القداس الإلهي لمناسبة الاحتفال بأول يوم عالمي للفقراء

متفرقات

القداس الإلهي لمناسبة الاحتفال بأول يوم عالمي للفقراء

 

 

 

القداس الإلهي لمناسبة الاحتفال بأول يوم عالمي للفقراء

 

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد التاسع عشر من تشرين الثاني نوفمبر القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس احتفالاً بأول يوم عالمي للفقراء، وكان الأب الأقدس قد أعلن الاحتفال بهذا اليوم في رسالة رسولية نُشرت في الحادي والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر من العام المنصرم مع اختتام يوبيل الرحمة. ويتمحور موضوع أول يوم عالمي للفقراء 2017 حول موضوع "لا تكن محبَّتنا بالكلام بل بالعمل".

 

وفي عظة ألقاها للمناسبة، تحدث البابا فرنسيس عن إنجيل هذا الأحد متوقفًا عند مثل الوزنات الذي يقول لنا إننا ننال مواهب من الله "كل على قدر طاقته" (متى 25، 15)، وأضاف الأب الأقدس أنه علينا قبل كل شيء إدراك أن لدينا مواهب وأشار من ثم إلى أنه في هذا المثل أُعطي كل خادم وزنات كي يضاعفها، وبينما نفّذ الخادمان الأولان المهمة، لم يجعل الخادم الثالث الوزنات مثمرة؛ فأعاد فقط ما أُعطي له، وقال "خِفتُ وذهبتُ فدفنتُ وزنتكَ في الأرض، فإليكَ مالكَ" (متى 25، 25)، وتلقّى هذا الخادم مقابل ذلك كلمات قاسية "شرير وكسلان" (متى 25، 26).

 

وتوقف البابا فرنسيس في عظته عند كلمة التقاعس، وتابع مشيرًا إلى أننا نحن أيضًا غالبًا نظن أننا لم نفعل شيئًا سيئًا، ولذا نشعر بالرضى معتقدين أننا صالحون. لكننا هكذا نخاطر بأن نتصرف كالخادم الشرير: فهو أيضًا لم يفعل شيئًا سيئا، لم يتلف الوزنة، بالعكس حافظ عليها جيدًا تحت الأرض. لكن عدم فعل أي شيء سيّئ لا يكفي. وأضاف البابا فرنسيس أنه لمحزن حين لا يتلقى أب المحبة جواب محبة سخيًا من أبنائه الذين يكتفون باحترام القواعد وتطبيق الوصايا، كأُجراء في بيت الآب ( لوقا 15، 17).

 

أشار البابا فرنسيس إلى أن التقاعس هو أيضًا الخطيئة الكبيرة إزاء الفقراء، وتكتسب هنا اسمًا محددا: اللامبالاة، أي القول "إن ذلك لا يعنيني"، هو أن نلتفت إلى الناحية الأخرى عندنا يكون الأخ في عوز، وهو أيضًا الاستياء أمام الشرّ بدون فعل أي شيء.

 

وتابع البابا فرنسيس عظته قائلاً: كيف يمكننا إذا أن نرضي الله بشكل ملموس؟ وأشار إلى أنّه مباشرة بعد المقطع الذي استمعنا إليه اليوم، يقول لنا الرب: "كلَّما صنعتم شيئًا من ذلك لواحدٍ من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه" (متى 25، 40). وهؤلاء الإخوة الصغار المفضّلون لديه، هم الجائع والمريض، الغريب والسجين، الفقير والمتروك، والمتألم الذي لا يتلقى المساعدة، والمُحتاج المهمّش. وأشار البابا فرنسيس إلى أنه في الفقير يقرع يسوع باب قلبنا. وأضاف يقول في عظته إن الله يقدّر التصرف الذي استمعنا إليه في القراءة الأولى، تصرّف "المرأة الفاضلة" التي "تبسطُ كفَّيها إلى البائس وتمدُّ يديَها إلى المسكين" (سفر الأمثال 31، 10.20). هذه هي القوّة الحقيقيّة: أياد عاملة وممدودة إلى الفقراء.

 

أشار البابا فرنسيس في عظته إلى أنّ محبّة الفقير تعني مكافحة كلّ أشكال الفقر، الروحيّة والمادية. وسلّط الضوء من ثمّ على محبّة الله والقريب، وقال نستطيع اليوم أن نسأل أنفسنا: ما المهم بالنسبة لي في الحياة؟ أين أستثمر؟ في الغنى العابر الذي لا يشبع منه العالم أبدًا، أم في غنى الله الذي يهب الحياة الأبدية؟

 

وذكّر الأب الأقدس "بأن من يكنز لنفسه لا يغتني عند الله" (راجع لوقا 12، 21). وختم البابا فرنسيس عظته مترئسا القدّاس الإلهيّ في بازيليك القدّيس بطرس احتفالا باليوم العالمي للفقراء قائلا: ليهبنا الرَّبّ الذي يشفق على فقرنا ويمنحنا مواهبه، حكمةَ أن نبحث عمّا هو مهمّ وشجاعةَ أن نحبّ، ليس بالكلام بل بالعمل.  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.