بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية والذي عُقد من الحادي والعشرين وحتى الخامس والعشرين من آب أغسطس الجاري. وُجهت الرسالة إلى السيدة ناديج فيدي رئيسة المجلس التنفيذي للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية وحملت توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.
ولفت فرنسيس إلى أن البابا الراحل بولس السادس استدرك أهمية الدعوات العلمانية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية وقد تحدث عن هذا الموضوع بشكل مسهب في الدستور العقائدي "نور الأمم". بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن المعاهد العلمانية مدعوة إلى تقديم خلاصة متجددة في عالم اليوم مع إبقاء نظرها موجهًا نحو يسوع المسيح والعيش في هذا العالم في الآن معًا.
ومن هذا المنطلق تكتسب التنشئة أهمية كبرى إذ ينبغي أن توجه أعضاء هذه المعاهد نحو الاستجابة إلى رسالتها الخاصة والتصرف وفقا لدعوة الرّبّ. وهذه التنشئة تتطلب جهدًا متواصلاً من أجل التوفيق بين وضع الشخص كعلماني ومكرس في الآن معًا.
وأوضح البابا أن الالتزام في مجال العلمنة يتم على أصعدة عدّة لذا من الأهمية بمكان أن يتم التنبّه إلى علامات الأزمنة إذ يجب أن يُقرأ التاريخ ويُفهم ويُفسر بطريقة سليمة كي تُترك فيه بصمات الإنجيل، وتوجّه كل المسؤوليات نحو ملكوت الله.
وذكّر البابا المشاركين في أعمال الجمعية العامة بضرورة أن يترك العلمانيون المكرسون الروح القدس يقودهم كي يتمكنوا من ترسيخ منطق الله في العالم ويحقّقوا الأنسنة الجديدة التي يريدها هو، ويكتسب تعزيز الحوار والتلاقي أهمية كبيرة على هذا الصعيد. بعدها لفت البابا فرنسيس في رسالته إلى أن الرجال والنساء العلمانيين المكرسين مدعوون لأن يكونوا علامات وأدوات لمحبة الله في عالمنا المعاصر، علامات مرئية للمحبة غير المرئية.
ولم تخلُ رسالة البابا فرنسيس من الإشارة إلى أهمية الاعتناء بحياة الصلاة وجعل يسوع ربًّا لحياتنا، كما لا بد أن تُجدد حياة هؤلاء الأشخاص لأنه لا يمكن أن تتم الكرازة الجديدة بالإنجيل إن لم ينطلق هذا النشاط من الحياة المتجددة.
وهذا الأمر يتطلب أيضا عيش المحبة الأخوية وسط الجماعات والعائلة وكل بيئة. وختم البابا رسالته إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمؤتمر العالمي للمعاهد العلمانية مذكرًا الجميع بأنهم مدعوون إلى اتباع الرّبّ على دروب العالم، وحثهم على حمل المحبة إلى العالم، من خلال محبة المسيح من صميم القلب ومحبة كل أخ بقلب والدي. ثم منح البابا الجميع بركاته الرسولية.
هذا وكان البابا فرنسيس قد سلط الضوء في أكثر من مناسبة على أهمية الدور الذي يلعبه العلمانيون في حياة الكنيسة الكاثوليكية. وخلال لقائه المشاركين في أعمال الجمعية العامة للمجلس البابوي للعلمانيين، لشهرين خليا، تحدث البابا عن نشأة العديد من الحركات والجماعات الجديدة وسلط الضوء على الدور المتنامي للمرأة في الكنيسة، وعلى تأسيس الأيام العالمية للشباب. وقال إن المهمة التي تلقاها هؤلاء من المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني كانت حثّ المؤمنين العلمانيين على المشاركة أكثر فأكثر في رسالة الكنيسة التبشيرية.
إذاعة الفاتيكان.