شهران يفصلاننا عن اليوم العالميّ للشَّباب الذي سيُعقد في كراكوفيا والذي سيشارك فيه البابا فرنسيس. حدث ينتظره العالم بأسره لاسيَّما وأنّه يعقد هذا العام في أرض القدِّيس يوحنّا بولس الثاني مؤسِّس اليوم العالميّ للشّباب.
وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع رئيس أساقفة كراكوفيا الكاردينال ستانيسلاو دجيفيتش تحدَّث فيها عن هذا الحدث العالميّ وعن القدِّيس البولنديّ الجديد الذي أعلنه البابا فرنسيس يوم الأحد الماضي ستانيسلاو ليسوع ومريم.
قال الكاردينال ستانيسلاو دجيفيتش:
لقد انتظر القدِّيس الجديد ستانيسلاو قرونًا طويلة قبل أن تُعلن قداسته! ولكنّه أمر مثير للاهتمام كيف بقيت ذكراه حيّة كما أيضًا الرِّسالة التي تركها من خلال الرهبانيّة التي أسَّسها. رجل صلاة وتوبة، واليوم يعود هذا القدِّيس حاملاً رسالته المميّزة للصَّلاة من أجل الأنفس المطهريّة... لقد اهتمّ دائمًا بالصَّلاة من أجل راحة أنفس الموتى وهنا تكمن رحمته.
لقد فرحت بعطيّة لقاء الأب الأقدس، إذ أردّت أن أجدِّد الدَّعوة إلى كراكوفيا وأعلمه بآخر الأخبار المتعلّقة بسير التحضيرات. لقد أخبرته عن الحماس الكبير لهذا اللقاء والذي لا نعيشه في بولندا وحسب وإنّما في العالم كلّه إذ سيكون هناك مجموعات من مائة وتسع وأربعين بلدًا والعديد من الأساقفة حوالي التسعمائة أسقفـًا!
إنّهم يرغبون بالتأكيد بأن يلتقوا الأب الأقدس ولكنّني أعتقد أنّهم يريدون أيضًا خلال سنة الرَّحمة هذه أن يزوروا كراكوفيا عاصمة الرَّحمة الإلهيّة. هناك أعطى يسوع رسائل للعالم بأسره: لقد أعطاها من خلال الأخت فاوستينا ولكن ماذا كان بإمكانها أن تفعل وحدها؟ ولذلك جاء رسول آخر، يوحنّا بولس الثاني الذي حمل هذه الرِّسالة أيضًا، هذه النّار حول التقوى للرَّحمة الإلهيّة في العالم بأسره، والآن أيضًا البابا فرنسيس من خلال موضوع الرَّحمة.
وبالتالي أعتقد أنّ الشباب سينالون هذه الرِّسالة التي سيحملونها معهم إلى العالم كلّه ورسالة الرَّحمة هذه ستكون ثمار هذا اليوم العالمي. لقد كانت الأخت فاوستينا تقول: "إن كنتم تريدون السّلام فعليكم أن تتوجّهوا إلى الرَّحمة الإلهيّة".
خلال اليوم العالميّ للشّباب ستلتقي شخصيّتان رائعتان يوحنّا بولس الثاني قدِّيس الشَّباب والبابا فرنسيس محبوب الشَّباب وبالتالي يمكننا أن نرى الاستمراريّة من خلال هذا الأمر: فيوحنّا بولس الثاني بدأ بهذه المبادرة ومن ثمّ تبعه بندكتس السّادس عشر والآن البابا فرنسيس.
لقد رأى يوحنّا بولس الثاني أنّ الشّباب يبحثون ويتساءلون ورأى أنّه ينبغي علينا أن نعطيهم أجوبة ونقودهم، وبأنّهم بحاجة لراع صالح ورعاة صالحين وهنا يتحقـَّق هذا الأمر. والمميّز في اليوم العالميّ للشباب في هذه السَّنة أنَّ يوحنّا بولس الثاني سيكون حاضرًا بشكلٍ جديد لاسيَّما وأنَّ العديد من الناس يرفعون صلاتهم إلى الله بواسطة شفاعة يوحنّا بولس الثاني ونرى العديد من النِعم والأعاجيب. فعندما كان يطلب أحد منه أن يصلّي من أجله لم يكن ينساه، وأعتقد أنّه لا يزال اليوم أيضًا يقوم بالأمر عينه عندما يطلب أحدًا شفاعته لدى الله.
إذاعة الفاتيكان.