطة تأمر وتنهي وتوجّه. أراد يسوع أن يحترم السلطة. ويدعونا إلى الحفاظ على التراتبيّة التي تنظّم الشعب والكنيسة وتسمح للأمور بأن تسير على أفضل ما يرام. احترام السلطة والقوانين هو واجب ضميريّ، على المسيحيّ أن يلتزم به وأن يعترف أمام الكاهن كلّما خالف القوانين، إلاّ إذا كانت تلك القوانين جائرة.

 

هذه قاعدة يجب اتّباعها في الحياة الاجتماعية والوطنية. نجد أنّ البعض يسعى جاهدًا إلى التفلّت من القوانين، معتبرًا ذلك نوعًا من "الشطارة". ولكنّ الحال أنّ هذه التصرّفات تقود البلاد إلى الخراب. احترام القانون والنظام العام هو واجب، ليس فقط وطنيّ، بل هو واجب دينيّ أيضًا، يأمرنا به الربّ. لا يمكننا رفض قانون إلاّ إذا كان جائرًا أو ظالمًا، ويجب علينا أن نسجّل اعتراضنا هذا بالوسائل القانونيّة المتاحة. ولا نصل إلى الرفض العلنيّ، أو في الشارع، إلاّ عند استنفاد كلّ ما يتيحه النظام العام من وسائل أخرى للتعبير.

 

وملفت أيضًا أنّ يسوع لم يخبر أحدًا، وهو القائل: "إذا صنعت خيرًا، لا تدع شمالك تعلم ما فعلت يمينك. وابوك الذي يرى في الخفايا يجازيك علانية (متى 6: 3-4).

 

ولا الخدم أخبروا رئيس المتّكأ. وكان هذا من واجبهم نقل الخبر واداء الشهادة ليسوع. ورئيس المتَّكأ لم يسأل هو أيضًا من أين أتى هذا الخمر الفائق الجودة.

 

8. ينتهي الحدث بغايته وهي أن "يسوع أظهر مجده وآمن به تلاميذه" (الآية 11). كانت هذه الخطوة الأولى، مع هذه الآية الأولى، في مسيرة التلاميذ الإيمانية التي نشّأتهم. لكن مسيرتهم الإيمانية ستتواصل عبر آيات أُخر سيصنعها يسوع أمامهم. لا يمكن لأحد منا أن يصل إلى "كمال الإيمان"، بل عليه اعتماد مسيرة مستمرّة في اكتشاف الحقائق الفائقة الإدراك. حتّى الكنيسة نفسها، عبر تاريخها، هي في حجّ دائم نحو الفهم الأعمق لسرّ الملكوت. نجد أنّ إيمان الكنيسة يتطوّر عبر العصور، في خطّ متكامل غير متعارض، إنّما بتقدّم. وهذا يتطّلب من جميع المؤمنين أن يستمرّوا على الدوام في تعميق معرفتهم لإيمانهم ولتعاليم كنيستهم، ليكونوا في مسيرة دائمة مع يسوع، ولا يتأخّروا عن ركابه.

 

                                  *  *  *

 

 

ثانيًا، اليوم العالمي للمريض (11 شباط)

وجّه قداسة البابا فرنسيس لهذه المناسبة رسالة بعنوان: "يا امرأة هذا ابنُك! ويا يوحنا هذه أمُّك" (يو19: 26-27).

 

1. يتحدّث فيها أوّلًا عن أمومة مريم لتلاميذه، بشخص يوحنا، التي انتقلت منها إليه وإلى جماعة المؤمنين به، فإلى كنيسة. امومة مريم تتواصل عبر التاريخ. وعلى صورتها يعيش المؤمنون والمؤمنات، والكنيسة بكلّ مؤسّساتها، الأمومة الروحية المجسّدة بالأعمال والمبادرات، تجاه كلّ مريض في جسده وروحه. وذلك بإرسال من المسيح الربّ: :"دعاهم وأعطاهم سلطانًا على جميع الشياطين، وقدرة لشفاء الأمراض. ثمّ ارسلهم ليبشّروا بملكوت الله، ويشفوا المرضى" (لو9: 1-2).

 

لقد التقى يسوع العديد من المرضى بأرواحهم، من بينهم الممتلئون كبرياء، أمثال الفرّيسيين (راجع يو8: 31-39) والحزانى والخطأة، والمعذّبين الكثر بالأرواح النجسة، والمرضى بأجسادهم بمختلف أنواع الأمراض. وشفاهم جميعًا بحنان وشفقة ورحمة. هكذا علّم تلاميذه أن إعلان ملكوت الله هو إعلان محبّة المسيح الموجَّهة إلى كلّ مَن هو في حاجة، فقط لأنّه ابن الله.

 

2. إنّ أمومة الكنيسة نحو الأشخاص الذين في الحاجة، والمرضى، تُرجمت واقعيًّا عبر التاريخ بسلسلة غنيّة من المبادرات تجاههم. أبرشيّات وكهنة وجمعيّات رهبانيّة ومؤسّسوها حقّقوا الكثير من مستشفيات ومستوصفات ودُورًا لليتامى والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصّة ومراكز صحّية وتمريض.

 

يجب النظر دائمًا إلى إرث الماضي لنتعلّم السخاء حتى التفاني بالذات؛ والروح الخلاّق في استنباط مبادرات من وحي المحبّة المتّقدة في القلوب؛ والالتزام في البحث العلمي من أجل تقديم العلاج الأفضل للمرضى. هذا الإرث من الماضي يساعدنا على التخطيط لمستقبل أفضل. ولكن ينبغي أن يبقى شخص المريض موضوع الاحترام في كرامته ومشاعره، فلا تطغى التنظيمات والهيكليّات على هذا الواجب.

 

3. لقد منح الربّ يسوع كنيسته قدرة الشفاء، يوم قال عند إرسال رسله قبل صعوده إلى السماء: "هذه الآيات تتبع المؤمنين... فإنّهم يضعون أيديهم على المرضى فيشفون" (مر16: 17-18). كتاب أعمال الرسل ينقل لنا آيات شفاء على يد بطرس (3: 4-8)، وبولس (14: 8-11).

 

هذه العطية تقتضي من الكنيسة، برعاتها وأبنائها وبناتها ومؤسساتها، أن تحمل إلى المرضى نظرة حنان يسوع وشفقته. هذا هو أساس راعوية الصحة في الأبرشيّات والرعايا والمؤسّسات الطبّيّة والصحّية.

ويعرب قداسة البابا عن التقدير الكبير لِما تقوم به العائلات تجاه المرضى في البيوت؛ والأشخاص المكرّسون والمتطوّعون والأطباء والممرضات في المؤسّسات. إنّهم بذلك يشاركون في رسالة الكنيسة.

 

4. يختم البابا فرنسيس رسالته بدعاء إلى السيّدة العذراء التي يوكل إلى أمومتها جميع المرضى بأجسادهم وأرواحهم، ملتمسًا:

 

- أن تساعدنا كي نحسن استقبال إخوتنا المرضى والاعتناء بهم.

 

- أن يعيش كلّ عضو في الكنيسة بحبٍّ دعوتَه في خدمة الحياة والصحة.

 

- أن تعين المرضى في تحمّل أوجاعهم في بالشركة مع الربّ يسوع.

 

- أن تعضد الأشخاص الذين يعتنون بهم.

 

ونحن نكمل هذه الصلاة بالهتاف: "يا شفاءَ المرضى، صلِّي لأجلنا".

 

*  *  *

     

 صلاة

    

 

  أيّها الربّ يسوع، في عرس قانا، حوَّلتَ الماء خمرًا فائق الجودة. امّا في عرسك الخلاصي فحوّلت الخمر إلى دمك ليكون شرابًا سماويًّا يمنحنا الحياة الإلهيّة، ولتعلمنا أنّ ذروة الحبّ الحقيقي هي في التفاني وبذل الذات والغفران. ويا مريم أمّنا، نحن نشكرك لأنّك تتشفعِّين دائمًا من أجل حاجاتنا لدى ابنك يسوع، مثلما فعلتِ في عرس قانا. ونسألكِ أن تتعهَّدي بحنانك كلّ مرضانا، وتتشفّعي من أجل شفائهم وتقديسهم. وإنّا معهم نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

 

 

التنشئة المسيحية - مدخل الصوم الكبير: آية عرس قانا الجليل

البطريرك الراعي موقع بكركي.