الأب فرانس على درب القداسة...
كلنا يذكر الأب اليسوعي فرانس فان در لوخت الذي قُتل في نيسان 2014 في حمص بعد أن عاش هناك لأكثر من أربعين عامًا ليهتم فيما بعد بالمسيحيين الذين حوصروا لأكثر من ثلاثة أعوام في حمص القديمة. ومن منا لا يتمنى في قرارة نفسه أن يُكرَّم هذا الرجل على تضحياته وأعماله الرحومة؟ وها هو الأب زياد هلال يعلن للوكالة الكاثوليكية عون الكنيسة المتألمة عن رغبته الشديدة بأن يعلن الفاتيكان الأب فان در لوخت الراهب اليسوعي قديسًا!
لمَ هذا الإصرار؟ ببساطة، يشير الأب هلال الذي عمل مع الأب فان دير لوخت منذ العام 2009 الى أنه عاش حياة قداسة وبساطة محتذيًا حذو "الأم تريزا". وذكّر يوم قرر الأب فرانس أن يبقى في منطقة الخطر بأنه تحدّث إليه قائلاً: "لقد اتصلت به قبل أسبوعين من اغتياله. وقلت له: "لمَ لا تزال في المدينة القديمة من حمص؟ لقد غادر الكثيرون إلاّ أنت. فأجاب: "أنا هنا لأحمي الروحانية المسيحية في المنطقة. لا يوجد كاهن إلاّ أنا".
وكان الأب فرانس يؤمّن المساعدة الرعوية اللازمة لحوالى 75 مسيحيًا معتقلين في حمص ورفض أن يتركهم وحيدين في هدنة دامت لثلاثة أيام في شباط 2014. وشرح الأب هلال كيف أنّه أوصل المسيحيين الى الحدود وأوكلهم الى عهدة الأمم المتحدة ورفض أن يهرب معهم وعندما سأله الأب زياد عن السبب قال له: "عليّ أن أعود".
ثم أضاف الأب هلال بأنّ الأب فرانس هو "رمز المصالحة بين المسيحيين والمسلمين" فقد فتح أبواب الدير للمسيحيين والمسلمين على السواء فأصبح هذا المبنى "مكان المصالحة بين الطرفين".
وشدد على أنّ الأب فرانس "هو رجل قديس" يضع حاجات الآخرين قبل حاجاته وقال: "كنت أتصل به في بعض الأحيان وأسأله ماذا يفعل فكان يقول لي بإنه يزور المسنين ويحاول أن يؤمّن المأكل والمشرب لهم. وكنت دائمًا أفكّر بأنه هو أيضًا رجل مسنّ ويحتاج أيضًا الى المأكل والمشرب تمامًا مثلهم".
وأضاف الأب زياد: "وعندما فاتحته بالأمر قال لي بأنّ الناس لا يفكّرون أبدًا بأن يشكروا الله على ما يملكون بل يفكّرون دائمًا بما يعوزهم؛ الرب راعيّ فلا يعوزني شيء" (مز 23).
ثم أشار الى أنّ الكثيرين في سوريا يعتبرون الأب فرانس قديسًا قبل أن تُفتح دعوى قداسته رسميًا مشددًا على أهمية إعلانه قديسًا فذلك يشجّع السكان في سوريا والمسيحين بشكل خاص أن لا يستسلموا ويهاجروا.
موقع زينيت