"لقد نلنا صداقة يسوع "بالقرعة" وكنصيب ودعوتنا هي أن نبقى أصدقاء الرب" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح يوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي استهلّها انطلاقًا من سفر أعمال الرسل (1/ 15 -26) والتي تخبرنا عن اختيار متيّا الرسول بالقرعة لينضمَّ إلى الرسل الأحد عشر.
قال الأب الأقدس لقد نلنا صداقة الرب كعطيّة ونصيب، وهذه هي دعوتنا: أن نعيش كأصدقاء للرب. وهذه الدعوة عينها قد نالها الرسل. جميعنا نحن المسيحيين قد نلنا هذه العطيّة: الانفتاح والوصول إلى قلب يسوع والصداقة معه. لقد نلنا بالقرعة عطيّة صداقته ونصيبنا هو أن نكون أصدقاءه. إنها عطيّة يحفظها الرب على الدوام وهو أمين لها.
لكن غالبًا ما لا نكون أمناء معه ونبتعد عنه بخطايانا ونزواتنا ولكنّه أمين لصداقته، وبالتالي وكما يذكّرنا إنجيل القديس يوحنا (15/ 9 -17) يقول لنا يسوع "لا أَدعوكم عَبيداً بعدَ اليَوم لِأَنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي"، وهو أمين لكلمته حتّى النهاية، حتى يهوذا هو صديقه والكلمة الأخيرة التي وجّهها له لم تكن "إليك عني". يسوع هو صديقنا.
ويهوذا، كما يقول بطرس في أعمال الرسل (1/15 -17) قد اختار مصيره الجديد واختاره بحريّة وابتعد عن يسوع: "كانَ لابُدَّ أَن تَتِمَّ آيةُ الكِتابِ الَّتي قالَها الرُّوحُ القُدُسُ مِن قَبْلُ بِلِسانِ داود، على يَهوذا الَّذي أَمْسى دَليلاً لِلَّذينَ قَبَضوا على يسوع. فقَد كانَ واحِدًا مِنَّا ونالَ نصيبه في هذه الخدمة"؛ وبالتالي فالإلحاد هو الابتعاد عن يسوع. ويصبح الصديق عدوًّا أو غير مبالٍ أو حتى خائنًا.
اقتَرع الرسل فوَقَعَتِ القُرعَةُ على مَتِّيَّا، فضُمَّ إِلى الرُّسُل الأَحَدَ عَشَر، ليخلف يهوذا ويكون معهم شاهدًا لقيامة يسوع؛ شاهد لعطيّة الحب هذه. إن الصديق هو الذي يتقاسم المرء أسراره معه، ويسوع قد قال: "فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي"، وبالتالي فهذه الصداقة التي نلناها كنصيب هي تمامًا كتلك التي نالها يهوذا ومتيّا.
لنفكّر بهذا الأمر، هو لا يرفض هذه العطيّة ولا يرفضنا، بل ينتظرنا حتى النهاية، وعندما نسقط بسبب ضعفنا نبتعد عنه ولكنّه ينتظرنا ويقول لنا على الدوام: "يا صديقي أنا أنتظرك. ماذا تريد يا صديقي؟ لماذا تسلِّمني بقبلة يا صديقي؟". هو أمين في الصداقة وعلينا أن نطلب منه نعمة الثبات في محبّته وفي صداقته، في تلك الصداقة التي نلناها كعطيّة ونصيب منه.
إذاعة الفاتيكان.