"إن الكنيسة تنمو في البساطة والصمت والتسبيح والذبيحة الإفخارستية والجماعة الأخوية حيث يحب الجميع بعضهم بعضًا ولا ينتقدون بعضهم البعض" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح يوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان التي استهلها انطلاقًا من إنجيل القديس لوقا (17/ 20 -25) الذي نقرأ فيه جواب يسوع على سؤال الفريسيين: "متى يأتي ملكوت الله؟" وأكّد البابا في هذا السياق أنّ ملكوت الله ليس عرضًا مسرحيًّا بل ينمو في الصمت.
إن الكنيسة تظهر في الإفخارستيا والأعمال الصالحة حتى وإن كانا أمرين لا يشكلان أخبارًا مهمّة في الظاهر؛ لكن عروسة المسيح تملك طبعًا صامتًا وهي تعطي ثمارًا بدون جلبة وبدون قرع طبول كالفريسيين. لقد شرح الرب كيف تنمو الكنيسة بواسطة مثل الزارع. الزارع يزرع والزرع ينمو في النهار والليل... – الله يعطي النمو – ومن ثمّ يمكننا أن نرى الثمار. ولكن هذا الأمر مهمٌّ جدًّا: أولاً أن الكنيسة تنمو في الصمت والخفاء وهذا هو الأسلوب الكنسي. وكيف يظهر هذا الأسلوب في الكنيسة؟ من خلال ثمار الأعمال الصالحة لكي يرى الناس ويمجّدوا الآب الذي في السماوات - كما يقول يسوع – وبالتسبيح والاحتفال بذبيحة الرب أي الإفخارستيا. هناك تظهر الكنيسة: في الإفخارستيا والأعمال الصالحة.
الكنيسة تنمو أيضًا بالشهادة والصلاة وجاذبية الروح القدس المقيم في داخلها ولا من خلال الأحداث. إنَّ الأحداث تساعد بالتأكيد، لكنّ نمو الكنيسة أي ذلك الذي يُثمر هو في الصمت والخفاء بواسطة الأعمال الصالحة والاحتفال بفصح الرب وتسبيح الله. ليساعدنا الرب لكي لا نسقط في تجربة الإغراء إذ أن العديد منا يقولون: "نحن نريد أن تظهر الكنيسة بشكل أكبر؛ فماذا يمكننا أن نفعل لتحقيق ذلك؟" وعادة ندخل في دوامة كنيسة أحداث غير قادرة على النمو في الصمت والخفاء بواسطة الأعمال الصالحة.
في عالم يسقط غالبًا في تجربة حب الظهور وروح العالم علينا أن نتذكّر يسوع الذي تعرّض بدوره لإغراءات هذه الهشاشة ولكنّه اختار درب التبشير والصلاة والأعمال الصالحة ودرب الصليب والألم. الصليب والألم! الكنيسة تنمو أيضًا بواسطة دم الشهداء، رجال ونساء يبذلون حياتهم وهم كثيرون اليوم أيضًا، لكن الأمر الغريب أنّهم لا يشكلون خبرًا مهمًّا! لأنَّ العالم يخفي هذه الأمور؛ وروح العالم أيضًا لا يقبل الاستشهاد ولذلك يخفيه.
إذاعة الفاتيكان