البطريرك الراعي يتسلم مرسوم تعيينه محاميًا روتاليًا

متفرقات

البطريرك الراعي يتسلم مرسوم تعيينه محاميًا روتاليًا

 

 

 

البطريرك الراعي يتسلم مرسوم تعيينه محاميًا روتاليًا

 

 

 

 

تسلم غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ظهر اليوم الاربعاء 3 ايار 2017، مرسوم تعيينه محاميًا روتاليًا من قبل قداسة البابا فرنسيس وذلك في احتفال اقيم في محكمة الروتا الرومانية بحضور عميد المحكمة المونسنيور بيو فيتو بينتو ونائبه المونسنيور موريس مونييه وعدد من الاساقفة وقضاة المحكمة اضافة الى النائب البطريركي العام المطران حنا علوان والمعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد وراعي ابرشية كندا المطران بول مروان تابت والمونسنيور طوني جبران.

 

في مستهل الاحتفال القى المونسنيور بينتو كلمة هنأ فيها البطريرك الراعي على هذه الالتفاتة الخاصة من قداسة البابا والتي خصّه فيها شخصيًا بفضل علمه وثقافته الرفيعة اضافة الى كونه ايضًا رئيسًا للكنيسة المارونية التي تتميز بقوة وصحة الايمان لديها وقد شهدت له منذ عصور طويلة وكانت على اتحاد وثيق وعميق مع كنيسة روما.

 

واضاف ان العلاقة بين محكمة الروتا والكنيسة المارونية لم تعرف يوما المشاكل لا بل بالعكس تميزت بالتعاون المتبادل والشفافية وتستمر حاليا مع التعديلات الجديدة التي ادخلها قداسة البابا على القوانين الكنسية. ووصف بينتو حدث اليوم بالتاريخي على مستوى المحاكم الكنسية معتبرًا ان هذا التعيين يشرف ايضا محكمة الروتا التي تفخر بالكردينال الراعي.

 

ولفت عميد محكمة الروتا الى ان الكنيسة المارونية التي تتميز ايضا في علاقتها مع روما ومع المؤسسات الحبرية من بين كل الكنائس الشرقية تستحق ان يمنح رئيسها هذا اللقب الرفيع. ويصادف اليوم عيد الرسولين فيليبس ويعقوب شهيدي كنيسة اورشليم اللذين اغنيا ايضا اللاهوت الشرقي. ونوه المونسنيور بينتو بعلاقة الكردينال الراعي والكنيسة المارونية بقداسة البابا خليفة بطرس والقائمة على المحبة والاحترام والايمان الثابت مؤكدًا انها ترجمت اليوم من قبل قداسته بتسمية الكردينال الراعي محاميا روتاليا وهو الذي يتميز بثقافته اللاهوتية والحقوقية الغنية والرفيعة.

 

من جهته القى البطريرك الراعي كلمة توجه فيها بالشكر الى قداسة البابا فرنسيس على هذا التعيين والى محكمة الروتا بشخص عميدها وقضاتها على تنظيم هذا الاحتفال. ثم تحدث عن العلاقات بين الكنيسة المارونية والكرسي الرسولي. واعتبر ان لبنان هو الوطن الروحي للموارنة وقد انطلقوا منه الى كل العالم حيث اقاموا الابرشيات والرسالات.

 

واضاف ان ارض لبنان هي ارض مقدسة وقد ذكر في العهد القديم من الكتاب المقدس 70 مرة فيما ذكر ارزه 75 مرة اضافة الى ذكر مدينتي صور وصيدا. ولبنان تميز بالانفتاح على كل الحضارات والثقافات في العالم وقد شكل جسر عبور بين الغرب والشرق. وفي العهد الجديد ذكر لبنان ايضًا بانه ارض الكنعانيين والفينيقيين حيث كان يتردد يسوع المسيح في زيارته وقد شفى ابنة الكنعانية التي هنأها على ايمانها وكان يبشر في نواحي صور وصيدا. وفي مدن لبنان تكونت الجماعات المسيحية الاولى . كما ان هذه المنطقة الشرقية من العالم اعطت للكنيسة 5 بابوات. واعتبر غبطته ان لبنان يشكل قاعدة ثقافية وحضارية قامت عليها المسيحية قبل الاسلام بـ 600 سنة ومنه انتشرت الى كل العالم.

 

واوضح الكردينال الراعي ان الكنيسة المارونية حافظت تاريخيًا على وحدتها وعلى اتحادها مع كنيسة روما منذ المجمع الخلقيدوني سنة 451 الذي دعم عقيدة البابا لاوون الكبير واستمرت مع انتخاب اول بطريرك يوحنا مارون 686 حتى يومنا هذا.

 

وتوقف نيافته عند الاضطهادات التي افضت في النهاية الى استقرار الموارنة في لبنان حيث راح بطاركتهم يتنقلوا من منطقة الى اخرى "حاملين عروشهم على ظهورهم".

 

وعدد البطريرك الراعي الوثائق والرسائل التاريخية المتبادلة بين البطاركة الموارنة والبابوات والتي دلت على عمق العلاقة بينهما وحرص الكرسي الرسولي على الموارنة الذين كانوا الجماعة الكاثوليكية الوحيدة في الشرق قبل الانشقاق الكبير في القرن السابع عشر. ولفت غبطته الى تأسيس المعهد الحبري الماروني مع البابا غريغوار الثالث عشر سنة 1584 والذي شكل علامة فارقة ومهمة في تاريخ هذه العلاقة وقد خرج هذا المعهد الكثير من رجالات الكنيسة الذين عرفوا الشرق على الغرب والغرب على غنى الشرق من خلال الترجمات والكتب وكان ابرزهم المونسنيور يوسف السمعاني الذي اصبح فيما بعد حافظ المكتبة الفاتيكانية.

 

واشار غبطته الى ان الكثير من الموارنة لمعوا بعلمهم وثقافتهم وقد كان الملوك يستعينوا بهم في بلاطاتهم وقصورهم لدرجة انهم اصبحوا مضرب مثل لكل مميز في العلم حيث كان يقال: "عالم كماروني". كما ان الذين عادوا منهم الى لبنان اسسوا المدارس ولعبوا دورا كبيرا في نهضة اللغة العربية.

 

وتناول غبطته محطة اساسية في تاريخ العلاقة مع الكرسي الرسولي وهي انعقاد المجمع اللبناني سنة 1736 في اللويزة الذي نظم وقاد حياة الكنيسة المارونية الى حين صدور الشرع الخاص للبابا بيوس الثاني عشر ومن ثم مجموعة قوانين الكنائس الشرقية.

 

وختم البطريرك الراعي: "الكنيسة المارونية تفتخر بعلاقتها الثابتة مع كرسي روما وبطاعتها الكاملة لقداسة البابا وقد استحقت بذلك لقب "الوردة بين الاشواك" من البابا بولس الثاني، و"الذهب في النار" من البابا اكليمندس السابع.

 

الى ذلك يلتقي البطريرك الراعي غدا الخميس قداسة البابا بندكتوس السادس عشر على ان ياتقي قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر يوم الجمعة المقبل.  

 

 

 

موقع بكركي.