البابا فرنسيس إلى ميانمار وبنغلادش

متفرقات

البابا فرنسيس إلى ميانمار وبنغلادش

 

 

البابا فرنسيس إلى ميانمار وبنغلادش

 

 

 

 

 

يتابع قداسة البابا فرنسيس حجّه في العالم وقد وصل صباح يوم الاثنين للمرة الثالثة إلى آسيا وبالتحديد إلى يانغون عاصمة ميانمار ليكون أوّل حبر أعظم يزور جمهورية اتحاد ميانمار، لينتقل بعدها في الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري إلى بنغلادش. وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حدثنا فيها حول معنى وأهميّة هذه الزيارة.

 

قال أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان تشكّل الجماعة المسيحيّة في هذين البلدين أقليّة داخل أكثريّة مسلمة في بنغلادش وبوذيّة في ميانمار؛ وبالتالي من المنطق أن يتوّجه اهتمام الأب الأقدس في هذه الزيارة إلى الجماعة المسيحيّة للتعبير عن قربه ودعمه وفي الوقت عينه أعتقد أن الحبر الأعظم سيشجّع هذه الجماعات ويثبّتها في الإيمان ليكون حضورها علامة سلام ومصالحة وتضامن داخل المجتمع ولكي تعمل في سبيل الخير العام ولا تُعتبر غريبة عن واقع بلادها بل تكون مندمجة وقادرة على تقديم إسهام للنمو المدني والسلمي في هذين البلدين.

 

تابع الكاردينال بييترو بارولين مجيبًا على سؤال حول إن كان البابا فرنسيس سيدعو مجدّدًا إلى البحث عن دروب للحوار في جو التوترات التي تعيشها القارة الآسيويّة وقال أعتقد ذلك نعم. إن الأب الأقدس قد دعا مرّات عديدة للبحث عن دروب الحوار لحل النزاعات القائمة؛ وأعتقد أنَّ وجوده في آسيا وتحديدًا في منطقة قريبة من منطقة الأزمة التي تقلق العالم سيشكّل فرصة مناسبة لتجديد هذا النداء. فالأب الأقدس مستعدٌّ على الدوام لكي يقدّم مساعدته ومساعدة الكرسيّ الرسوليّ في السّعي لمواجهة وحلِّ هذه المشاكل من خلال الحوار والمحادثات واللقاء. أعتقد مرّة أخرى أنّه في هذه الحالة سيجدّد الدّعوة لعلمِه أنَّه لا يمكن تقديم حلٍّ سلميّ لهذا الوضع إلّا من خلال هذه الوسائل ولعلمِه أيضًا أنَّه، وكما ردّد الباباوات عبر العصور، لا شيء يضيع بالسّلام أمّا الحرب فتُضيِّع كلَّ شيء، وبشكلٍ خاص إذا كان الأمر يتعلّق بحرب ذُريّة.

 

أضاف أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول اللاجئين في هذين البلدين وإن كان الأب الأقدس سيطلب من الحكومات ومن الجماعة الدوليّة أن تجد حلاً لهذه المأساة البشريّة وقال نعم بالتأكيد. جميعنا نعلم أنّ البابا قد عبَّر لمرّات عديدة عن اهتمامه إزاء وضع هؤلاء اللاجئين، يكفي أن نفكِّر بالنداء الذي أطلقه بعد صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء" في الرابع والعشرين من أيار مايو لعام 2015. وبالتالي من الطبيعيّ أن يأتي نداء الأب الأقدس في خطِّ التشديد على استقبال اللاجئين والتعبير أيضًا عن تقديره وشكره للبلدان التي تأخذ على عاتقها هؤلاء الأشخاص الذين يهربون من بلدانهم والذين يحتاجون للمساعدة والعون بسبب أوضاع الهشاشة والألم التي يعيشون فيها. ومن ثمَّ يتوجّه نداءه أيضًا في خطِّ دعوة الجماعة الدوليّة لتقديم كامل الإغاثة البشريّة الممكنة إزاء هذه المأساة. أعتقد في النهاية أنَّ نداءه سيشكِّل دعوة من أجل حلٍّ ثابت لهذه المشاكل ولاسيّما فيما يتعلَّق بولاية راخين في ميانمار واللاجئين الذين يعيشون هذا الوضع. حلٌّ ثابت تسعى إليه جميع الأطراف بروح إنسانيّة ويأخذ بعين الاعتبار أيضًا أهميّة الحصول على الجنسيّة عالمين أنَّ هذا الحلّ وحده بإمكانه أن يقدّم الثبات والسّلام والنمو في تلك المنطقة وجميع مناطق النزاعات.

 

تابع الكاردينال بييترو بارولين مجيبًا على سؤال حول العلاقة بين الفقر والفيضانات التي تسببها التغيّرات المناخيّة في بنغلادش وقال أعتقد أن الأب الأقدس يسلِّط الضّوء في الرّسالة العامّة "كُن مسبّحًا" حول العلاقة بين الفقر والتغيّرات المناخيّة بمعنى أنَّ الفقراء هم أكثر الذين يتألّمون بسبب نتائج التغيّرات المناخيّة، والبلدان الفقيرة هي الأكثر عرضة لهذه الظواهر. هذا الأمر يحصل أيضًا في بنغلادش حيث نجد هذه العلاقة بين الفقر والتغيّرات المناخيّة والإنحلال البيئي، حتى وإن كانت هذه الحالة الأخيرة تستحقُّ الإصرار أو التذكير بأنّه قد تمَّ القيام بخطوات ملحوظة في المسيرة قدمًا إن كان فيما يتعلَّق بالعناية بالبيئة وإمّا في الكفاح ضدَّ الفقر. هذا الأمر يشجّع البلاد على المضي قدمًا في هذا الاتجاه بدون أن ننسى أنّ هناك حاجة أيضًا لمساعدة المجتمع الدوليّ الذي يجب أن يعضد الجهود لكي يتمَّ الخروج من وضع الفقر هذا والاعتناء بالبيئة في الوقت عينه.

 

وختم أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين حديثه لإذاعتنا مُجيبًا على سؤال حول ما سيقترحه الأب الأقدس خلال لقاءاته مع القادة الدّينيّين المحليّين وقال سيقترح ما اقترحه دائمًا في البلدان التي تقيم فيها ديانات مختلفة أي الحوار ما بين الأديان كشكل من أشكال اللقاء بين الأديان والتعاون من أجل الخير العامّ في المجتمع. فالفكرة هي أنَّه يمكن للأديان أن تقدِّم إسهامها الملحوظ في سبيل السّلام والتنمية على المصالحة والتعايش السلميّ بين الشعوب وبأنّه بإمكانها أن تتّحد معًا للعمل داخل البلدان.

 

 

إذاعة الفاتيكان.