خلال اتصال بالصّوت والصورة مع مدينة أسيزي الإيطاليّة قام البابا فرنسيس مساء الأحد بإنارة شجرة ومغارة الميلاد في البازيليك السفلى في مدينة القدّيس فرنسيس واللتين كُرّستا هذا العام إلى المهاجرين واللاجئين.
تطرّق البابا في كلمته إلى الزورق الذي أنقذ في الثالث عشر من آذار مارس من عام 2014 حياة تسعة مهاجرين انطلقوا من السّواحل التونسيّة باتّجاه جزيرة لامبيدوزا الإيطاليّة بحثًا عن مستقبل أفضل. وقد استُخدم هذا الزورق لصنع مغارة الميلاد لهذا العام في أسيزي وقد وُضعت إلى جانبها شجرة العيد التي قدّمها هذا العام إقليم لومبارديا الإيطاليّ.
شاء البابا ـ من خلال مبادرته الرمزيّة هذه ـ أن يذكّر بمأساة العديد من الأشخاص الذين قضوا غرقـًا في البحر المتوسط ولفت إلى أنّ الرّبّ جاء ليُعطينا الرّجاء ويقول لنا إنّه أقوى من الموت والشرّ وليؤكّد أنّه رحوم. وحثّ من استمعوا إليه وشاهدوه على أن يفتحوا قلوبهم للرّحمة والمغفرة في عيد الميلاد هذا العام.
كما حيَّى البابا فرنسيس رجال خفر السّواحل في إيطاليا واصفًا إيّاهم بأدوات الرّجاء، وتوجّه أيضًا بالشّكر إلى إيطاليا على استضافتها هذا العدد الكبير من المُهاجرين. وأكّد في هذا السّياق أنّ جنوب إيطاليا شكّل مثالاً للتضامن بالنسبة للعالم كلّه!
وتوجّه البابا في كلمته إلى عدد من اللاجئين الحاضرين في أسيزي وقد قدِموا من أفغانستان وكاميرون ونيجيريا وسورية والذين يحظون بمساعدة ودعم هيئة كاريتاس الإيطاليّة. ودعا هؤلاء الأشخاص إلى أن يرفعوا رؤوسهم لأنّ الرّبّ قريب، كما يقول الأنبياء، وهو يحمل معه القوّة والخلاص والرّجاء.
وأضاف البابا: "قد يكون القلب متألّمًا، بيد أنّ الرّأس مرفوعٌ في رجاء الرّبّ"، ثم تمنّى لجميع اللّاجئين والمُهاجرين ولرجال خفر السّواحل عيدًا مجيدًا مُفعمًا بالأمل والرّجاء.
وقبل أن يُلقي البابا كلمته استمع إلى شهادتين من الحاضرين في أسيزي إحداهما لشابّة لاجئة من الكاميرون التي فقدت ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات خلال هروبها من بلادها. وروت أنّها احتُجزت في ليبيا على مدى ثلاثة أشهر وتعرّضت للتعذيب على الرّغم من كونها حامل، لكنّها تمكنت من القيام برحلة الأمل على متن زورق يُقلّ مائة وخمسة وعشرين شخصًا.
تجدر الإشارة إلى أنّ مدبّر البيت البابوي المطران غيورغ غاينسفاين احتفل بالقدّاس في البازيليك السُّفلى بأسيزي قبل اتّصال الفيديو مع البابا فرنسيس وألقى عظة شجّع فيها المؤمنين على الإصغاء إلى كلمة الرّبّ من خلال السَّير على دروب الصَّلاة والإرتداد والرِّسالة.
إذاعة الفاتيكان.