خلال زيارته الرسولية إلى استونيا، اليوم الثلاثاء الخامس والعشرين من أيلول سبتمبر 2018، التقى قداسة البابا فرنسيس في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس في العاصمة تالين، الأشخاص الذين تساعدهم الكنيسة من خلال أعمال المحبة.
تخللت اللقاء شهادة لأمّ اسمها مارينا، في الأربعين من العمر، وتحدثت فيها عن لقائها راهبات مرسلات المحبة لثلاث عشرة سنة خلت، حين كانت تمر بفترة صعبة جدا في حياتها. كانت تعيش في مسكن شعبي مع أبنائها، أما زوجها فكان في السجن. وأضافت أن أولادها كانوا يلعبون مع باقي الأولاد العائشين في المساكن الشعبية. وفي أحد الأيام، عاد أبناؤها إلى المنزل برفقة راهبتين. وأضافت أن الراهبات بدأن يساعدنها من خلال إعطائها الطعام والألبسة والكتب. كانت فقيرة جدا تحتاج للمساعدة. وتابعت قائلة إن الراهبات بدأن بزيارتها ومساعدة أبنائها. وأضافت أنه بعد مضي سنوات عديدة، لا يزال أبناؤها يشعرون بفرح كبير عند لقاء الراهبات كل يوم سبت. وختمت مارينا شهادتها بالقول إنها تعيش اليوم مع زوجها بهدوء وسلام ويقومان بمجهود كبير لإعالة أبنائهما، شاكرين الرب على الشركة والمحبة اللتين تعمّان المنزل. كما وتخللت اللقاء شهادة لرجل اسمه فلاديمير تحدث فيها عن حياته التي كانت مليئة بالمشاكل والمآسي بسبب تعاطي الكحول، وأشار إلى أنه لم يكن يرى أي مخرج لحياته ولم يعتقد يوما أن الله سيساعده. وأضاف أنه بفضل المساعدة التي تلقاها في مركز راهبات مرسلات المحبة، بدأ يرى بعض النور في حياته، وبدأ الرجاء يتقد في داخله.
بعد الاستماع إلى هاتين الشهادتين، وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة شكر فيها الجميع على الاستقبال، وهنأ بداية مارينا على الشهادة الجميلة التي قدّمتها وقال: حيث هناك أطفال وشباب، هناك الكثير من التضحية، وقبل كل شيء هناك مستقبلٌ وفرح ورجاء. وإذ أشار إلى شهادة هؤلاء الراهبات اللاتي لم يخفن من الخروج والذهاب إلى حيث كانت هذه العائلة، ليكنّ علامة لقرب الله، أضاف البابا فرنسيس أنه عندما لا يخشى الإيمان التخلي عن الراحة، وعندما يتحلى بالشجاعة للخروج، يتمكّن هكذا من التعبير عن أجمل كلمات المعلّم "أحبُّوا بعضُكم بعضًا. كما أحبَبتُكم أحبّوا أنتم أيضًا بعضُكم بعضًا" (يوحنا 13، 34). محبة تكسر السلاسل التي تعزلنا وتفصلنا، وذلك ببنائها الجسور؛ محبة تتيح لنا بناء عائلة كبيرة نشعر فيها جميعا أننا في بيتنا. محبة تفوح منها الرأفة والكرامة. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الإيمان الإرسالي، يسير على طرقات مدننا، من خلال القول بأعمال ملموسة: أنت جزء من عائلتنا، من عائلة الله الكبيرة.
وتوقف الأب الأقدس من ثم عند شهادة فلاديمير وقال إن الفرح الأكبر بالنسبة للرب هو أن يرانا نولد من جديد، ولهذا لا يتعب أبدًا من إعطائنا فرصة جديدة. وتابع البابا فرنسيس مشددا بهذا الصدد على أهمية الروابط والشعور بأننا ننتمي إلى بعضنا البعض.
وفي ختام كلمته في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس في تالين عاصمة استونيا، خلال لقائه الأشخاص الذين تساعدهم الكنيسة من خلال أعمال المحبة، طلب البابا فرنسيس من الحاضرين أن يصلوا من أجله.
إذاعة الفاتيكان.