البطريرك الراعي يترأس قداس الاحد في النمسا

متفرقات

البطريرك الراعي يترأس قداس الاحد في النمسا

 

 

البطريرك الراعي يترأس قداس الاحد في النمسا

 

 

 

 

 

 

ترأس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي  بعد وصوله الى العاصمة النمساوية فيينا، قداس الاحد في كاتدرائية ما اسطفان في وسط المدينة عاونه فيه ممثل رئيس اساقفة فيينا نيافة الكردينال كريستوف شونبورن المطران فرانس شارل ورئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر ورئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب مالك بو طانوس ورئيس الرسالة المارونية الاب ميشال حرب ولفيف من الاساقفة والكهنة وممثلين عن الكنائس الشرقية، بحضور سفير لبنان في فيينا ابراهيم عساف وطاقم السفارة ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والامينة العامة الجديدة لمجلس كنائس الشرق الاوسط الدكتورة ثريا بشعلاني وحشد غفير من ابناء الرعية المارونية ورعايا الكنائس الشرقية والرعية اللاتينية.

 

في مستهل القداس القى الاب حرب كلمة ترحيب اعرب فيها عن فرحة المؤمنين جميعًا بزيارة اول بطريرك ماروني الى مدينتهم العريقة وهم يتطلعون اليه "كرافع لمجد لبنان وللراية المدافعة عن القيم المسيحية وكراع يقود الكنيسة بهدي الروح القدس والهامه الى ميناء الخلاص".

 

واضاف: "ان زيارتكم يا صاحب الغبطة يؤكد على شعاركم الذي رفعتموه "شركة ومحبة"، فالشركة اليوم في هذا القداس مع ابناء وبنات كنائسنا الشرقية على مختلف طوائفهم، ما هي الا الدلالة المسيحية للشركة ضمن الكنيسة الواحدة اي جسد المسيح السرّي، والمحبة هي التي تجمعنا في هذه الرعية منذ 15 سنة من مختلف البلدان الشرقية: لبنان، سوريا، العراق، مصر، الاردن، فلسطين وقبرص، متعهدين لغبطتكم، ولو كنا قد اضطررنا قسرًا الى ترك بلادنا بسبب الحروب والاضطهادات، ان نحمل راية الانجيل وتعاليم الكنيسة المقدسة التي تربينا عليها. فنكون رسلاً حقيقيين للمسيح في هذا البلد المضياف الذي شرّع ابوابه لنا ولاخوتنا من تلك البلدان."

 

ثم كانت كلمة لممثل الكردينال شونبورن المطران شارل رحب فيها بالبطريرك الراعي "الذي يحمل هم المسيحيين في الشرق الاوسط الى كل العالم منوّها بالتعاون المثمر بين مختلف الكنائس الشرقية والكنيسة المحلية من خدمة راعوية واجتماعية افضل.   

 

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان"ايمانك خلّصك! يكفي ان تؤمن فتحيا ابنتك"، وقال فيها:

 

"اخواني السادة المطارنة والآباء، سعادة سفير لبنان، ايها الاخوة والاخوات الاحباء؛

 

عندما فقدت المرأة المنزوفة كل آمالها بالشفاء بقوة الطبّ، وقد انفقت كل اموالها، بقيَ ايمانها فقط بيسوع. ويئيروس عندما بلغه خبر وفاة ابنته، بقيَ ايمانه بالرب الذي قال له: "اذا آمنت فان ابنتك ستحيا". انجيل اليوم هو انجيل الايمان، ايمان التحدّي. 

 

يسعدني مع سيادة المطران بولس مطر ورئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الاب مالك بو طانوس ان احييكم جميعًا. احيي سيادة المطران فرانس شارل ومن خلاله نيافة الكردينال شونبورن واشكره على حضوره معنا اليوم وعلى كلمته اللطيفة.

 

احيي كاهن رعيتنا المارونية وكل الكهنة الحاضرين وكل رعاة ابناء كنائسنا المشرقية، واشكر كل الحاضرين معنا اليوم والغائبين على خدمتهم الرعوية لابناء الجالية القادمة من الشرق، احيي كل الآتين من لبنان وسوريا وفلسطين والعراق ومصر ومن قبرص او من اي مكان آخر من شرقنا الحبيب. وتحية كبيرة لسعادة سفير لبنان الجديد واتمنى لو التوفيق في خدمته، ومن خلاله احيي كل طاقم السفارة اللبنانية. 

 

يسعدني ان احتفل معكم اليوم بالقداس وقد اتيت الى فيينا للمشاركة في مؤتمر الحوار بين الاديان في مركز الملك عبدالله، وفي هذا المؤتمر سوف نلتقي مسيحيين ومسلمين لاننا بحاجة ان نقول للشرق والغرب وللجميع ان الدين ليس مصدر الارهاب، الدين هو مصدر السلام، وان كل الذين يحاربون او يمارسون العنف باسم الدين أو باسم الله هم ادوات لحركات سياسية تستخدمهم من اجل خلق الصراع بين الاديان والثقافات والحضارات، وبالطبع سوف نقول كلمتنا سويًا وندين كل عنف باسم الدين وباسم الله.

 

ان كل البشر أخوة، كلنا ابناء الله، لذلك كلنا مدعوين لان نبني معا العائلة البشرية وان نحترم بعضنا البعض على اختلافنا وتنوعنا. سوف نذكر معكم في صلاتنا اوطاننا المشرقية ونصلي من اجل الاستقرار ونهاية الحروب واحلال السلام وعودة كل المهجرين والنازحين والمخطوفين الى ديارهم. 

 

يساعدنا انجيل اليوم على ان نحيي في قلوبنا الايمان بيسوع المسيح. سمعتم في الانجيل ان المرأة المنزوفة منذ اثنتي عشرة سنة، فقدت كل املها وانفقت كل اموالها والطب عاجز عن شفائها، لم يبقى لها اي رجاء بالشفاء غير ايمانها بيسوع المسيح، وآمنت انها ستشفى اذا تمكنت من لمس طرف رداء يسوع المسيح، وهذا ما حدث.

 

لم تطلب شيئا ولم تتكلم، ايمانها كان صامتًا وقد عبرّت عنه بلمس ثوب يسوع فقط، اي ان الرب يسوع يعلم كل مشاكلنا الداخلية وهمومنا واوجاعنا ويكفي ان نلجأ اليه. اراد يسوع ان يعلن للعالم اهمية الايمان عندما سأل من لمسني، لكي يقول للعالم كله ولكل فرد منا بنوع خاص ان الآمال لا تخيب والرجاء لا يموت طالما ان هناك ايمان بيسوع المسيح.

 

نحن نعاني اليوم من نزيف القتل والخراب، والدمار والتهجير، نزيف القيم ونزيف اخلاق الانسانية. والمسيح وحده، اذا آمنا به ولجأنا اليه، قادر على شفاء كل انواع النزف وبخاصة نزيف قلوبنا في المشرق. ويئيروس الذي قالوا له ان ابنتك قد ماتت، لكي لا يرهق يسوع بالذهاب الى منزله، قال له يسوع لا تخاف، يكفي ان تؤمن لكي تحيا ابنتك. لقد آمن يئيروس، ويسوع اقام ابنته من الموت. 

 

 

نصلي الليلة، وانتم بمعظمكم هجرتم اوطانكم لان الحرب والمشاكل قد قتلت فيكم كل امل، لكي نجدد اليوم ايماننا بيسوع المسيح لكي نلتمس نهاية الحرب واحلال السلام وعودة الجميع الى اوطانهم وتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، نعم، يجب ان نقول للرب نحن نؤمن ولكن زدنا ايمانا، نحن ابناء الرجاء وليس ابناء اليأس، نحن ابناء الشجاعة وليس ابناء الخوف، نحن جماعة سلام وليس جماعة حرب.

 

 

نجدد ايماننا اليوم ونرفع نشيد الشكر والتسبيح للآب والابن الآن والى الابد، آمين."

 

بعد القداس التقى نيافته المؤمنين في صالون الكنيسة واطلع على اوضاعهم الروحية والراعوية والاجتماعية مشددا على ضرورة محافظتهم على تراثات كنائسهم وطقوسها وعلى تقاليدهم كما وعلى ارتباطهم باوطانهم والتمسك بارادة العودة اليها من اجل شهادتهم ورسالتهم فيها.

 

 

 

 

موقع بكركي