إحتفل البابا فرنسيس هذا الثلاثاء بالقدّاس الصباحيّ في كابلّة بيت القدّيسة مرتا بدولة حاضرة الفاتيكان. تمحورت عظة البابا حول أهميّة الإعتراف عن الخطايا المقترفة وأكّد أنّ الشّخص الذي يتوجّه إلى كرسي الاعتراف كي يتمِّم واجباته وحسب ولا يخجل من الذنب الذي ارتكبه كأنّه لم يعترف بتاتًا.
إعتبر البابا أنّ الاعتراف يحتاج أيضا إلى التوبة والصّلاة وهو بحدِّ ذاته سرّ يصعب فهمه، مشيرًا إلى ضرورة أن نُدرك العجائب التي صنعها الله بداخلنا من خلال رحمته وذلك كي نتمكّن من ممارسة هذه الرّحمة بدورنا حيال الآخرين. وحذّر من مغبّة السّعي إلى "سرقة مغفرة مزيفة" في كرسيّ الإعتراف.
وأشار البابا إلى مثل الإنجيل (متى 18/ 21 -35) الذي يرويه يسوع إذ يتحدّث عن الرّجل الذي غفر له سيّده وهو لم يغفر بدوره إلى أحد زملائه. وأكّد أنّ هذا الخادم الذي نال مغفرة سيّده تكوّن لديه الانطباع بأنّه تحايل على سيّده وهو في الواقع لم يفهم سخاء الغفران الذي ناله. وحذّر البابا المؤمنين من مغبّة الشّعور بهذا الأمر لدى خروجهم من كرسيّ الاعتراف.
وتحدّث البابا فرنسيس في هذا السّياق عن وجود أشخاص يعترفون ثمّ يفعلون ما يطلبه منهم الكاهن كتلاوة صلاة "السلام عليك يا مريم" ثلاث مرّات وهم كمن يتوجّه إلى المصرف ليقوم بمعاملة ماليّة ما. إنّ كرسي الإعتراف ليس في الواقع كالمصبغة التي تغسل الثياب وتزيل البقع عنها، وهذا ما يعتقده البعض عندما يشعرون بوجود "بقع" على ضمائرهم ويذهبون للاعتراف دون أن يشعروا بالخجل.
الإنسان يستطيع أن يغفر للآخرين عندما يشعر أنّ ذنوبه غُفرت له وبالتالي من لا يعلم أنّ ذنوبه غُفرت يكون عاجزًا عن ممارسة المغفرة تجاه الآخرين. وشدّد البابا على ضرورة أن تكون المغفرة تامّة وكاملة، دون أن نسعى إلى محاسبة من أساؤوا إلينا. وهذا يحصل عندما يتوب الإنسان من صميم القلب، ويخجل من الخطايا التي ارتكبها ويطلب من الله أن يغفر له.
في ختام عظته في القدّاس الصباحيّ في كابلّة القدّيسة مارتا سأل البابا فرنسيس الرَّبَّ أن يهبنا نعمة المغفرة للآخرين على الدّوام، أي سبعين مرَّة سبع مرَّات، كما قال الرَّبُّ يسوع لسمعان بطرس.
الغفران هو نعمة كبيرة، والشّخص الذي يخجل من خطاياه ويطلب المغفرة من الله ويعلم أنّ الله قد منحه الغفران ينبغي أن يطرح على نفسه السؤال التالي: من أنا كي لا أغفر؟
إذاعة الفاتيكان.