البابا فرنسيس في مصر

متفرقات

البابا فرنسيس في مصر

 

البابا فرنسيس في مصر

 

 

 

 

 

 

توجه البابا فرنسيس هذا الجمعة إلى مصر في زيارته الرسولية الثامنة عشرة خارج الأراضي الإيطالية والتي تجري تحت شعار "بابا السلام في مصر السلام".

 

أقلعت طائرة البابا من مطار فيومتشينو الدولي بروما عند الساعة الحادية عشرة وقد وصلت إلى مطار القاهرة الدولي عند الساعة الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي. بعد إتمام مراسم الاستقبال على أرض المطار توجه البابا إلى القصر الرئاسي في هليوبوليس شمال شرق القاهرة حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

 

بعد زيارة المجاملة إلى رئيس الجمهورية ـ كما جرت العادة خلال الزيارات الرسولية ـ توجه البابا إلى مقر الأزهر حيث قام بزيارة مجاملة للإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب. هذا ثم انتقل البابا إلى مركز المؤتمرات في الأزهر حيث التقى المشاركين في المؤتمر العالمي للسلام، وهم عبارة عن قادة دينيين من مصر وبلدان أخرى.

 

 

 

نص خطاب البابا فرنسيس كاملاً نقلاً عن موقع الكرسي الرسولي:

 

 

السلام عليكم!

 

إنها لَهِبةٌ كبيرةٌ أن أكونَ هنا وأن أبدأَ زيارتي لمصرَ من هذا المكان، مخاطبًا إيّاكم ضِمنَ هذا المؤتمرِ الدوليّ للسلام. أشكرُ أخي، الإمامَ الأكبرَ، على عقد هذا المؤتمر وتنظيمه، وعلى دَعوَتِه الكريمةِ لي. أودُّ أن أتقدم إليكم ببعض الخواطر، وقد استَلهمتُها من تاريخِ هذه الأرضِ المجيدة، هذه الأرض التي تجلّتْ عبرَ التاريخِ للعالم كأرضِ حضارةٍ وأرضِ عهود.

 

أرضُ حضارة. لقد كان التحضر الذي نَشَأ على ضفافِ النيل، منذُ القِدَم، مُرادفًا للحضارة: فقد تألق نورُ المعرفة، وأنبتَ تراثًا حضاريًّا لا يُقدَّرُ بِثَمَن، مجبولًا بالحكمةِ والذكاء، ومكتسباتٍ في علمِ الرياضياتِ وعلمِ الفلك، وبأشكالٍ بديعةٍ في الهندسةِ وفنّ الرسم. وقد شكّل البحثُ عن المعرفةِ وقيمةِ التعليم خياري تنميةٍ مثمرين، اعتمدهما سكانُ هذه الأرض القُدامى. هما أيضًا خياران ضروريّان للمستقبل، خياران ينبعان من السلام ويهدفان إلى السلام، لأنّه ما من سلامٍ دون تربيةٍ مناسبةٍ للأجيالِ الصاعدة. وما من تربيةٍ مناسبةٍ لشبابِ اليوم، إنْ لم يستجِب التعليمُ الذي يوَفّرُ لَهُم، لطبيعةِ الإنسان، الكائن المنفتح والعلائقيّ.

 

فالتربيةُ تتحوّلُ في الواقعِ إلى حكمةِ حياةٍ عندما تكونُ قادرةً على أن تدفعَ الانسانَ، بتواصلٍ مع الذي يجعلُهُ يسمو ومع ما يحيطُ به، لإعطاءِ أفضلَ ما عنده، فتكوِّنَ هويّات غير منطوية على ذاتها. الحكمةُ تبحثُ عن الآخر، فتتخطّى خطر التشدّد والانغلاق؛ كونُها منفتحةً وفي حركةٍ دائمة، ووديعةً ومجتهدةً في الوقت عينه، فهي تعرفُ كيفَ تقيّمُ الماضي وتضَعُهُ في حوارٍ مع الحاضرِ، ولا تستغني عن إيجادِ تفسيرٍ مناسبٍ له. وتحضّرُ الحكمةُ هذه لمستقبلٍ، الهدفُ فيه ليس لسيادة الجانب الشخصيّ، إنما الآخر، كجزءٍ لا يتجزّأَ من الذات؛ ولا تتعبُ، في الحاضر، من انتقاء فرص التلاقي والمشاركة؛ وتتعلّمُ من الماضي أنّه لا ينبعُ من الشرّ إلّا الشرّ، ولا ينبعُ من العنفِ إلّا العنف، في دوّامةٍ تتحوّلُ في نهايةِ المطافِ إلى سجن. هذه الحكمة، إذ ترفضُ شهوةَ التعدّي، تُركّزُ على كرامة ِالإنسان، الثمين في عينيّ الله، وعلى أخلاقيّاتٍ تليقُ بالإنسان، رافضةً الخوفَ من الآخرِ ومن المعرفةِ بواسطةِ الوسائلِ التي وهبَها الخالقُ للإنسان[1].

 

إننا مدعوّون دومًا، في مجالِ الحوارِ بالتحديد، ولا سيّما الدينيّ منه، إلى السيرِ معًا، مؤمنينَ أن مستقبلَ الجميع يتعلّقُ أيضًا باللقاءِ ما بين الأديان والثقافات. ومِن هذا المُنطَلَق، يقدّم لنا عملُ اللجنة المشتركة للحوار بين المجلس الحبري للحوار بين الأديان ولجنة الأزهر للحوار مثلًا ملموسًا ومشجّعًا. وباستطاعةِ ثلاثةِ توجّهات أساسيّة، إذا ما تمّ تنسيقُها بطريقةٍ جيّدة، أن تساعدَ في الحوار:

 

ضرورة الهويّة، وشجاعة الاختلاف، وصدق النوايا.

 

 

ضرورةُ الهويّة، لأنّه لا يمكنُ تأسيس حوار حقيقيّ على الغموضِ أو على التضحية بما هو صالح، من أجلِ إرضاء الآخر؛

 

شجاعةُ الاختلاف، لأنّه لا ينبغي أن أعاملَ مَن هو مختلفٌ عنّي، ثقافيًّا أو دينيًّا، كعدوّ، بل أن أقبلَه كرفيقِ درب، باقتناعٍ حقيقيّ أن خير كلّ فردٍ يكمنُ في خيرِ الجميع؛

 

صدقُ النوايا، لأنّ الحوار، كونه تعبيرًا أصيلًا للإنسان، ليس استراتيجيّةً لتحقيق غايات ثانوية، إنما مسيرةَ حقٍّ تستحقّ أن نتبناها بصبرٍ كي تحوّل المنافسة إلى تعاون.

 

إن التربية على الانفتاحِ باحترام، وعلى الحوارِ الصادقِ مع الآخر، مع الاعترافِ بحقوقِهِ وبالحرّياتِ الأساسيّة، ولا سيما الحرية الدينيّة منها، تشكّل الطريقَ الأفضل لبناء المستقبل معًا، لنكون بناة حضارة. لأن البديل الآخر الوحيد لثقافة اللقاء هو ثقافة الصدام، ما من بديل آخر.

 

لأنّه من الضروريّ، كي نواجه فعلًا بربريّة من يحرّض على الكراهية والعنف، أن نرافقَ ونقودَ إلى النضوجِ أجيالًا تجيبُ على منطقِ الشرّ المحرّض بنموٍّ صبور للخير: شبابًا، مثل الأشجار الراسخة، يكونون متجذّرين في أرضِ التاريخ، ويحوّلون يوميًّا، فيما ينمون صوب العلي وجنبًا إلى جنب مع الآخرين، جوَّ الكرهِ الملوَّث إلى أكسيجين الأخوّة.

 

إننا مدعوّون، في هذا التحدّي الحضاريّ المُلَحِّ والمشوِّق، مسيحيّين ومسلمين، والمؤمنين جميعًا، إلى تقديم مساهمتنا: "نعيش تحت شمس إله واحد رحيم [...] ويمكننا، من هذا المنطلق، أن ندعو بعضنا بعضًا إخوة وأخوات [...]، لأنّ حياة الإنسان دون الله تكون مثل السماء دون الشمس"‎[2]. لتشرِق شمسُ أخوّة متجدّدة باسم الله وليَبزُغ من هذه الأرض، التي تعانقها الشمس، فجرُ ثقافة السلام واللقاء، بتضرعات القديس فرنسيس الأسيزي، الذي أتى مصر قبل ثمانية عقود وقابل السلطان مالك الكامل.

 

أرضُ عهود. لم تشرق في مصر شمس الحكمة وحسب؛ بل شعَّ أيضًا على هذه الأرض نورُ الأديان المتعدّد الألوان: وهنا شكلت اختلافات الأديان "شكلا من أشكالِ الغنى المتبادل في خدمةِ المجتمعِ الوطنيّ الأوحد"[3].

 

أديانٌ متنوّعةٌ تلاقَت، وحضاراتٌ مختلفةٌ اختلطَت، دون أن تتداخل ببعضها البعض، إنما مدركة أهمّية التحالف من أجلِ الصالح العام. إن عهودًا من هذا النوع هي مُلِحّة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. وأودّ أن أستخدمَ كرمزٍ، وأنا أتكلّم عنها، "جبلَ العهدِ" الذي ينتصب شامخًا في هذه الأرض. يذكّرنا جبل سيناء قبل كلّ شيء، أنّه لا يمكنُ لعهدٍ في الأرض أن يصرفَ النظر عن السماء، وأنّه لا يمكن للإنسانيّة أن تصمّم على التلاقي بسلام، وهي تستبعد الله من الأفق، ولا حتى أن تصعد إلى الجبل كي تستحوذ على الله (را. خر 19، 12).

 

إنها مسألة رسالة حاليّة، إزاء الاستمرار الراهن لمفارقة خطيرة، بحيث أن البعض يميل من جهة إلى وضع الدين في خانة الشؤون الخاصة، دون الاعتراف بأنّه عنصرٌ أساسيٌّ في تكوين الكائن البشريّ والمجتمع؛ ويخلط البعض من جهة أخرى دون تمييز ملائم، بين الحقل الديني والحقل السياسي. وثمّة خطر بأن يطغى تدبيرُ الشؤون الزمنيّة على الدين، وأن يقع هذا الأخير، أي الدين، في شرك إغراءات السلطة الدنيوية التي، في الواقع، تستخدمه.

 

في عالم قد عَولَمَ العديدَ من الأدوات التقنية المفيدة، ولكن في الوقت عينه عولَم الكثيرَ من اللامبالاة والاهمال، والذي يتقدّم بسرعة محمومة، من الصعب تحمّلها، نشعرُ بالحنين إلى الأسئلة الكبرى، التي تبرزها الأديان، والتي توقظ ذاكرة الجذور الشخصيّة: دعوة الإنسان، الذي لم يُخلق لينتهي في وهَن الشؤون الدنيويّة، إنما كي يسير نحو المطلق الأوحد الذي يتوق إليه. لهذه الأسباب، ولا سيّما اليوم، فإن الدين ليس بمشكلة إنما هو جزءٌ من الحلّ: لمحاربةِ الميل إلى الاسترخاء في حياةٍ دنيوية، حيث يولد كلّ شيء وينتهي ههنا، يذكّرنا الدينُ أنّه من الضروري أن نرتفع بروحِنا إلى العلى كي نتعلّم كيف نبني مدينةَ البشر.

 

أودّ أن أشير، بهذا المعنى، وأنا شاخص بنظري مجددًا إلى جبل سيناء، إلى تلك الوصايا التي أعطيت هناك، قبل أن تُكتَبَ على الحجر[4]. ففي وسط "الوصايا العشر" - الموجّهة إلى البشر وإلى شعوب كلّ العصور - يعود صدى وصيّة "لا تقتل" (خر 20، 13)،. إن الله، محبّ الحياة، لا يكفّ عن محبّة الإنسان، لذا فهو يحثّه على مواجهة طريق العنف، كشرطٍ أساسيٍّ لأيّ عهدٍ على الأرض. إن المدعوّين إلى تفعيل هذه الوصيّة، هم قبل أيّ شيء، واليوم على وجه الخصوص، الأديان، لأنّه من الأساسيّ، بينما نحن بحاجة ملحّة إلى المُطلق، استبعاد اعتبار أيّ أمر مُطلق يبرّر أيّ شكل من أشكال العنف. فالعنف في الواقع هو النفي بحدّ ذاته لأيّ تديّن أصيل.

 

نحن مدعوّون بالتالي، كمسؤولين دينيّين، إلى فضح العنف الذي يتنكّر بزيّ القدسيّة المزعومة، ويستغلّ أشكال الأنانيّة التي تحولت إلى مُطلَق، بدل الانفتاح الصادق على المُطلَق الأوحد. فمن المتوجّب علينا شجب الانتهاكات ضدّ كرامة الإنسان وضد حقوق الإنسان، وكشف كلّ محاولة لتبرير أيّ شكلٍ من أشكال الكراهية باسم الدين، وإدانتها على أنها تَزييفٌ وثنيٌّ لله: لأن اسمه قدوس، وهو إله السلام[5]. لذا فالسلام وحده مُقدَّس، وما من عنفٍ يمكن أن يُرتكب باسم الله، لأنه إن ارتُكِبَ يدنّسه.

 

لنكرّر معًا، من هذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العهود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر "لا" قويّة وواضحة لأيّ شكلٍ من أشكالِ العنف، والثأرِ والكراهية يرتكب باسم الدين أو باسم الله. ولنؤكد سويّا استحالة الخلط بين العنفِ والإيمان، بين الإيمان والكراهية. ولنعلن معًا قُدُسيّةَ كلّ حياةٍ بشريّة ضدّ أيّ شكلٍ من أشكال العنف الجسديّ، أو الاجتماعيّ، أو التربويّ أو النفسيّ. إن الإيمان الذي لا يولَد من قلبٍ صادق ومن محبّة أصيلة لله الرحيم، هو شكلٌ من أشكالِ العضويّة التعودية أو الاجتماعيّة التي لا تُحرِّرُ الانسانَ إنما تًسحَقُه! لِنَقُلْ معًا: كلّما ننمو في الإيمان بالله، كلّما ننمو في محبّة القريب!

 

لكن الإيمان ليس بالطبع دعوة إلى فضح الشرّ وحسب؛ فهو يتضمّن الدعوة إلى تعزيز السلام، اليوم ربّما أكثر من أيّ وقت مضى[6]. ومهمّتنا، دون الاستسلام إلى توفيقيّة تصالحيّة[7]، هي أن نصلّي بعضنا لبعض سائلين الله نعمة السلام، وأن نتلاقى، ونتحاور ونوطّد الانسجام بروحٍ من التعاون والصداقة. ونحن كمسيحيين –وأنا مسيحي- "لا نستطيع أن ندعو الله أبا لجميع البشر إذا رفضنا أن نسلك كإخوة تجاه أولئك المخلوقين على صورة الله"[8]. إخوة للجميع. ونعرف فضلًا عن ذلك، ونحن منغمسون في صراع مستمرّ ضدّ الشرّ الذي يهدّد العالم حتى لا يبقى هذا العالم "موضِعًا لأخوّة حقيقيّة"، "أن [الله] يحمل الذين يؤمنون بالمحبّة الإلهيّة على اليقين، بأن طريقَ المحبّة مفتوحةٌ أمام البشر أجمعين وأن الجهود لتوطيد أخوّة شاملة ليست باطلة"[9]. بل هي أساسيّة: فعند أبسط الأمور، في الواقع، تظهر الحاجة إلى رفع الأصوات، وإلى الاسراع في إعادة التسلّح من أجل الدفاع عن النفس: إنّنا بحاجة اليوم إلى بناة سلام، لا إلى الأسلحة؛ إنّنا بحاجة اليوم إلى بناة سلام، لا إلى محرّضين على الصراعات؛ إننا بحاجة إلى "رجال إطفاء"، لا إلى مُشعِلي النيران؛ إننا بحاجة إلى الدعاةِ إلى المصالحة، لا إلى المهدّدين بالدمار.

 

إننا نشهد مع الأسف، من جهة، ابتعادًا عن واقع الشعوب باسم أهدافٍ لا تأخذُ أحدًا بعين الاعتبار، ومن جهة أخرى، كردّة فعل، برزت شعبويّات غوغائيّة، لا تساعد بالطبع في تعزيز السلام والاستقرار: ما من تحريضٍ على العنف يَضمَنُ السلام؛ وأيّ عملٍ أحاديّ، لا يولّد عمليّات بناءٍ مشتركة، إنما هو في الواقع هديّة لدعاة التطرّف والعنف.

 

من أجل تفادي الصراعات وبناء السلام، من الأساسيّ العمل على استئصال أوضاع الفقر والاستغلال، حيث يتأصّل المتطرّفون بسهولة أكبر؛ وعلى ردع تدفّق الأموال والأسلحة نحو الذين يثيرون العنف. وإن عدنا للسبب الأساسيّ، من الضروري وقف انتشار الأسلحة التي، إن تمّ تصنيعها وتسويقها، سوف يتمّ استخدامها عاجلًا أو آجلًا. لا يمكن منع الأسباب الحقيقيّة لسرطان الحرب، إلّا إذا استطعنا كشف المناورات الخفية والملتوية التي تغذّيه. ويضع هذا العمل المُلِحّ والخطير للغاية الحِمْلِ على كاهل مسؤولي الأمم، وعلى المؤسّسات، والتعليم، كما يقع على كاهلنا نحن المسؤولين تجاه الحضارة، والمدعوّين من الله، ومن التاريخ، ومن المستقبل، إلى بدء عمليّات سلام، كلٌّ في مجاله، دون التهرّب من وضع أسُس تحالف صلبة بين الشعوب والدول. أرجو أن تتمكن، أرض مصر العريقة والعزيزة، بمعونة الله، أن تجيب على دعوتها، دعوة الحضارة والعهد، وتساهم بنموّ عمليات سلام لهذا الشعب الحبيب ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.

 

 

 

السلام عليكم!

 

 

كلمة قداسة البابا فرنسيس

للمشاركين في المؤتمر العالمي للسلام

بمركز مؤتمرات جامعة الأزهر

الزيارة الرسولية لجمهورية مصر العربية – القاهرة

الجمعة، 28 أبريل / نيسان2017


[1] "من جهة أخرى لا يمكن لأخلاقيات الأخوَّة والتعايش السلمي بين الأشخاص والشعوب أن يقوما على منطق الخوف والعنف والانغلاق، وإنما على المسؤوليّة والاحترام والحوار الصادق"، اللاعنف: أسلوب سياسة من أجل السلام، رسالة قداسة البابا بمناسبة اليوم العالمي للسلام 2017، عدد 5. 

 

[2] القديس يوحنا بولس الثاني، كلمة البابا إلى السلطات الإسلامية، كادونا (نيجيريا)، 14 فبراير / شباط 1982.

 

[3] نفس الكاتب، كلمة البابا خلال حفل الوصول إلى مطار القاهرة الدولي، 24 فبراير / شباط 2000.

 

[4]  "كتبت في قلب الإنسان كشريعة أخلاقيّة عالميّة، صالحة في كلّ زمن وفي كلّ مكان". وهي توفّر "أساسا صحيحا لحياة الأفراد والمجتمعات والأمم. [...] وهي المستقبل الوحيد للأسرة البشريّة. تنقذ الانسان من القوّة التدميريّة للأنانيّة والحقد والكذب. وهي تفضح كلّ الآلهة المزيّفة التي تستعبد الانسان: حبّ الذات حتى استبعاد الله، الطمع في السلطة والاستمتاع الذي يقلب نظام العدالة ويحطّ بكرامة الإنسان، وبكرامة القريب": نفس الكاتب، ليتورجيا الكلمة على جبل سيناء، دير القديسة كاترينا، 26 فبراير / شباط 2000.

 

[5] را. كلمة قداسة البابا فرنسيس في مسجد كودوكو المركزي، بانغي (جمهورية أفريقيا الوسطى)، 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2015.

 

[6] في الواقع، "أصبح من الواضح للجميع، أكثر من أيّ وقت مضى في تاريخ البشرية ربما، أن هناك صلة جوهريّة بين الموقف الدينيّ الأصيل والخير الأعظم الذي هو السلام": القديس يوحنا بولس الثاني، كلمة قداسة البابا إلى ممثلي الكنائس المسيحية والجماعات الكنسية والأديان العالمية التي اجتمعت في أسيزي، في الساحة السفلى لكنيسة القديس فرنسيس، 27 أكتوبر / تشرين الأول 1986: تعاليم IX، 2 (1986)، 1268.

 

[7] را. الارشاد الرسولي فرح الإنجيل، 251.

 

[8] المجمع الفاتيكاني الثاني، في عصرنا (Nostra aetate)، 5.

 

[9] المجمع الفاتيكاني الثاني، فرح ورجاء (Gaudium et Spes)، 38.