زار قداسة البابا فرنسيس يوم الجمعة التاسع عشر من كانون الثاني يناير "بيت الأمير الصغير" Hogar Principito في بوييرتو مالدونادو في بيرو، وتديره جمعية "أبرونيا" التي أسسها الأب كزافييه أربكس دو مورسيه في العام 1996، ويستضيف هذا البيت أطفالا يتامى أو متروكين.
وتخللت اللقاء كلمة لشابة اسمها ديرسي عاشت في هذا البيت بعد أن توفيّ والداها في حادث سير، وهي اليوم تدرس علم النفس. وفي كلمته للمناسبة، شكر البابا فرنسيس الجميع على هذا الاستقبال الجميل وقال إنهم الكنز الأثمن الذي علينا الاعتناء به وأشار إلى أن نظرتهم وحياتهم تتطلبان منا على الدوام مزيدًا من الالتزام والعمل كي لا نصبح عميانًا أو غير مبالين أمام أطفال كثيرين آخرين يتألمون ويعانون من العوز.
عبّر الأب الأقدس في كلمته عن سروره الكبير بأن لديهم بيتًا يستقبلهم، حيث تتم مساعدتهم بحنان وصداقة لكي يكتشفوا أن الله يمدّ لهم يده ويضع أحلامًا في قلوبهم، وأشار أيضًا إلى الشهادة الجميلة التي يقدّمها الشباب الذين امتلأوا من المحبة في هذا البيت، وتمكّنوا اليوم من بناء مستقبلهم، وقال إنهم بالنسبة لنا جميعًا علامة للقدرات الكبيرة التي يملكها كل شخص.
وبالنسبة لهؤلاء الأطفال أفضل مثال للاتباع. وأشار البابا فرنسيس إلى أن الأطفال يحتاجون للنظر إلى الأمام وإيجاد أمثلة إيجابية وأضاف: كل ما تستطيعون القيام به أيها الشباب كأن تأتوا للقائهم وإمضاء بعض الوقت معهم، هو هام. كونوا لهم، كما قال الأمير الصغير، النجوم الصغيرة التي تضيء الليل.
إن بعضًا منكم أيها الشباب هم من جماعات السكان الأصليين، بكل أسى، ترون تدمير الغابات. لقد علّمكم أجدادكم اكتشافها، وفيها كانوا يجدون طعامهم والدواء الذي كان يشفيهم. إن الأنهار التي رأتكم تلعبون وأعطتكم الطعام أصبحت اليوم ملوّثة.
ودعا الأب الأقدس الشباب إلى عدم الاستسلام أمام ما يحدث وقال: لا تتخلوا عن إرث أجدادكم، وعن حياتكم وأحلامكم، إن العالم يحتاج إليكم، أيّها الشباب من الشعوب الأصلية، ويحتاج إليكم كما أنتم. أصغوا إلى أجدادكم وثمّنوا تقاليدكم ولا توقفوا فضولكم. ابحثوا عن جذوركم، وفي الوقت عينه، افتحوا عيونكم على الجديد... نحتاج إليكم شبابًا فخورين بانتمائكم إلى شعوب الأمازون.
هذا وشكر البابا فرنسيس الأب كزافييه أربكس دو مورسيه، مؤسس جمعية "أبرونيا"، ووجّه أيضًا تحية شكر إلى الرهبان والراهبات والمرسلات العلمانيات الذين يقومون جميعا بعمل رائع؛ وجميع المحسنين الذين يكوّنون هذه العائلة، والمتطوعين الذين يقدّمون من وقتهم مجانًا.
كما وشكر الأب الأقدس جميع الذين يقوون هؤلاء الشباب في الهوية الأمازونية ويساعدونهم على بناء مستقبل أفضل لجماعاتهم والكوكب كله.
وفي ختام كلمته في "بيت الأمير الصغير" في بوييرتو مالدونادو خلال زيارته الرسولية إلى بيرو، طلب البابا فرنسيس أن يصلوا من أجله، وألاّ ينسوا أنهم النجوم الصغيرة التي تضيء الليل.
إذاعة الفاتيكان.