تزامنًا مع الإحتفال باليوم العالمي الـ31 للشباب في كراكوفيا نظمت الكنيسة الكاثوليكية في كوبا تجمعًا للشبان الكوبيين الكاثوليك جرى في العاصمة هافانا وتمحور حول المواضيع نفسها التي رسمت خطّ اليوم العالمي للشباب لهذا العام. وقد شهد هذا التجمع مشاركة حوالي ألف وأربعمائة شاب وشابة من مختلف أنحاء كوبا لم تسمح لهم الظروف الاقتصادية من التوجه إلى بولندا.
وللمناسبة وجّه البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين في تجمّع هافانا وعبر عن اتحاده معهم خلال هذا اللقاء الذي يُنظم بشكل مواز مع اليوم العالمي للشباب بهدف تعزيز ثقافة التلاقي والاحترام والتفاهم والغفران المتبادل.
وحثّ البابا الشبان الكوبيين الكاثوليك على عيش خبرة الإصغاء إلى الإنجيل بتنبه وجعله حيًّا في حياتهم الشخصية وحياة عائلاتهم وأصدقائهم. وشجعهم على الاستسلام للإنجيل كي يتركوه يبدل حياتهم وقلبهم. وذكّر البابا الشبان في رسالة الفيديو بأن الإنسان لا يستطيع أن يحب الله بمعزل عن محبة الأخوّة لافتًا في هذا السياق إلى أن الصليب يعكس محبة الله الأمينة تجاهنا. والصليب هو في واقع الحال محبة ملموسة تجاه حياة ملموسة، إنها محبة كبيرة وقادرة على التغلغل في خطايانا وبؤسنا فتغفر الخطايا وتعالج البؤس.
وحثّ البابا الشبان والشابات الكوبيين الذين يستعدون لعبور الباب المقدس على ترك المحبة تعديهم كي يتعلموا كيف ينظروا إلى الآخرين بأعين الرحمة والحنان لاسيما إلى الأشخاص الأشد حاجة إلى المساعدة والعون.
وشدد البابا على ضرورة أن يتذكر الشبان دومًا ـ عندما يُرسلهم أساقفتهم كشهود على الرحمة ـ أن رغبة المعلّم هي ألا يخافوا من أي شيء، وقال لهم: أيّها الشبان والشابات الأعزّاء لا تخافوا من شيء! تحرروا من سلاسل هذا العالم وأعلنوا على الجميع ـ على المرضى والمسنين والحزينين ـ أن الكنيسة تبكي معهم وأن يسوع قادر على منحهم حياة جديدة وعلى إقامتهم من بين الأموات.
هذا ثم اعتبر البابا أنه كي يتمكن الشبان من حمل الرجاء يجب ألا يفقدوا القدرة على أن يحلموا، لافتًا إلى أن من لا يستطيع أن يحلم يبقى منغلقا على ذاته، كما سبق أن قال فرنسيس في خطابه إلى الشبان الكوبيين في مركز فيليكس فاريلا الثقافي بهافانا في العشرين من أيلول سبتمبر من العام الماضي. وشجع البابا الشبان الكوبيين الكاثوليك على الانفتاح على الأمور الكبيرة والعظيمة! وأكد لهم أن كوبا يمكن أن تتحسن كل يوم بفضلهم لذا لا بد من فتح الأذهان والقلوب على الرّجاء الذي يقدمه يسوع.
بعدها شدد البابا على ضرورة أن يتحد الجميع في إطار الصداقة الإجتماعية، حتى عندما يختلف الأشخاص في الآراء والمواقف والقناعات، وسطر في هذا السياق أهمية العمل من أجل بناء الجسور وهذا يحصل من خلال الكلمة والرغبة والقلب.
ودعا البابا الشبان المشاركين في تجمّع هافانا إلى البدء من خلال بناء جسر بشري، وطلب منهم أن يمسكوا بأيدي بعضهم البعض لأن هذا الأمر يشكل شهادة على الرغبة في بناء الجسور والعمل المشترك.
في الختام قال البابا للشبان الكوبيين: اجتمعوا في هافانا لكن ليكن قلبكم في كراكوفيا: لا تنعزلوا! سيروا معا! وابنوا الجسور مادّين الأيادي! هذا ثم عبر البابا عن قربه الروحي من الشبان الكوبيين قائلاً إنه يصلي من أجهلهم ومن أجل الشعب الكوبي الحبيب ومنح الكل بركاته الرسولية وسألهم أن يصلوا من أجله.
إذاعة الفاتيكان.