ترأس قداسة البابا فرنسيس عند العاشرة من صباح يوم الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس احتفالاً بعيد العنصرة، وألقى عظة استهلها مشيرًا إلى ما جاء في القراءة الأولى من كتاب أعمال الرسل حول حلول الروح القدس في العنصرة كريح عاصفة، ما يجعلنا نفكّر، وكما قال الأب الأقدس، بقوة كبيرة، قوة تبدل الواقع، مضيفًا أن الروح القدس هو القوة الإلهية التي تبدل العالم، ومذكّرًا بأن الروح القدس هو "في التعب راحة، وفي البكاء تعزية"، ونتضرّع إليه قائلين "طهِّر ما كان دنسًا، اسقِ ما كان يابسًا، اشفِ ما كان معلولاً". إن الروح القدس يلج الأوضاع ويبدّلها؛ يبدّل القلوب والأحداث. وأضاف البابا فرنسيس أن الروح القدس يبدّل القلوب، وكان يسوع قد قال لرسله "ستنالون قوة الروح القدس... فتكونون لي شهودًا" (أعمال الرسل 1، 8).
وهكذا حصل: فهؤلاء التلاميذ الذين كانوا في البداية خائفين، مجتمعين والأبواب مُغلقة حتى بعد قيامة المعلم، قد بدّلهم الروح القدس، وكما يقول يسوع في إنجيل اليوم "وأنتم أيضًا تشهدون" (يوحنا 15، 27). ومن خائفين أصبحوا شجعانًا. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن الروح القدس يحرّر النفوس التي يقيّدها الخوف. وأكد أيضًا أن التبدل الذي يحدثه الروح القدس مختلف، إنه يبدّل قلبنا؛ لا يحرّرنا فجأة من المشاكل، إنما يحّرر داخلنا كي نواجهها؛ لا يعطينا كل شيء فورًا، ولكنه يجعلنا نسير واثقين بدون أن نتعب أبدًا من الحياة. إن الروح القدس يحفظ القلب شابًا.
اليوم نتعلم ما ينبغي فعله عندما نحتاج إلى تبدل حقيقي. ومن منّا لا يحتاج إليه؟ لاسيما عندما نتعب تحت ثقل الحياة، وحين يكون المضي إلى الأمام صعبًا. وبالتالي، فنحن نحتاج إلى "مقوّ": إنه قوة الله. وأشار إلى أنه لمفيد لنا أن نقول عندما نستيقظ في الصباح "تعال أيها الروح القدس، تعال إلى قلبي".
وأضاف البابا فرنسيس أن الروح القدس، وبعد القلوب، يبدّل الأحداث، وكما تهب الريح في كل مكان، هكذا يصل أيضًا إلى الأوضاع التي لا يمكن تصورها، وأشار الأب الأقدس إلى أنه في كتاب أعمال الرسل نشهد ديناميكية متواصلة غنيّة بالمفاجآت. كما ولفت الأب الأقدس إلى أنه عندما تمر حياة جماعاتنا بمراحل "خمول" حيث يتم تفضيل الهدوء على حداثة الله، فذلك علامة سيئة.
وأضاف أنه غالبًا، وفي الفترات الأكثر ظلمة، حرّك الروح القدس القداسة الأكثر إشعاعًا، وقال إن الروح القدس ينعش الكنيسة دائمًا بالرجاء ويملؤها بالفرح. ودعا الأب الأقدس إلى عدم التعب أبدًا من ابتهال الروح القدس قبل أعمالنا قائلين "تعال أيها الروح القدس". وتابع مشيرًا إلى أن الروح القدس يحمل قوته التي تبدّل، قوة فريدة. فهي تدفع نحو المركز لأنها تعمل في داخل القلب، وذكّر بكلمات القديس بولس قائلاً إن ثمَر الروح هو الفرح والسلام والأمانة (راجع غلاطية 5، 22).
وأضاف البابا فرنسيس أن الروح القدس يعطي القوة الداخلية للمضي إلى الأمام. ولكنه في الوقت عينه قوة تدفع إلى الخارج، يرسل إلى الضواحي. وذكّر مجددًا بثمر الروح كما جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية، وأشار إلى المحبة واللطف وكرم الأخلاق والوداعة. فقط في الروح القدس المعزّي، نقول كلمات حياة ونشجّع الآخرين حقًا. وفي ختام عظته في بازيليك القديس بطرس مترئسًا القداس الإلهي احتفالا بعيد العنصرة، قال البابا فرنسيس تعال أيها الروح القدس، بدّلنا من الداخل وجدد وجه الأرض.
إذاعة الفاتيكان.