الله يحب، وينتظرنا ليغفر لنا ويعانقنا

متفرقات

الله يحب، وينتظرنا ليغفر لنا ويعانقنا

 

 

 

 

الله يحب، وينتظرنا ليغفر لنا ويعانقنا

 

 

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر هذا الأحد صلاة التّبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين احتشدوا في ساحة القدّيس بطرس، ووجّه كلمة استهلّها مُشيرًا إلى أنّ ليتورجيا هذا الأحد تقدّم لنا مثَل الكرّامين الذين أوكل إليهم ربّ البيت كرمًا غرسه، ثمّ سافر (متى 21، 33 – 44)، لتُمتحن هكذا أمانة هؤلاء الكرّامين: فالكرم أُوكل إليهم ليحرسوه ويجعلوه يثمر ويسلّموا الحصاد إلى ربّ الكرم.

 

ولمّا حان وقت القطاف أرسل خدَمه ليجمعوا الثمر، لكن الكرّامين تصرّفوا بشكل تملّكي ورفضوا أن يسلّموا الحصاد، وأساؤوا معاملة الخدم إلى حدّ قتلهم. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ ربَّ الكرم كان صبورًا معهم: أَرسل خدمًا آخرين أكثر عددًا من الأوّلين، لكن النتيجة هي نفسها. وفي النهاية قرَّر أن يُرسل ابنه؛ لكنّ هؤلاء الكرَّامين، سجناء تصرّفهم التملكي، قتلوا أيضًا الابن.

 

"فماذا يفعل ربُّ الكرمِ بأولئك الكرّامين عند عودته؟" (متى 21، 40)  هذا السُّؤال يشدّد على أنّ خيبة أمل الله بسبب التصرّف السيّئ للبشر ليست الكلمة الأخيرة! وهذا هو الجديد الكبير للمسيحيّة: إله، وبالرّغم من خيبة أمله من أخطائنا وخطايانا، لا يتوقّف ولا ينتقم! الله يحبّ، وينتظرنا ليغفر لنا ويعانقنا.

 

من خلال أوضاع الضّعف والخطيئة، يستمرّ الله في نشر "الخمرة الجديدة" لكرمه، أي الرَّحمة.

 

هناك عائقـًا واحدًا أمام إرادة الله الصلبة والحنونة: عجرفتنا

 

أمام هذه التصرّفات وحيث لا تكون هناك ثمار، تحافظ كلمة الله على كلِّ قوَّتها في التوبيخ والتحذير "إن ملكوتَ الله سيُنزع منكم، ويُعطى لأمَّة تُثمر ثمره" (متى 21، 40).

 

وتابع الأب الأقدس كلمته لافتًا إلى أنّ ضرورة الإجابة بثمار الخير على دعوة الرَّبِّ الذي يدعونا لنصبح كرمته، تساعدنا على فهم ما هو جديد وأصيل في الإيمان المسيحيّ. فهو ليس مجموع قواعد أخلاقيّة، بل هو قبل كلِّ شيء اقتراح محبّة قدّمه الله من خلال يسوع ويواصل تقديمه للبشريّة. وأشار البابا فرنسيس إلى ضرورة تذكّر واجب أن نكون كرمة الرَّبّ في كلّ بيئة، وأيضًا تلك البعيدة. 

 

وبعد صلاة التّبشير الملائكيّ، أشار قداسة البابا فرنسيس إلى الاحتفال يوم أمس السَّبت في ميلانو بتطويب الأب أرسينيو دا تريغولو (جوزيبي ميليافاكّا) كاهن من الإخوة الأصاغر الكبوشيِّين. كما وحيّا الأب الأقدس الحجّاج الحاضرين القادمين من إيطاليا وأنحاء مختلفة من العالم.

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.