"وحده الرّوح القدس يعلّمنا أن نقول: "يسوع هو الرّبّ" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح اليوم الإثنين في كابلة بيت القدّيسة مرتا بالفاتيكان وشدّد على ضرورة أن نفتح قلوبنا لنصغي إلى الرّوح القدس ونتمكّن من الشّهادة ليسوع المسيح.
"لن أَدَعَكم يَتامى، بل سأرسل لكم "محاميًا" الرّوح القدس ليدافع عنكم أمام الآب" (يو15 /26-27) تمحورت عظة الأب الأقدس حول كلمات يسوع لتلاميذه في العشاء الأخير وتوقّف بشكلٍ خاصّ عند البارقليط الرّوح القدس الذي يرافقنا ويعطينا اليقين بأن يسوع قد خلّصنا.
وحده الرّوح القدس يعلّمنا أن نقول "يسوع هو الرَّبّ"؛ بدون الرُّوح القدس لا يُمكن لأي أحدٍ منّا أن يقوله أو يشعر به أو يعيشه، ويسوع قد قال في حديثه الطويل: "الرُّوح سيرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه" أي سيرافقنا نحو الحقيقة الكاملة. وقال أيضًا إنّ "الرّوح القدس هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم" أي أنّ الرّوح القدس هو رفيق درب كلّ مسيحيّ ورفيق درب الكنيسة. وهذه هي العطيّة التي يعطينا يسوع إيّاها (يو16/ 1 -4).
الرّوح القدس هو عطيّة يسوع الكبرى، وهو يساعدنا لكي لا نخطأ. ولكن أين يقيم الرّوح القدس؟ تقدّم لنا الليتورجيّة اليوم في أعمال الرّسل (16/ 11- 15) صورة لِيدِية وهِي بائعَةُ أُرجُوانٍ مِن مَدينةِ تِياطيرة. فَتَحَ الرَّبُّ قَلبَها لِتُصغِيَ إِلى ما يَقولُ بولُس: لقد فتح الرّبّ قلبها ليدخل الرّوح القدس ويجعل منها تلميذة؛ ونحن نحمل الرّوح القدس في قلوبنا وتدعوه الكنيسة: "ضيف القلب اللّطيف"؛ وبالتالي فهو لا يمكنه أن يدخل أبدًا إلى قلب مُغلق.
وأين يمكننا أن نشتري مفاتيح القلب المُغلق؟ لا وجود للمفاتيح لأنّ الرّوح القدس هو عطيّة من الله لذلك لتكن صلاتنا إلى الرّبّ: "يا ربّ افتح لي قلبي لكي يدخل الرّوح القدس ويجعلني أفهم أنّ يسوع هو الرّبّ". إنها صلاة ينبغي علينا أن نرفعها خلال هذه الأيّام: "يا رب افتح لي قلبي لكي أفهم ما علمتنا إيّاه وأتذكّر كلماتك وأعيش بحسبها فأصل إِلى الحَقِّ كُلِّه".
نحن بحاجة إذًا لقلب مفتوح لكي يدخل إليه الرّوح القدس ولأن نصغي إلى الرّوح القدس؛ لذلك سأطرح عليكم سؤالين يمكننا أن نستلهمهما من القراءات التي تقدّمها لنا الليتورجيّة اليوم:
أوّلاً هل أطلب من الرّبّ نعمة أن يكون قلبي مفتوحًا؟
ثانيًا هل أحاول أن أصغي للرّوح القدس وإلهاماته والأمور التي يقولها لقلبي لكي أتمكّن من المضي قدمًا في مسيرة حياتي كمسيحيّ وأشهد بدوري أنّ يسوع هو الرّبّ؟
فكّروا اليوم بهذين الأمرين:
هل قلبي مفتوح وهل أجتهد لأصغي لما يقوله لي الرّوح القدس وهكذا أسير قدمًا في حياتي المسيحيّة وأشهد بدوري ليسوع المسيح.
إذاعة الفاتيكان.