أَعلِنوا كلمَة الله وأَلحَّوا فيها بوَقتها وبغير وَقتِها

متفرقات

أَعلِنوا كلمَة الله وأَلحَّوا فيها بوَقتها وبغير وَقتِها

 

 

 

 

 

أَعلِنوا كلمَة الله وأَلحَّوا فيها بوَقتها وبغير وَقتِها

 

 

ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر الاثنين القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس منح خلاله السيامة الأسقفية للمونسنيور فلاديمار ستانيسلاو سومرتاغ، والمونسينيور ألفرد شويريب، والمونسينيور خوسيه أفيلّينو بيتَّنكور، وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة تحدث فيها عن دور الأسقف وأهميته وقال:

 

في الأسقف المحاط بكهنته يحضر بينكم ربنا يسوع المسيح الكاهن الأعظم. فالمسيح، في الواقع، هو الذي يتابع من خلال الأسقف بشارة إنجيل الخلاص وتقديس المؤمنين بواسطة أسرار الإيمان، والمسيح من خلال أبوة الأسقف هو الذي ينمي الأعضاء الجديدة في الكنيسة جسده، هو المسيح أيضًا الذي بحكمة الأسقف وفطنته يقود شعب الله في مسيرة حجّه الأرضي نحو السعادة الأبديّة.

 

 اقبلوا إذًا بفرح وامتنان إخوتنا الأساقفة هؤلاء الذين بوضع أيدينا نحن الأساقفة، نشركهم اليوم في مجمع الأساقفة، فقدِّموا لهم الاحترام الواجب كخدام للمسيح وموزعين لأسرار الله، أُوكلت إليهم الشهادة للإنجيل وخدمة الروح للتقديس.

 

أمّا بالنسبة لكم أيّها الإخوة الأعزّاء المختارون من الرّبّ تأمَّلوا بأنه تم اختياركم من الناس وللناس وأُقمتم للاهتمام بأمور الله، وليس بالأمور الأخرى. إن كلمة أسقفيّة في الواقع هي اسم خدمة لأن الأسقف مدعو للخدمة ولا للتسلّط بحسب وصية المعلّم: "ليكن الأَكبَر فيكم كأَنَّه الأَصغر، والمترَئِّس كأَنَّه الخادم"، ولذلك اهربوا من تجربة أن تصبحوا أمراء.

 

 أَعلِنوا كلمَة الله وأَلحَّوا فيها بوَقتها وبغير وَقتِها، وَبِّخوا وأَنذِروا والزَموا الصَّبرَ والتَّعليم؛ ومن خلال الصلاة وتقدمة الذبيحة من أجل شعبكم، استقوا من قداسة المسيح غنى الله المُتعدِّد الأشكال. إن صلاة الأسقف هي أول واجب له.

 

عندما أخذ اليَهودُ الهِلِّيِنُّيونَ يَتَذَمَّرونَ على العِبرانيِّين لأَنَّ أَرامِلَهم يُهمَلنَ في خِدَمةِ تَوزيعِ الأَرزاقِ اليَومِيَّة؛ َدَعا الاِثنا عَشَرَ جَماعَةَ التَّلاميذ وبقوّة الروح القدس أسسوا الشماسيّة، وعندما شرح بطرس هذا الأمر قال: "ابحَثوا، أَيُّها الإِخوَة، عن سَبعَةِ رِجالٍ مِنكُم لَهم سُمعَةٌ طَيِّبَة، مُمتَلِئينَ مِنَ الرُّوحِ والحِكمَة، فنُقيمَهم على هذا العَمَل، ونُواظِبُ نَحنُ على الصَّلاةِ وخِدمَةِ كلِمَةِ الله" (راجع أعمال 6، 1- 7). وبالتالي فأول واجب للأسقف هو الصلاة، والأسقف الذي لا يُصلّي لا يقوم بواجبه ولا يحقق دعوته.  

 

 كونوا حارسين أمناء وموزعين لأسرار المسيح في الكنيسة الموكلة إليكم، إتبعوا مثال الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه وهو لا يتوانى أبدًا عن بذل حياته من أجلها. أحبّوا بمحبّة أبويّة وأخويّة جميع الذي أوكلهم الله إليكم لاسيما الكهنة والشمامسة معاونيكم في الكهنوت. كونوا قريبين من كهنتكم وليجدوكم بقربهم دائمًا عندما يحتاجون إليكم. إقتربوا أيضًا من الفقراء والضعفاء والمحتاجين لمساعدة واستقبال. شجِّعوا المؤمنين على التعاون في الالتزام الرسولي وأصغوا إليهم.

 

إنتبهوا أيضًا للذين لا ينتمون إلى حظيرة المسيح لأنّ الرب قد أوكِلهم إليكم أيضًا؛ وتذكّروا أنكم – في الكنيسة الكاثوليكيّة التي تجتمع في رابط المحبّة – تتَّحدون في مجمع الأساقفة وعليكم أن تحملوا في ذواتكم الاهتمام بجميع الكنائس واعضدوا بسخاء تلك الأكثر حاجة للمساعدة.

 

اسهروا بمحبة على قطيعكم حيث وضعكم الروح القدس لتدعموا كنيسة الله وتدافعوا عنها: باسم الآب الذي تظهر صورته من خلالكم، والابن الذي أقامكم معلمين وكهنة ورعاة، والروح القدس الذي يعطي الحياة للكنيسة وبقوته يعضد ضعفنا.

 

 

 

 

 

إذاعة الفاتيكان.