عُقِدَت ندوة صحفيّة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، حول "أمانة مريم"، تطرّقت إلى أمانة مريم واستمراريتها من خلال ظهور فاطيما، أمانة مريم الإنجيليّة من سرّ الصّليب إلى الآن، مريم أيقونة أمانة في الإيمان والرّجاء والمحبّة، وأمانة البشرى.
شارك فيها مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المرسل اللبنانيّ في إكليريكيّة حريصا الأب جورج كيروز، خوري رعيّة مارجرجس الاب شربل قصيفي، أمين حركة التنظيم الأستاذ عُباد زوين، والشاعرة والإعلاميّة مي منصور. وحضرها عدد من جماعة الغوص إلى العمق، وإعلاميين ومهتمين.
رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال: "أين نحن أبناء مريم، من أمانة مريم؟ الأمانة هي طريقة حياة وإلتزام، وصدق وإخلاص. كم نحن بحاجة اليوم إلى عيش الأمانة في حياتنا المسيحيّة على مثال أمّنا مريم العذراء؟ أمانة مريم ابتدأت بالبشارة، ولم تنته على أقدام الصّليب إنّما ما زالت مستمرّة حتى اليوم في رعايتها للكنيسة.
هكذا نحن علينا أن نكون أمينين على ما ائتمنّا عليه. أن نكون أمينين على مواعيد عمادنا والتزامنا المسيحيّ ليس بالقول وحسب إنّما بالفعل. يجب أن نعيش الأمانة، على مثال مريم في عملنا وعائلتنا، يجب أن نعيش الأمانة على مستوى الوطن، حبّ الوطن والأرض ولا نفرط بها.
يجب أن نعيش الأمانة على المستوى السياسيّ. المسؤولون السياسيّين مدعوّين اليوم إلى تحمّل مسؤولياتهم، الشّعب ائتمنهم على مقدرات الوطن وهم اليوم يحاولون وضع قانون للإنتخابات يضمن حصصهم، إنّما المطلوب وضع قانون انتخاب يجعل من صوت كلّ لبناني صوت فاعل وله قيمته ويؤمّن التوازن كما ينصّ الميثاق الوطنيّ الذي ارتضيناه دستورًا لنا.
نسأل الله بشفاعة أمّنا مريم العذراء أن يلهم المسؤولين في بلدنا حتّى يحفظوا الأمانة وينقذوا هذا الوطن".
ثمّ كانت كلمة الشّاعرة مي منصور "أمانة مريم وإستمراريتها بفاطمه" فقالت:
"إمتيازات مريم أمانه مطلقه لرّبّ السّما والأرض، الأمانه بتتجلى بالصّلا، وأعظم صلا قالتها مريم: "لتكن" هالكلمه للّي الله خلق فيها العالم وكان لا بدّ من كلمة "ليكن" يقولها مخلوق
ت يقدر يخلص العالم وهالكلمه قالتها مريم "ليكن لي بحسب قولك" وهيك، فتحت الباب الجبّار لتتميم عمل الفداء. وبعد التجسد للّي فتحتلو الباب مريم بنعمها "ليكن" كان لا بدّ انّو تلفظ مرّه تالتي بالصلا للّي علّمنا ياها ربنا يسوع "لتكن مشيئتك بالأرض متممي متلما هيي بالسّما".
يعني مريم عملت تكريس كامل للمشيئه الإلهيّه وداقت صلاح الأزليّ، وعاشت بأمانه كلّ حياتها مظلّلي بقدرة الله العليّ والرّوح القدس محتلّ كيانها ويسوع بقلبها… وهيك مريم عاشت بأمانه كلمتها لوعد الله بكامل وجودها، إن بالفرح أو بالحزن وحتى بالمجد!
مع يسوع ساهمت بإنو نربح الهديه الرائعه للي بدو يعطيها الرّبّ للبشريه وهيي مشيئتو تملك بين الناس… وعلى صورة مريم نكون أمناء لعهود المعموديه.
هيدي مريم المرأه الملتحفي بالشّمس، العم تحاول تعملو من خلال ظهوراتها بفاطمه.
مع أمانة مريم وطهر مريم ومحبّة مريم، بدها تواضع مريم بتوصلنا نتكرّس لقلبها الطاهر ونكرّس وطنا لبنان، ورح نسافر لفاطمه بالبرتغال حتى نثبت هالتكريس بأمانه.
أمانة مريم بالبشاره، وبالهروب على مصر، وعند اجرين الصليب، أمانة مريم ما تغيّرت أبدًا. وأمانة مريم للي خلتها تنزل من السّما وبفاطمه وتطلب التكريس لقلبها الطاهر لتكون أمينه لأسمها "أمّ المخلّص" و"شريكة الفدى". مريم تحفة الخالق الكاملة بالأمومي والأمانة والطاعة والوداعة والإيمان، قلبها مخزن الإنجيل.
أمانة مريم فتحت باب السّما للي سكرتو حوا بعصيانها وعدم أمانتها، أمانة مريم وصلتها تكون المرا الملتحفي بالشمس للي عم تحارب التنين وتعمي عيونو بشعلة قلبها الطاهر وصدق أمانتها، هوي العاصي الشّرير، للي حزّر منّو يسوع بصلاة الأبانا "نجينا من الشّرير". مريم شريكة الفدى وقدوة الإيمان، الأمانه حفظت مريم بالطهاره.
ولأنّ الله، جاب كلّ واحد منّا على الحياة، في عندو لكلّ واحد مشروعو الخلاصي.. بدها يّانا العدرا نفتح قلوبنا حتى هالقلوب تكون سما جديده ليسوع.. واكتر، تكون بيوت قربان حقيقيّه يسكنها الثالوث.
مريم عم تجمعنا من خلال هالتكريس حتى تقدمنا هدايا حبّ للآب السّماوي لأن كلّ واحد منّا هديه تمينه بعيون الآب. ولبنان عم يستعد لهالعرس للي رح بيصير بحزيران الزحف لعند سيّدة فاطمه عل البرتغال من لبنان ومن الإنتشار اللبناني ويلتقو عند المرأه الملتحفي بالشمس – شمس الحقيقه للي نعطالها القدره والسلطان والرساله لسحق راس الشيطان وزجو بالهاويه للأبد!
هيدي امانة مريم العدرا، لرسالتها الأموميه: تجمع البشر من كل جنس ولون وتحضنهن بقلبها الطاهر للخلاص الأبدي… وتسحق راس إبليس وتخلّص منو البشريه.. وتردّ الأمانه للثالوث القدوس الخالق. لأن الخليقه ملك خالقها مش مُلك هالكها! رح ينتصر قلب مريم الطاهر بقوّة سرّ القربان ويملك يسوع على كلّ الكون والوجود!”
ثمّ كانت كلمة الأب جورج كيروز "أمانة مريم الإنجيليّة من سرّ الصّليب إلى الآن" فقال:
"لا حادثة في فكر أي إنجيليّ تبغي إظهار هذه المرأة المتواضعة. هنا يُعلَّن مجدُ يسوع والسيّدةُ العذراء تختفي في كُلِّ واقعٍ رسوليٍ لإظهار هذا المجد… هذا دورٌ كبير.
على أقدامِ صليبِ الجلجلة تُختَمُ المريميّة: السيّدةُ وتلميذٌ حبيبُ… أمانةُ أمومةٍ لكنيسةٍ تُلامِسُ كُلَّ قلبٍ يشتهي أن يرتمي على حُضنِ السيّد المسيح… على ما يذكر سيادة المطران جورج خضر. وفي أمانتها كشريكةٍ في سرِّ خلاص الكنيسة ما بعد موت وقيامة السيّد، تداخلت أمومة مريم مَعَ كُلِّ من يحبّ هذا السيد. فالحصادُ كثيرٌ، وهي مرَّاتٍ سببُ تكوين فعلة.
والفعلة، بشرية خاصّة تنحدر من أحشائه. في أمانتها لرسالتها الكنسيّة الخاصّة، تضع العذراء دومًا في الحضنِ الإلهيّ، وتضمنا كليًا إلى الله أُمٌّ برسالةٍ هادئة، مُحبة، وحاضنة. ما كان الأهم أن تفهم كثيرًا… تكفي طاعةٌ وصورةٌ عن كُلِّ كائنٍ مؤمنٍ.
تفترض أمانة السيّدة لأمومتها ورسالتها مجد السيّد، تختفي وتُعلنه. هنا، لا ترى السيّدة نفسها إلاّ خادمةَ ابنها. لا تزيدُ على ابنها: هي معهُ في معيّةٍ. وبديهياً أن يَحِلَّ فيها الرّوح، من أختارها من ماض أزلي.
هنا؛ شبعت السيدة العذراء بالسمائيات. السيدة هنا أحسَّت بالله أبيها وتحاورت معه. تظهر هنا أيضًا الدالّةُ ما بين السيّدة والله، وفي هذا لأن من هي الأمانة في مسارِ دعوتها تُظهر خفايا هذه الدّعوة وربما تشتكي! فالأمانة ديمومة واستمرارية… وعلى ركيزةِ المسؤوليّة هذه تنجح الكنيسة."
ثم تحدث الخوري شربل القصّيفي "مريم ايقونة امانة في الايمان والرجاء والمحبة":
فقال "مريم، أم الله والكنيسة، جسدّت في مسيرة حياتها بيننا، كما يظهر الانجيل، الفضائل الالهية الثلاث: الإيمان، الرجاء والمحبة.
أولاً، في التجسد، اظهرت العذراء، كأيقونة ايمان، الثقة والتسليم للارادة الالهية، واضعة نفسها في تصرف الله كخادمة امينة ومتواضعة لمشروع الخلاص، المعد لجميع البشر، سائرة على خطى ابيها ابراهيم "ابو الايمان".
ثانيا، عند الصليب، كشفت مريم، كأيقونة رجاء، قوة رجائها في ابنها المصلوب واعطت معنى صلبا للرجاء، حيث الموت والنهايات المؤلمة. لم تقف كباكية على الاطلال، ملؤ قلبها النحيب وفكرها الهم، بل كانت تنظر الى ما هو ابعد من ذلك، ما هو فحوى سر موت ابنها على الصليب: هي التي كانت تحفظ كل كلمة وتتأملها في قلبها. عرفت ان الحب يموت ليعطي الحياة للاخرين وكيف ان الحب هو اقوى من الموت والالم. رأت ان الكلمة الاخيرة ليست للموت بل للقيامة وان انبلاج فجر الانتصار على الخطيئة والموت بدأ لحظة موت ابنها، ابن الله مخلصنا.
ثالثا، ان العذراء كأيقونة محبة، عاشت الامانة في الخدمة المادية والروحية وكشفت لكل مدعو، عن ان التعبير الأصدق لمحبة الله والانسان، يكمن في الخدمة وبذل الذات. فمحبة المسيح التي تأسرنا، تدفعنا دومًا إلى التعبير عنها في أعمال يومية صادقة وجليّة تجاه الاخر.
ان كلمة ايقونة هي تعبير صادق عن امانة مريم في عيش هذه الفضائل الالهية الثلاث، تجاه الله والانسان. فهي تدعونا اليوم وقبل فوات الأوان لتبنّي هذه الاخيرة وعدم الخوف من الشهادة لها في أقوالنا وأعمالنا، كمريم، في عالم شحب فيه الإيمان والرّجاء والمحبة وزاد فيه البغض والخوف والشك. فالعذراء مريم تُذكّرنا بدعوتنا العمادية من خلال عيشنا كأبناء للآب مفتدين بدم يسوع وكهياكل للروح القدس."
واختتمت الندوة بكلمة الأستاذ عباد زوين "أمانة البشرى" فقال:
"مريم، تلك الفتاة اليهودية المخطوبة ليوسف، التي كانت تعيش منذ ألفي سنة، تحت الشريعة الموسوية، التي تقضي برجم الزانية حتى الموت. كيف استطاعت تقبل فكرة الحبل وهي "لم تعرف رجلا"؟ ألم تخشى " ان يطلقها سرًا " خطيبها فتتعرض للرجم؟ و كيف تأكدت من أن الذي ظهر لها كان ملاكًا، لو لم تكن معدة سلفًا وتنتظر مجيء المسيح "عندما تحبل العذراء… و يدعى عمانوئيل". أي أنها مختارة، منذ الأزل، أنقى من النقاء، ليحبل بها بلا دنس، و تقبل، "في ملء الزمن" ، أن تحمل في أحشائها المخلص، له المجد.
تهي أول من تلقى البشرى و لم تتردد في قبولها، رغم عقوبة الرجم. وشهدت حدث ميلاد إبنها المدعو "قدوس الله" ، من بشارة أجواق الملائكة إلى مجيء المجوس. و حملته إلى الهيكل لتتلقى البشرى الثانية "سيجوز سيف في قلبك". و استمرت… ثم حملته إلى مصر وعادت به، وافتقدته في الهيكل، إلى أن أقدمت، واثقة، على إطلاق البشارة والبشرى به للعالم في عرس قانا الجليل. و ظلت ترافقه: إبنًا و ربًا مخلصًا.
آمنت به، ورافقته من الحبل به حتى أقدام الصليب، حيث تألمت ولم تنتحب وهي تشاهد عذابه الرهيب… وأطاعته، فأقامت مع يوحنا… فلماذا لم تنتحب؟ أليست أمًا، وهو وحيدها ؟
بصمت المؤمن انتظرت قيامته، كما انتظرت حلول الروح القدس في العنصرة. تقبلت كل هذه الأمورمذ قالت أنها أمة الرب، ملتزمة دورها بحمل البشرى. و لئن كانت حواء الأولى سببًا للخطيئة، فإن مريم العذراء، أو حواء الجديدة، هي شرط الخلاص.
"وكانت تحفظ كل هذه الأمور في قلبها"، فكانت الإنجيل الأول و الحيّ، الذي "قرأ" فيه الإنجيليون الأربعة أخبار يسوع. ولا شك بان ميزة إنجيل يوحنا تعود لطول مكوثه معها.
وإذ رأيتني في قول سعيد عقل عن مقامها: إنها تحت القدوس وفوق القديس، رحت أتأمل رسالة الرب يسوع الخلاصية، فوجدتها مطروحة على كل البشر إلا على شخص واحد هو مريم العذراء التي جاءت أنقى من النقاء، وهي مخلصة بلا دنس، بل شريكة في مشروع الخلاص، فحق لنا أن ننشدها: "يا أم الله" و"شريكة شريكة أنت في الفداء"…. فمن مثل مريم؟ وأي أمانة في بشرى الخلاص السارة تقارب أمانتها؟ فمن مثل مريم؟ وأي أمانة في بشرى الخلاص السارة تقارب أمانتها؟".
المركز الكاثوليكي للإعلام
11آيار 2017