استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان جماعة المعهد البرتغالي الحبري في روما وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وشكرهم على زيارتهم وقال
أشكركم على صلواتكم واتمنى السلام والرجاء في الرّبّ لكل فرد منكم ولعائلاتكم وأوطانكم.
وسأحمل هذه الأمنيات شخصيًّا إلى البرتغال خلال حجّي المقبل إلى مزار فاطيما حيث ظهرت العذراء لثلاثة رعاة صغار لمائة سنة خلت. لقد شكّل اللقاء مع العذراء بالنسبة لهم خبرة نعمة جعلتهم يحبّون يسوع. كمعلّمة حنونة وقديرة أدخلت العذراء مريم الرائين الصغار في المعرفة الحميمة للمحبّة الثالوثيّة وحملتهم على تذوّق الله كأجمل واقع للحياة البشريّة. وهذا ما أتمناه لكم أيضًا، إن يكون فوق كلِّ هدف حملكم إلى روما وأبقاكم هنا معرفة المسيح ومحبّته – كما يقول القديس بولس الرسول – محاولين التشبّه به أكثر فأكثر وصولاً إلى بذل الذات الكامل.
أيّها الكهنة الأعزّاء، أنتم مدعوون بشكل ملموس لتتقدّموا بدون كلل في تنشئتكم المسيحيّة والكهنوتية، الراعويّة والثقافية. مهما كان اختصاصكم الأكاديمي ليكن اهتمامكم على الدوام أن تنموا في مسيرة التكرس الكهنوتي من خلال خبرة محبّة الله: إله قريب وأمين كما اختبروه الطوباويين فرانشيسكو وجاشينتا وخادمة الله لوشيا. واليوم وإذ نتأمّل حياتهم المتواضعة والمجيدة نشعر بأننا مدفوعون لنثق بعناية هذه المعلّمة عينها. وهذا ما نصلّيه أيضًا في إحدى الصلوات اللاتينية القديمة الموجّهة للعذراء: "تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة"، تدفعنا لنبحث عن ملجئ تحت معطفها هي الأم التي تمسكنا بيدنا وتعلمنا أن ننمو في محبّة المسيح والشركة الأخويّة.
تابع البابا فرنسيس يقول لقد أعجبني قول الأب كالداس أنه ومنذ عام ١٩٢٩ يرافق نظر العذراء، في كابلة المعهد، تضرعات من يقترب من المذبح. انظروا إليها واسمحوا لها بأن تنظر إليكم لأنها أمكم وتحبّكم كثيرًا؛ اسمحوا لها بأن تنظر إليكم لتتعلّموا أن تكونوا أكثر تواضعًا وشجاعة في إتباع كلمة الله وقبول معانقة ابنه يسوع وإذ تقوّيكم هذه الصداقة أحبوا كلّ شخص بحسب قلب المسيح الذي تجدون فيه الحياة والرجاء والسلام. لننظر إلى أمنا التي تقيم في قلب الله. إن سرّ هذه الشابة من الناصرة ليس غريبًا عنا، نحن مرتبطون بها ارتباطًا وثيقًا، إنّ الله في الواقع يضع نظرته، نظرة المحبّة، على كل رجل وامرأة، نظرته هي على كل واحد منّا!
تساعدنا العلاقة مع العذراء لكي ننمّي علاقة جيّدة مع الكنيسة، وتعرفون بهذا الخصوص تعليق القديس إسحق: ما يمكن قوله عن العذراء يمكننا قوله عن الكنيسة وعن نفسنا؛ ولذلك ينبغي علينا أن نعزز علاقة بنويّة مع العذراء لأنّه إن غابت هذه العلاقة فسنعشر بأننا أيتام في قلوبنا. والكاهن الذي ينسى الأمّ ينقصه شيء ما.
أتمنى أن تتابع جماعتكم الكهنوتيّة في كونها منبتًا للرسل ونقطة اتحاد لكنائس بلادكم مع روما، اتحاد في المحبة والشهادة الحيّة لمحبّة الله للبشريّة.
إذاعة الفاتيكان.