الويل لي إن لم أُبشّر

متفرقات

الويل لي إن لم أُبشّر

 

 

 

بشّر بالكلمة، وداوم على ذلك في وقته وفي غير وقته...(2 طيم 4، 2)

 

"بشِّر بالكلمة، وداوم على ذلك في وقته وفي غير وقته، وبِّخ وأنِّب وعِظ بكلّ أناةٍ وتعليم" (2 طيم 4، 2)

 

نعم، علينا أن نعلن الكلمة للجميع، ودائماً!

 

 في الكثير من الأحيان تدعونا كلمة الحياة إلى أن نعيش ونكون المحبّة. ولكن من الضروريّ أيضاً أن نوصل الكلمة إلى آخرين، ونعلنها ونشارك بها، إلى أن نجذبهم إلى حياة العطاء والأخوّة.

 

 "إذهبوا في الأرض كلّها وأعلنوا البشارة..." (مرقس 16، 15- متّى 28، 19-20) تلك كانت آخر كلمات يسوع. وذلك كان الشغف الذي دفع بالرسول بولس إلى التجوال في أنحاء العالم المعروف آنذاك والتوجّه إلى أشخاص من ثقافات ومعتقدات مختلفة: "فإذا كنت أُبشّر فلا فخر لي، لأنّ ذلك ضرورة مفروضة عليّ والويل لي إن لم أُبشّر" (1 قور 9، 16).

 

 مردّداً صدى كلمات يسوع، ومستنداً إلى خبرته الشخصيّة، يحثّ بولس تلميذه المخلص طيموتاوس، ويحثّ كلّ واحد منّا قائلاً:

"بشِّر بالكلمة، وداوم على ذلك في وقته وفي غير وقته، وبِّخ وأنِّب وعِظ بكلّ أناةٍ وتعليم"

 

 

ولكي تكون كلمتنا فعّالة علينا أن نبني، قدر الإمكان، علاقة مع الأشخاص الذين نتوجّه إليهم. حتّى حين لا نستطيع إيصال "البشارة" بالكلام، نستطيع دائماً من خلال قلبنا. في بعض الأحيان بإمكان الكلمة أن تعبّر عن نفسها بصمت مليء بالإحترام، أو بابتسامة، أو بالإهتمام بالآخر وهمومه ومشاكله، أو بمناداته باسمه، بطريقة يلاحظ من خلالها هذا الآخر أنّه مهمّ بالنسبة إلينا. وهو مهمّ حقـّاً، فالآخر لا يبقينا أبداً غير مبالين.

 

 وهذه "الكلمات الصامتة"، إذا جاءت في مكانها، لا تستطيع إلاّ أن تشقّ طريقها إلى القلوب، وفي أغلب الأحيان يبادلني الآخر الإهتمام ويدخل بحوار معي.  ها هي إذاً اللحظة المناسبة لإعلان البشارة. علينا ألاّ ننتظر، علينا أن نبشّر بوضوح، وباختصار، ولكنّ المهمّ أن نتكلّم، وأن نشارك بالدافع الذي يجعلنا نعيش حياتنا المسيحيّة.

 

 

"بشِّر بالكلمة، وداوم على ذلك في وقته وفي غير وقته، وبِّخ وأنِّب وعِظ بكلّ أناةٍ وتعليم"

 

  كيف نعيش كلمة الحياة هذه فيشعّ حضورنا بالإنجيل؟ كيف نعطي الإنجيل للجميع؟ نعطيه ونحن نحبّ كلّ شخص من دون تمييز.

 

 إذا كنّا مسيحيّين حقيقيين ونعيش ما يُعلّمنا إيّاه الإنجيل، لن تكون كلماتنا فارغة.

 

 سوف يكون تبشيرنا مشعّاً أكثر إذا عرفنا أن نشهد لجوهر الإنجيل، أي للوحدة بيننا، ونحن على يقين أنّ "مِن هذا يعرفون أنّكم تلاميذي، إذا أحبَّ بعضكم بعضاً" (يوحنّا 13، 35).

 

 إنّه رداء المسيحيّين العاديّين، رجالاً ونساءً، متزوّجين أم لا، بالغين أم أولاداً، أصحّاء أم مرضى، كلّهم يستطيعون أن يرتدوه ليشهدوا أينما حلّوا ودائماً من خلال حياتهم، عن ذاك الذي يؤمنون به، عن ذاك الذي يريدون أن يُحبّوه.

                                                                   

 

       كيارا لوبيك.

 

مؤسِسة حركة الفوكولاري.