صباح الأحد توجّه البابا فرنسيس إلى المزار المريمي في نوك حيث كان في استقباله حشد غفير من المؤمنين والأسر المشاركة في اللقاء العالمي التاسع للعائلات.
قبل أن يتلو البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي عبّر قداسته عن سروره لتواجده في هذا المكان العزيز جدًا على قلب الشعب الإيرلندي. وبعد أن أكد البابا أنه يصلي على نية جميع العائلات، لاسيما تلك الإيرلندية، توقف للحديث عن السبحة الوردية مشيرًا إلى أهمية تلاوة السبحة الوردية وسط العائلة، وهذه الممارسة تشكل جزءًا من التقليد الإيرلندي، وشجع العائلات الحاضرة على الحفاظ على هذا التقليد.
ولفت إلى أن العديد من الآباء والأمهات والبنين اكتسبوا القوة والعزاء على مر السنوات الفائتة من خلال التأمل بصورة العذراء مريم ومشاركتها في الأسرار الفرحة والنيّرة والمؤلمة التي طبعت حياة المسيح.
هذا ثم ذكّر البابا المؤمنين بأن الكنيسة ترى في مريم أمها، وتوكل لها مسيرة شعب الله. وقال إنه يرفع الصلوات كي تحظى العائلات الإيرلندية على العضد الإلهي في مسيرتها الهادفة إلى إعلان ملكوت المسيح والاعتناء بالأخوة والأخوات المحتاجين في هذا العالم. وتمنى فرنسيس في هذا السياق أن تكون العائلات حصنًا متينًا من الإيمان والطيبة وسط الرياح العاتية والعواصف التي يشهدها زماننا الحاضر، وأمل أن تتمكن هذه الأسر من التصدي لكل ما من شأنه أن ينتقص من كرامة الرجل والمرأة المخلوقين على صورة الله، والمدعوَين إلى الحياة الأبدية. وسأل فرنسيس العذراء مريم أن تنظر برحمة إلى جميع الأشخاص المتألمين والذين هم أعضاء في عائلة واحدة.
وقال البابا إنه رفع الصلوات أيضًا على نية جميع الأشخاص، ضحايا التعديات الجنسية من قبل رجال الدين الكاثوليك في إيرلندا. وأكد أن لا أحد يستطيع ألا يتأثر أمام روايات القاصرين الذين تعرضوا لهذه التعديات، والذين سُرقت منهم براءتهم، أو أُبعدوا عن أمهاتهم، وتُركوا فريسة للذكريات الأليمة.
وأكد البابا فرنسيس أن هذا الجرح المفتوح يدعونا للتصرف بحزم والبحث عن الحقيقية والعدالة. وقال إنه يسأل الرب المغفرة على هذه الخطايا وعلى الفضائح والخيانة التي شعر بها كثيرون ضمن عائلة الله. ورفع الصلاة على نية جميع الأشخاص الذين تعرضوا لهذه التجاوزات وخضعوا لتعديات وانتهاكات على أنواعها، متمنيا أن يسعى جميع أعضاء العائلة المسيحية للتأكد من عدم تكرار هذه الحالات في المستقبل. وصلى أيضا على نية الكنيسة كي تتعامل مع ما حصل بعدل وتسعى إلى الوقاية من هذا العنف.
هذا ثم أكد البابا أن زيارة الحج التي يقوم بها إلى مزار نوك تشكل أيضًا فرصة لتوجيه تحية إلى شعب إيرلندا الشمالية، معربًا عن قربه من هؤلاء من خلال الصلاة، وقال إنه يصلي أيضًا على نية المصالحة بين جميع الأخوة والأخوات الإيرلنديين. وأضاف قائلاً: إذ أعبر عن امتناني على الإنجازات المسكونية ونمو الصداقة والتعاون بين الجماعات المسيحية، أصلي كي يتمكن كل تلاميذ المسيح من تحقيق تقدم على صعيد عملية السلام من أجل بناء مجتمع متناغم وعادل لأبناء إيرلندا اليوم، مسيحيين كانوا، أم مسلمين أو يهودًا، أو من أتباع أي دين آخر. بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي في مزار نوك قال البابا إنه يود أن يحيي جميع السجناء في إيرلندا متوجهًا بالشكر إلى من بعثوا الرسائل إليه عندما علموا أنه سيزور بلدهم، وختم قائلاً: أود أن أقول لكم إني قريب جدا منكم! وأؤكد قربي منكم ومن عائلاتكم بواسطة الصلاة!
ِ
إذاعة الفاتيكان.