الكنيسة تنظر إلى المسنين بمحبة وتقدير واحترام كبير

متفرقات

الكنيسة تنظر إلى المسنين بمحبة وتقدير واحترام كبير

 

 

الكنيسة تنظر إلى المسنين بمحبة وتقدير واحترام كبير

 

 

 

 

التقى قداسة البابا فرنسيس صباح السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان ممثلين عن الجمعية الوطنية للعمال المسنين، ووجّه كلمة لزائريه عبّر فيها عن سروره الكبير بلقائهم في إطار الاحتفال بعيد الأجداد وحيّا جميع الحاضرين وعبّر في الآن معًا عن قربه من جميع الأشخاص المسنين، الوحيدين أو المرضى، المتحدين روحيًا معنا اليوم مضيفًا أن الكنيسة تنظر إلى الأشخاص المسنين بمحبة وتقدير واحترام كبير.

 

وأشار إلى أنهم جزء أساسي من الجماعة المسيحية ومن المجتمع، ويمثلون بالأخص جذور شعب وذاكرته، وسلط الضوء على حضورهم المهم لأن خبرتهم تشكل كنزًا ثمينًا، لا غنى عنه، من أجل النظر إلى المستقبل برجاء ومسؤولية.

 

وأضاف أن باستطاعة نضجهم وحكمتهم على مر السنين، تقديم المساعدة للشباب ومؤازرتهم في طريق النمو والانفتاح على المستقبل. وأكد الأب الأقدس أن المسنين يشهدون أنه حتى في المحن الأشد صعوبة، لا ينبغي أبدًا فقدان الثقة بالله وبمستقبل أفضل. إنهم كأشجار تواصل إعطاء الثمر: وحتى تحت ثقل السنين، يستطيعون تقديم إسهامهم من أجل مجتمع غنيّ بالقيم وللتأكيد على ثقافة الحياة.

 

أضاف البابا فرنسيس أن مسنين وليسوا بقليلين يستخدمون وقتهم والمواهب التي أعطاهم إياها الله من أجل مساعدة الآخرين، وأشار إلى الخدمة الثمينة التي يقدّمها المسنون في الرعايا، وتحدث أيضًا عن اهتمام المسنين بالأحفاد ونقل خبرة الحياة والقيم الروحية والثقافية.

 

وتابع الأب الأقدس كلمته لافتًا أيضًا إلى أنه في البلدان التي عانت من اضطهاد ديني شديد، كان الأجداد من نقلوا الإيمان إلى الأجيال الجديدة ورافقوا الأطفال لنوال المعمودية. وأكد البابا فرنسيس أنه في عالم كذاك الحالي، هم مدعوون للشهادة على القيم التي تبقى إلى الأبد، وأشار إلى أنهم مدعوون أيضًا للعمل من أجل تنمية ثقافة الحياة، مقدّمين شهادة على أن كل مرحلة من مراحل الحياة هي عطية من الله ولها جمالها وأهميتها، حتى وإن طُبعت بالهشاشة.

 

وإذ أشار إلى المسنين الكثيرين الذين وعلى الرغم من محدودية إمكانياتهم، يواصلون الاهتمام بالقريب، تحدث البابا فرنسيس أيضًا عن مسنين كثيرين يتعايشون مع المرض وصعوبة في الحركة ويحتاجون إلى المساعدة.

 

وشكر بعدها الرّبّ على العديد من الأشخاص والهيئات الذين يهتمون يوميًا بخدمة المسنين لتعزيز أُطر إنسانية ملائمة يتمكن فيها كل شخص من أن يعيش بشكل كريم هذه المرحلة الهامة من حياته. وأشار البابا فرنسيس إلى أن المراكز التي تستضيف المسنين هي مدعوة لتكون أماكن إنسانية واهتمام محب، حيث لا يتم نسيان أو إهمال الأشخاص الأكثر ضعفًا، بل زيارتهم والاهتمام بهم.

 

أضاف الأب الأقدس أن باستطاعة المؤسسات والهيئات الاجتماعية العديدة فعل المزيد أيضًا لمساعدة المسنين على التعبير بالشكل الأفضل عن قدراتهم وتسهيل مشاركتهم الفاعلة ولاسيما كي تُحترم كرامتهم كأشخاص وتُقدر على الدوام. وللقيام بذلك، ينبغي مكافحة ثقافة الإقصاء التي تهمّش المسنين وتعتبرهم غير منتجين.

 

كما وشدد على ضرورة الإلتزام من أجل بناء مجتمع أكثر قبولاً وشمولاً، وتحدث أيضًا عن أهمية تشجيع الرباط بين الأجيال وأكد أن مستقبل شعب يتطلّب اللقاء بين الشباب والمسنين: فالشباب هم حيوية شعب في مسيرة والمسنون يقوون هذه الحيوية بالذاكرة والحكمة.

 

وفي ختام كلمته شكر البابا فرنسيس الأجداد والجدات على مثل المحبة والتفاني والحكمة الذي يقدمونه ودعاهم لمواصلة الشهادة بشجاعة على هذه القيم.

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.