البابا فرنسيس يبدأ زيارته الرسوليّة إلى ميانمار

متفرقات

البابا فرنسيس يبدأ زيارته الرسوليّة إلى ميانمار

 

البابا فرنسيس يبدأ زيارته الرسوليّة إلى ميانمار

 

 

 

 

وصل قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الاثنين إلى مطار يانغون الدولي في ميانمار وبدأ هكذا زيارته الرسوليّة الحادية والعشرين التي ستحمله بعدها إلى بنغلادش وقد كان في استقباله السفير البابوي المطران بول تشانغ إين-نام وممثلاً عن رئيس الجمهوريّة هتين كياو. بعدها توّجه الأب الأقدس إلى مركز الأسقفيّة في يانغون حيث سيقيم خلال فترة زيارته.

 

أما صباح اليوم الثلاثاء وفي مبنى الأسقفيّة في يانغون التقى قداسة البابا فرنسيس بسبعة عشر قائدًا دينيًا من ميانمار من مختلف الطوائف الدينيّة وبعد أن ألقى كلٌّ منهم كلمة للمناسبة ألقى الأب الأقدس أيضًا كلمة عفويّة رحّب بها بضيوفه وقال أشكركم على زيارتكم. كان من واجبي أن أزور كلَّ فرد منكم ولكنّكم كنتم أسخياء ووفّرتم علي العناء.

 

تابع البابا فرنسيس يقول فيما كنتم تتكلّمون بادرت إلى ذهني صلاة نصلّيها غالبًا مأخوذة من سفر المزامير: "ما أجمل أن يجتمع الإخوة معًا"، وهذه الوحدة لا تعني المطابقة، كلُّ واحد يملك قيمه وغناه وإنما أيضًا نواقصه. جميعنا مختلفون وكل طائفة تملك تقاليدها وغناها، الغنى الذي تعطيه وتتقاسمه، وهذا الأمر ممكن فقط إن كنا نعيش بسلام، والسلام يبنى في جوق الإختلافات، لأنَّ الوحدة تأتي في الاختلافات.  

 

 لثلاث مرات استعمل أحدكم كلمة تناغم. هذا هو السلام: التناغم. في هذا الزمن الذي نعيش فيه نختبر نزعة عالميّة نحو المطابقة وهذا الأمر يقتل البشريّة ويشكّل نوعًا من الاستعمار الثقافي. علينا أن نفهم غنى اختلافاتنا الإثنيّة والدينيّة والشعبيّة لأنّ الحوار يولد من هذه الاختلافات. من هذه الاختلافات أيضًا نتعلَّم كإخوة من بعضنا البعض، وكإخوة نتعاون لبناء هذا البلد المليء بالغنى والاختلافات حتى على الصعيد الجغرافي.

 

 حتى الطبيعة في ميانمار غنيّة بالاختلافات، فلا نخافنَّ إذًا من الاختلافات. لدينا أب واحد وجميعنا إخوة. لنحبَّ بعضنا بعضًا كإخوة وإن تشاجرنا ليكن أيضًا شجارنا كإخوة، يتصالحون مباشرة بعد الشجار. أعتقد أن السلام يبنى فقط بهذا الشكل. أبنوا السلام ولا تسمحوا للاستعمار الثقافي بأن يجعلكم متطابقين لأنَّ التناغم الإلهي الحقيقي يتم من خلال الاختلافات التي تشكِّل غنى للسلام.

 

 أشكركم وأرفع صلاة من أخ لإخوته، بركة قديمة تشملنا جميعًا: ليبارككم الرب ويحميكم وليضئ بوجهه عليكم ويظهر لكم نعمته ويكشف لكم وجهه ويمنحكم السلام.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.