خطاب البابا إلى الأساقفة الكولومبيين

متفرقات

خطاب البابا إلى الأساقفة الكولومبيين

 

 

خطاب البابا إلى الأساقفة الكولومبيين

 

 

 

 

عقد البابا فرنسيس في القصر الكاردينالي في بوغوتا لقاء مع الأساقفة الكولومبيين الكاثوليك. ووجّه لهم خطاباً أكد فيه أن كولومبيا تحتاج إلى نظرة الأساقفة كي تشعر بشجاعة السير قدماً والقيام بالخطوة الأولى باتجاه السلام النهائي والمصالحة ونبذ العنف وتخطي أوضاع انعدام المساواة التي هي في أساس الآلام الكثيرة، والتخلي عن طريق الفساد الذي هو طريق مسدود.

 

عبّر البابا فرنسيس عن ثقته بأن كولومبيا تملك ميزةً فريدة من نوعها تستقطب الانتباه، مسلطاً الضوء على الغنى البشري لهذا البلد، وتاريخ الإيمان الذي طبع كولومبيا فضلاً عن شجاعة مقاومة الموت. ولم يخلُ خطاب البابا من الإشارة إلى الزيارتين الرسوليتين اللتين قام بهما سلفاه البابا بولس السادس والبابا يوحنا بولس الثاني إلى كولومبيا، وشدد على أهمية شعار الزيارة البابوية الحالية ألا وهو "لنقم بالخطوة الأولى".

 

ولفت فرنسيس إلى أن الله هو "رب الخطوة الأولى" وهذا ما يتضح من خلال صفحات الكتاب المقدس التي تتحدث عن إبراهيم وموسى وتبلغ ذروتها في تجسد يسوع الذي يعطي لمن يقبله حرية القيام بالخطوة الأولى على الدوام. وحثّ البابا الأساقفة الكولومبيين على عدم فقدان هذه الحرية أبداً، وشجعهم على الابتعاد عن منطق "الموظّف" في الكنيسة، من أجل إبقاء الأنظار موجهة نحو من اختارهم.

 

هذا ثم شدد البابا على ضرورة أن تسعى الكنيسة المحلية إلى الحفاظ على خصوصيات كولومبيا وميزاتها وتنوع الذاكرة التاريخية، وغنى الخبرات الكنسيّة الخاصة. وحثّ الأساقفةَ على بناء كنيسة تقدّم لهذا البلد شهادة بليغة على إمكانية التقدم والترقي. بعدها ذكّر البابا الأساقفة بأنهم مدعوون ليكونوا في الصفوف الأمامية لمداواة الجراح، جراح تاريخ هذا الشعب وأهله، لافتًا إلى أن الأسقف ليس سياسياً أو فنياً إنما هو راعٍ ومن هذا المنطلق لا بد أن يعلن الأساقفة بحريّة كلمة المصالحة والرحمة.

 

وشجع البابا الأساقفة على إيلاء اهتمام خاص بالإنسان، مشيراً في هذا السياق إلى الصعوبات التي تعاني منها مختلف شرائح المجتمع الكولومبي. وخص فرنسيس بالذكر العائلات الكولومبية التي تواجه مشاكل وتحديات كبيرة، وأشار أيضاً إلى صعوبة الدفاع عن الحياة البشرية اليوم، متوقفاً عند آفة العنف والإدمان على الكحول فضلاً عن هشاشة الرباط الزوجي والعدد الكبير من الأيتام الذين فقدوا آباءَهم.

 

ولفت أيضا إلى مشاكل العديد من الشبان الذين لجأوا إلى المخدرات كمخرجٍ للواقع الصعب الذي يعيشونه. وطلب البابا من الأساقفة الكولومبيين أن يشجعوا العائلات على أن تكون كالأشجار الخصبة، ويحذروا الشبان من مخاطر الإدمان على تعاطي المخدرات أو الاتجار بها.

 

وبعد أن تحدث البابا عن أهمية توفير تنشئة ملائمة للكهنة والرجال والنساء المكرسين ختم فرنسيس خطابه إلى الأساقفة الكولومبيين ـ في بداية زيارته الرسولية ـ متوقفاً عند مسألة حماية البيئة وشدد على ضرورة أن يعتني الإنسان ببيئته كي تبقى بيئة خصبة خاصاً بالذكر أهمية حماية غابات الأمازون لأن كولومبيا وإذا ما فقدت هذه البقعة تشوَّه في وجهها ونفسها.