في حديث مع راديو الفاتيكان، قال الأب فيرجيليو بالدوتشي مُراقب مرشديّ السّجون في إيطاليا إنّ البابا فرنسيس قدّم 70 مسبحة لسجناء بوردينوني شمال شرق إيطاليا. كما وحصل السّجناء على كتابين يضمّان أبرز خطابات الأب الأقدس بشأن وضع السّجون، الأوّل بعنوان "قولوا للسّجناء إنّني أصلّي لأجلهم" والثاني "الربّ أيضًا سجين".
بالنسبة إلى الأب بالدوتشي، تُظهر هاتان الهديّتان أنّ "البابا قريب من المساجين الذين يُعانون من احتجازهم"، وهو يقول لهم: "انظروا، لست الوحيد المتعاطف معكم، بل كلّ المجتمع المسيحيّ لا يتخلّى عنكم، وهو يرغب في أن يمشي برفقتكم على درب المُصالحة مع الآب". وفي هذا السّياق، فإنّ تقديم مسبحة أشبه بالقول لأحدهم "فلنُصلِّ معًا"، فيما يتمحور الكتابان حول المُسامحة والمُصالحة وإعادة الدمج في المجتمع.
أمّا بالنسبة إلى الأب الأقدس، فقد قرّر أن يحوّل أبواب زنزانات المساجين إلى باب مقدّس حقيقيّ بمناسبة يوبيل الرّحمة، بما أنّ العديد منهم يعجزون عن التنقّل للوصول إلى الكاتدرائيّات، ناهيك عن كون السّجن بُنية تحدّ من حركة المرء. وبهذا، يسلك المساجين الدرب اليوبيليّ روحيًا، حتّى في عتمة الزنزانة، بما أنّ الرّبّ ينادي كلّ واحد منهم قائلاً: "إن أردت، يمكننا السير نحو الخير مهما كنت قد فعلت. واعرف أنّ هناك أبًا ينتظرك مهما أنّبك ضميرك، فادخل عتبة بابه من المكان الذي أنت فيه اليوم. شرّع قلبك للرّبّ فيشرّع لك بيته، إنّه بانتظارك".
من ناحية الصلة بين المساجين والإيمان، أضاف الأب بالدوتشي أنّ هناك نوعين من ردود الفعل. فكما كان لصّان يُحيطان بيسوع على الصّليب، أحدهما تحدّاه والآخر طلب السّماح، قد يلوم بعض المساجين الرّبّ على عدم تدخّله، فيما يتوصّل البعض الآخر إلى الفهم أنّ يسوع نفسه ذاق طعم الإحتجاز والإدانة، وهو من سيرافقهم قرب الآب الذي سيعيد إليهم حرّيتهم الشخصيّة، كما الخارجيّة لدى خروجهم من السجن.
إذاعة الفاتيكان.