ترأس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر يوم الأربعاء 19 تموز 2017، في الصرح البطريركي في بكركي، حفل افتتاح الأيام العالمية للشبيبة المارونية بعنوان " تشدد وتشجع" في الساحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، بحضور الوزير بيار رفول ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزيرة السياحة الأردنية لينا عيناب، وزير السياحة اللبناني افيديس كيدانيان، السفير البابوي غابرييل كاتشا ولفيف من الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات وفعاليات سياسية واجتماعية وثقافية.
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني عزفته فرقة جعيتا الموسيقية، ثم كانت مشهدية تعبيرية عن موضوع تشدد وتشجع، تلتها صلاة الإفتتاح ودخول ذخائر القديسين على انغام تراتيل انشدتها جوقة سيدة اللويزة.
وبعد عرض فيلم عن الأيام العالمية للشبيبة كان استعراض للأبرشيات المشاركة في هذا النشاط، ثم كلمة مكتب راعوية الشبيبة القاها الخوري توفيق بو هدير وشدد فيها على اهمية عقد هذا اللقاء "وتشجيع الشبيبة اللبنانية المنتشرة حول العالم لزيارة بلدها الأم لبنان والتعرف اليه عن كثب على مختلف المستويات ."
وامل بو هدير ان "تتمكن شبيبة لبنان في بلدان الإنتشار من مد جسور قوية بين بلد المنشا والبلد المضيف لما في ذلك من غنى على المستوى الثقافي والحضاري يفيد الإنسان ويؤسس لعلاقات قوية مبنية على احترام الآخر والعودة الى الجذور."
ثم القى غبطة البطريرك كلمة رحب فيها بالحضور مهنئا كل "من عمل ونظم وساهم في هذا الحفل الرائع الذي يهدف الى القاء الضوء على ثروة لبنان الشبابية الخلاقة التي اتت من مختلف دول الإنتشار من اميركا والأرجنتين واستراليا وكولومبيا وفرنسا وقبرص ومصر وافريقيا واوكرانيا وسوريا والأراضي المقدسة والأردن وفلسطين،" خاصا بالذكر "مكتب راعوية الشبيبة الذي تعب وعمل بصمت للتحضير لهذا اللقاء الناجح بامتياز."
وقال غبطته:" لقد تشددنا وتشجعنا اكثر بحضوركم هنا اليوم في الصرح البطريركي الذي يفرح بكم. لقد منحتم ايها الشبيبة هذه الليلة بهاءً جميلاً جدًا. احيي معكم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحاضر معنا من خلال ممثله معالي الوزير بيار رفول ونطلب منكم يا معالي الوزير ان تحملوا محبة الجميع الى فخامة الرئيس وتقولوا له انه اضافة الى الممثلين الدبلوماسيين الرسميين اللبنانيين حول العالم هناك ايضا شبان وصبايا يمثلون لبنان وهم جميعا سفراء له حول العالم.
ان فخامة رئيس الجمهورية يتشدد ويتشجع بهذه الشبيبة اللبنانية القوية المؤمنة بلبنان وبنفسها وهي تمثل قوتنا الكبيرة في عالم الانتشار وفي الشرق. نوجّه تحيّة شكر ومحبة لقداسة البابا فرنسيس لمنحه هذه الشبيبة بركته الرسولية ولحضوره معنا ممثلاً بالسفير البابوي غابرييلي كاتشا. نحن نحمل سعادة السفير كل محبة شبيبتنا التي اتت من حول العالم للبابا فرنسيس، فهم يتمنون جميعا لقاءه على الرغم من انهم يتنعمون ببسمته التي يرونها من خلال الشاشات ويشعرون بأبوته. وهو بدوره لطالما ردّد للجميع "تشدّد وتشجّع" ونحن نقول لقداسته تشدّد وتشجّع بوجود مؤمنين وشبيبة معك تصلّي لك وتدعمك لأن صليبك كبير جدًا وهو صعب وثقيل وكلّنا يعلم ذلك ونحن جميعنا نحبّه ونصلي له.
كما يسعدني أن أرحِّب بوزيرة السياحة الأردنية وشكرها على المشاركة في هذا الإحتفال وأنتم تعلمون أنّه بين لبنان والمملكة الهاشميّة الأردنيّة روابط صداقة وتعاون كبير وتاريخيّ.
شكرًا لحضوركم ولمجيئكم. لقد أعطيتم الفرح لجميع اللبنانيين ولجميع العائلات التي استقبلتكم، كذلك لكلِّ الأبرشيّات والرعايا والمطارنة والكهنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات. كونوا على ثقة أنّكم في قلوبنا فأنتم فرحنا وعزتنا وفخرنا حيثما أنتم. احملوا من لبنان محبّتنا لأهلكم ولبلدانكم. وطننا الصغير لبنان قيمته بانفتاحه على كلّ العالم وهو محبّ وأنتم سفراؤنا وأحبابنا ووجه لبناننا.
كذلك نحيي إخوتنا الشبيبة من الطوائف الإسلاميّة ومن مختلف الكنائس الحاضرين معنا وأؤكّد أنّ الموارنة من طبعهم الإنفتاح على كلّ الناس والديانات والكنائس. وما من مرّة في هذا الجبل اللبنانيّ وعلى مرِّ التاريخ فكرنا بالعيش لأنفسنا أو لوحدنا. ففرحتنا تكتمل بكلِّ عائلاتنا وثقافاتنا ودياناتنا واختلافاتنا عندما نلتقي في بوتقة واحدة".
وختم البطريرك الرّاعي موجِّها تحيَّة تقدير للفنانين الذي شاركوا في الحفل من خلال إنشاد الأغاني التراثيّة اللبنانيّة مشدِّدًا على كلمتَي "تشدّد وتشجَّع"، وقال:"هاتان الكلمتان تظهران باستمرار في الإنجيل. يسوع قالهما للخاطئة وللأعرج والأعمى والضائع والخائفين فهو لطالما ردّدهما مضيفًا عبارة أنا هو لا تخاف. ويقول لنا الليلة أنَّ حياتنا كلّها ثقة بالنفس وبالله اي تشدّد، وهي تحرِّر من كلِّ خوف أي تشجَّع. والى جانب تشدّد وتشجّع نحمل معنا الليلة كلمتين هما حريَّة وتحرير. هذه الرِّسالة نحملها الى كلِّ انسان. ما من احد منّا لا يضعف أو يصل الى اليأس والخوف. رسالتنا ان نكون الى جانب بعضنا البعض في عائلاتنا ومجتمعنا ودولنا وأينما كان ولا ننسى أن نقول تشدّد وتشجّع لكلِّ مَن هو بحاجة إليها. وتبقى الهديّة الأجمل التي حملها يسوع المسيح للعالم وهي الحريّة والتحرير".
موقع بكركي.