اختتام الاحتفال بالمئوية الثامنة لرهبنة الدومينيكان

متفرقات

اختتام الاحتفال بالمئوية الثامنة لرهبنة الدومينيكان

 

 

 

 

 

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس القداس الإلهي في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران في اختتام الاحتفال بالمئوية الثامنة لرهبنة الدومينيكان، وألقى عظة للمناسبة استهلها بالقول:

 

إن كلمة الله اليوم تقدّم لنا مشهدين متناقضين: من جهة أولى "كرنفال" الفضولية الدنيوية، ومن جهة ثانية تمجيد الآب من خلال الأعمال الصالحة.

 

 حياتنا تتحرّك دائما بين هذين المشهدين الموجودين في كل عصر، كما تُظهر كلمات القديس بولس الموجَّهة إلى طيموتاوس (2 طيموتاوس 4، 1 ـ 5).

 

وأضاف الأب الأقدس أن بولس الرسول أعلم طيموتاوس بأن عليه إعلان الإنجيل في إطار يبحث فيه الناس دائمًا عن "معلمين" جددا، "خرافات"، إيديولوجيات... وأشار البابا فرنسيس من ثم إلى أن هذا هو "كرنفال" الفضولية الدنيوية. ولهذا يعلّم بولس الرسول تلميذه مستخدمًا أيضًا أفعالا قوية مثل "ألحّ"، "وبِّخ"، "أنذر"، ومن ثم "كن حذرًا" و"تحمّل المشقّات".

 

وتابع البابا فرنسيس عظته مشيرًا إلى أنه ولألفي سنة خلت، كان رسل الإنجيل أمام هذا المشهد الذي تطوّر جدا وتعولم في أيامنا الحاضرة بسبب إغراء النسبية الذاتية. وسلط الضوء على المظاهر والاستهلاك، لافتًا إلى ما يُسمى "بالمجتمع السائل" بدون نقاط ثابتة، والخالي من المراجع المتينة، ومتوقفًا أيضًا عند ثقافة الزائل.

 

وأضاف الأب الأقدس أنه أمام هذا "الكرنفال" الدنيوي يبان بشكل واضح المشهد الآخر الذي نجده في كلمات يسوع "فيمجِّدوا أباكُمُ الذي في السَّموات" (متى 5، 16)، وسلط الضوء هكذا على الأعمال الصالحة للذين وإذ أصبحوا تلاميذ يسوع، أصبحوا "ملحًا" و"نورًا". و"هكذا فليُضِئ نورُكم للنَّاس ـ يقول يسوع ـ لِيَرَوا أعمالَكُم الصَّالحة، فيمجِّدوا أباكُمُ الذي في السَّموات" (متى 5، 16).

 

في وسط "كرنفال" الأمس واليوم، هذا هو جواب يسوع والكنيسة، هذا هو السند المتين وسط المجتمع "السائل": الأعمال الصالحة التي نستطيع القيام بها بفضل المسيح وروحه القدوس. وشدد الأب الأقدس بالتالي على أهمية ألا يفسد الملح وألا يخفى النور. ويقول يسوع ذلك بشكل واضح جدًا: فإذا فسدَ الملح فلا يصلح بعد ذلك لشيء.

 

وفي ختام عظته في بازيليك القديس يوحنا اللاتيران لمناسبة اختتام الاحتفال بالمئوية الثامنة لرهبنة الدومينيكان، قال البابا فرنسيس: نرفع اليوم المجد للآب على العمل الذي قام به القديس دومينيك لثمانمائة سنة خلت؛ عمل في خدمة الإنجيل من خلال القول والحياة؛ عمل ساعد الكثير من الرجال والنساء، وبنعمة الروح القدس، كي يشعروا بطعم التعليم السليم، طعم الإنجيل، وأصبحوا بدورهم نورًا وملحًا، صانعي أعمال صالحة... وأخوة وأخوات حقيقيين يمجّدون الله ويعلّمون تمجيد الله من خلال الأعمال الصالحة.

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.