البابا يحتفل بقداس عشاء الرب ويفتتح الثلاثيّة الفصحيّة

متفرقات

البابا يحتفل بقداس عشاء الرب ويفتتح الثلاثيّة الفصحيّة

 

 

البابا يحتفل بقداس عشاء الرب ويفتتح الثلاثيّة الفصحيّة

 

 

 

 

إفتتح قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الخميس الثلاثيّة الفصحيّة مترئسًا قداس عشاء الرب في كنيسة سجن باليانو في فروزينونيه وللمناسبة وجّه الأب الأقدس عظة عفويّة استهلها انطلاقًا من إنجيل العشاء الأخير بحسب القديس يوحنا (13/ 1- 15) والذي تقدّمه لنا الليتورجية في هذه المناسبة وبالتحديد حول الآية "وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقصى حُدودِه".

 

قال الأب الأقدس لقد كان يسوع على العشاء مع تلاميذه وكان العشاء الأخير معهم ويقول لنا الإنجيل "كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه" وكان يعلم أن يهوذا سيخونه ويسلمه في تلك الليلة، "وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم أَقصى حُدودِه"، وهكذا يحب الله إلى أقصى الحدود، ويبذل حياته في سبيل كل فرد منا. إن الحب إلى أقصى حدوده ليس سهلاً أبدًا لأننا جميعنا خطأة ومحدودين ولدينا نواقص كثيرة. جميعنا نعرف كيف نحب ولكننا لسنا كالله الذي يحب بدون أن ينظر إلى التبعات والنتائج بل يحبُّ إلى أقصى الحدود. ويعطينا المثال ويرينا أنّه هو الرأس، والله، يغسل أرجل تلاميذه.

 

لقد كان غسل الأرجل عادة في ذلك الزمن لأنَّ الطرقات لم تكُن مُعبّدة وكان الناس يمشون على طرقات ترابيّة، وبالتالي كان من أحد تصرفات اللياقة لاستقبال شخص في البيت على الطعام أن يتمّ غسل رجليه، لكن هذا العمل كان منوطًا بالعبيد، لكن يسوع يقلب الوضع ويغسل بنفسه أرجل تلاميذه. اعترض بطرس ولم يكن يريد أن يغسل يسوع رجليه لكن الرب شرح له أنّه قد جاء إلى العالم ليخدُم وبالتحديد ليخدُمنا ويصير عبدًا لنا ويبذل حياته في سبيلنا ويحبّنا إلى أقصى الحدود فقبل.

 

 فيما كنتُ قادمًا إلى هنا، كان الناس في الطرقات يحيونني قائلين "إنّه البابا رأس الكنيسة..." لنكن واضحين رأس الكنيسة هو يسوع، والبابا يمثِّله وبالتالي سأفعل مثله. في هذا الاحتفال يغسل الكاهن أرجل المؤمنين، نرى أن الأمور قد انقلبت وذلك الذي يبدو الأعظم يقوم بعمل العبد وإنما يقوم بذلك ليزرع الحب. أقول لكم كي نزرع الحب بين بعضنا البعض علينا أن نغسل أرجل بعضنا البعض، لا أقصده بالمعنى الحرفي وإنما بشكل رمزي أي أنّه يمكن لكل فرد منكم هنا في السجن أن يساعد أو يخدم رفيقه، هذه هي المحبّة وهي أشبه بغسل أرجل بعضنا البعض. هذا هو معنى أن نكون خدامًا لبعضنا البعض.

 

في أحد الأيام اختلف التلاميذ فيما بينهم حول من هو الأكبر والأهم بينهم، وقال لهم يسوع "مَن أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومَن أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا". وهذا ما فعله يسوع أيضًا وهذا ما يفعله الله معنا: هو يخدمنا! هو العظيم والصالح يخدمنا نحن البؤساء والأشقياء لأنّه يحبّنا كما نحن وبما نحن عليه.

 

 لذلك وخلال هذا الاحتفال لنفكّر بالله وبيسوع، لأن هذا الاحتفال ليس احتفالاً تقليديًا وليس من الفولكلور بل هو علامة لنتذكّر ما أعطانا إياه يسوع، لأنّه بعد الغُسل أخذ الخبز وأعطانا جسده لنأكله وأخذ الخمر وأعطانا دمه لنشربه، وهذه هي محبّة الله لنا؛ ولذلك لنفكر اليوم فقط بمحبة الله لنا!   

 

 

إذاعة الفاتيكان.