البابا يزور مخيمي الاعتقال النازيين أوشفيتز وبيركناو

متفرقات

البابا يزور مخيمي الاعتقال النازيين أوشفيتز وبيركناو

 

 

 

البابا يزور مخيمي الاعتقال النازيين أوشفيتز وبيركناو

 

 

في إطار زيارته الرسولية إلى بولندا لمناسبة اليوم العالمي الـ31 للشباب توجه البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة إلى مخيم الاعتقال النازي أوشفيتز على متن سيارة كهربائية صغيرة دخلت المعتقل عابرة تحت العبارة الشهيرة التي تعلو بوابة المعتقل "العمل يحرركم".

 

وهذا ثم ترجل البابا من السيارة وخطا خطوات قليلة ليجلس على كُرسي وُضع له أمام الباحة التي كان يُعدم فيها المعتقلون على يد الجنود النازيين.

 

بعدها استقل البابا السيارة مجددا ووصل إلى القسم 11 حيث كانت في استقباله رئيسة الوزراء البولندية السيدة بياتا ماريا زيدلو قبل أن يلتقي البابا عشرة ناجين من هذا المعتقل المشؤوم ومن بينهم امرأة تخطت عامها المائة. ثم توجه إلى ما يُعرف باسم "زنزانة الجوع" حيث كان النازيون يقتلون السجناء عن طريق التجويع.

 

بعدها شاء البابا أن يكرّم القديس ماسيميليانو كولبي الذي توفي في معتقل أوشفيتز في هذا اليوم بالذات لخمس وسبعين سنة خلت، إذ قرر أن يموت عوضا عن رب عائلة حُكم عليه بالإعدام. وقبل مغادرته المعسكر قدم البابا للقيمين عليه مصباحًا سيبقى مضاء في هذا المكان.   

 

بعد أن غادر معتقل أوشفيتز حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحًا استقل البابا السيارة متوجهًا إلى معتقل بيركناو الذي سُمي بمعتقل أوشفيتز الثاني، وحيث بنى النازيون أربعة محارق وغرف الغاز التي أعدموا فيها أعدادا كبيرة من المعتقلين.

 

وفي العام 1944 كان يأوي هذا المعسكر حوالي مائة ألف معتقل بريء يتوزعون على ثلاثمائة مبنى. لدى وصوله توقف البابا عند المدخل ليتبادل بعض الكلمات مع مدير متحف أوشفيتز بيركناو، ليستقل بعدها السيارة الكهربائية ويقوم بجولة في الطريق المحاذية لسكك الحديد حيث كانت تصل القطارات المحمّلة بالمعتقلين اليهود وغيرهم.

 

بعدها ترجل البابا من السيارة وتوجه سيرًا على القدمين إلى النصب التذكاري الدولي الذي يُحيي ذكرى من سقطوا في هذين المعتقلين النازيين، وقد شُيد في العام 1967 بين غرفتي الغاز 2 و3. وقد كُتبت عند أقدام النصب هذه الجملة بثلاث وعشرين لغة، وهي اللغات التي كان يحيكها المعتقلون: "ليكن هذا المكان صرخة يأس وتحذيرًا للإنسانية على الدوام، حيث قتل النازيون حوالي مليون وخمسمائة ألف رجل وامرأة وطفل، معظمهم من اليهود القادمين من مختلف البلدان الأوروبية". 

 

وكان قد تجمع أمام هذا النصب حوالي ألف ضيف صفقوا مطولاً للبابا فرنسيس لدى وصوله قبل أن يترك البابا مصباحًا تذكاريا وبطاقة. هذا ثم توقف البابا لحظة تأمل أمام النصب التذكاري في بيركناو في وقت رنّم فيه حاخام وباللغة العبرية المزمور رقم 130. بعدها قرأ كاهن كاثوليكي هذا المزمور باللغة البولندية، وهو يخدم رعية في قرية أُعدمت فيها عائلة كاثوليكية بأسرها لأنها استضافت وحمت اليهود.  

 

وبعد تلاوة هذا المزمور التقى البابا فرنسيس خمسة وعشرين شخصًا من "الصالحين بين الأمم" وتوقف لتبادل بعض الكلمات مع كل واحد منهم. هذا ثم حيّا البابا رئيسة الوزراء البولندية ومدير المتحف قبل أن يغادر المعتقل عند الساعة الحادية عشرة صباحًا.  

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.