البابا فرنسيس يزور سجنًا للنساء في سانتياغو

متفرقات

البابا فرنسيس يزور سجنًا للنساء في سانتياغو

 

 

 

 

البابا فرنسيس يزور سجنًا للنساء في سانتياغو

 

 

زار قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الرابعة من عصر الثلاثاء بالتوقيت المحلي سجنًا للنساء في سانتياغو وللمناسبة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها إنّه لأمر مهمٌّ بالنسبة لي أن أتقاسم هذا الوقت معكم وأكون قريبًا من العديد من إخوتنا الذين قد حُرموا اليوم من حريّتهم.

 

 في هذه اللحظة يذكّرني قلبي بقول يسوع: "مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!" (يوحنا 8، 7). هو يدعونا للتخلّي عن المنطق الذي يقسم الواقع إلى صالحين وأشرار، لندخل في تلك الديناميكيّة الأخرى القادرة على أن تأخذ على عاتقها الهشاشة والمحدوديّة والخطيئة لتساعدنا للمضي قدمًا. عندما دخلت إلى هنا كان في انتظاري أُمَّين مع أبنائهما يحملون الزهور؛ لقد رحّبوا بي من خلال كلمتين: أم وأبناء.

 

 أم: كثيرات منكنَّ هنَّ أمهات ويعرفنَ معنى إعطاء الحياة. لقد عرفتنَّ كيف تحملنَ في أحشائكنَّ الحياة وجعلتموها تُبصر النور. وبالتالي فالأمومة ليست ولن تكون أبدًا مشكلة، بل هي عطيّة وهي إحدى أروع الهدايا التي يمكنكُنَّ الحصول عليها. واليوم تجدنَ أنفسكُنَّ أمام تحدٍ مماثل: يطلب إليكنَّ أن تجعلنَ المستقبل يبصر النور وتنمِّينَه وتساعدنَه كي يتطوّر، وليس بالنسبة لكُنَّ فقط وإنما لأبنائكُنَّ وللمجتمع بأسره أيضًا.

 

أن يكون المرء محرومًا من الحريّة لا يعني فقدان الأحلام والرجاء. صحيح أنّه أمر صعب ومؤلم ولكنّه لا يعني فقدان الرجاء. كما أن يكون المرء محرومًا من الحريّة لا يساوي أن يكون محرومًا من كرامته؛ الكرامة هي أمر لا يُمسّ ولا يمكن أن يُحرم أحد من كرامته.

 

من هنا علينا أن نكافح ضدَّ جميع أشكال التعابير المأثورة والتصنيفات التي تقول بأنّ التغيير غير ممكن أو أنَّ الأمر لا يستحق العناء أو أن النتيجة ستكون عينها على الدوام. لا أيَّتها الأخوات العزيزات! ليس صحيحًا أنَّ النتيجة ستكون عينها على الدوام، لأنَّ كلَّ جهد تقمنَ به في نضال من أجل غدٍ أفضل سيثمر على الدوام وستتمُّ مكافأته.

 

 الكلمة الثانية هي أبناء: إنّهم قوّة ورجاء ودافع. إنّهم الذكرى الحيّة بأنَّ الحياة تُبنى بالنظر إلى الأمام ولا إلى الوراء. أنتنَّ اليوم قد حرمتنَّ من الحريّة ولكن هذا الأمر لا يعني أنَّ الوضع نهائي. ينبغي أن تنظرنَ دائمًا إلى الأفق وإلى الأمام نحو إعادة الإدماج في حياة المجتمع العادية.

 

لذلك، أقدِّر وأدعو لتكثيف جميع الجهود الممكنة لكي تنمو وتتعزّز المشاريع كـ "Espacio Mandela" و"Fundacion Mujer levantate". إنَّ اسم هذه المؤسّسة يذكّرني بالمقطع الإنجيلي الذي يستهزأ فيه كثيرون بيسوع لأنّه قال أن ابنة رئيس المجمع لم تمت بل كانت نائمة.

 

وإزاء هذا الاستخفاف، دخَلَ يسوع إِلى حَيثُ كانَتِ الصَّبيَّة فأَخَذَ بِيَدِها وقالَ لها: "يا صَبِيَّة أَقولُ لكِ: قومي!" (مرقس 5، 41). إنَّ هذا النوع من المبادرات هو علامة حيّة ليسوع الذي يدخل في حياة كلِّ فرد منا، والذي يتخطّى كلَّ استهزاء ولا يعتبر أيّ حرب خاسرة ويأخذنا بيدنا ويدعونا لننهض.

 

نعرف جميعًا أنَّ كثيرًا ما تتحوّل عقوبة السجن إلى مجرَّد قصاص بدون أن تُقدِّم الأدوات الملائمة لتفعيل أيّة مبادرات، وهذا ما كنت أعنيه بالحديث عن الرجاء أي النظر إلى الأمام وتفعيل مبادرات إدماج، لأنَّ هذه المبادرات تعزز برامج تعلُّم مهني ومرافقة لإعادة خلق روابط تكون علامة رجاء ومستقبل. لنعمل إذًا لكي ينموا.

 

 نطلب من مريم، التي هي أمٌّ ونحن أبناؤها – وأنتم بناتها -، أن تشفع بكنَّ وبكل واحد من أبنائكنَّ وبالأشخاص الأعزّاء على قلوبكنَّ وتغمركنَّ بردائها؛ وأسألكنَّ أن تصلِّينَ من أجلي!

 

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.