أعطني خطيئتك

متفرقات

أعطني خطيئتك

أعطني خطيئتك


إنّ الله مولعٌ بصِغَرِنا ورحمته لا تعرف نهاية، هي كلمسةِ حنان وعناق والديّ يمنحان التّعزية والأمان للأبناء.

الرَّبُّ رحيمٌ ومحبّته عظيمة، قراءة نبي أشعيا (41/ 13 -20) فيها "مونولوجًا" للرّبّ يمكننا أن نفهم من خلاله أنّ الله يختار شعبه ليس لأنّه شعبٌ كبير وعظيم وإنّما لأنّه الأصغر والأضعف بين جميع الشّعوب.


فالله مولعٌ بهذا الضعف وبهذا الصِغَر، وفي هذا الـ "مونولوج" يُمكننا أن نرى محبّته الحنونة كمحبّة الأب والأم عندما يتكلّمان مع طفلهما الذي يستيقظ في اللّيل خائفًا بسبب الحلم الذي راوده ويُطمئِناه كما يقول الرّبّ: "أنا آخُذُ بِيَمينِكَ...لا تَخَف..."؛ نعرف جميعًا لمسات حنان الأب الأم عندما يكون الطفل خائفًا ومُرتعبًا؛ وهكذا هي أيضًا رحمة الله: "لا تخف أنا هنا، أنا أحبُّ ضعفك وصغرك، لا تخف من خطاياك، فأنا أحبّك كثيرًا وجئت إليك لأغفر لك".


 يُخبر عن قدّيس كان يقدّم الكثير من الإماتات للرّبّ ولكن الرّبّ كان يطلب منه على الدّوام إماتات أكثر إلى أن قال له ذلك القدّيس بأنّه لم يعُدْ يملك شيئًا ليقدّمه فأجابه الله عندها إذًا أعطني خطاياك! نعم الرّبّ يريد أن يأخذ على عاتقه ضعفنا وخطايانا وتعبنا. كم من مرّة قال لنا يسوع: "تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"، وهكذا أيضًا يقول لنا الله الآب: "أَنا الرَّب إِلهكَ آخُذُ بِيَمينِكَ، لا تخف أيّها الصغير، سأعطيك القوّة، أعطني كلّ ما لديك وأنا سأغفر لك وسأمنحك السّلام".


 هذه هي لمسات حنان الله، لمسات حنان أبينا عندما يعبّر لنا عن رحمته، نحن نغضب غالبًا عندما نُخطئ ولا تسير الأمور جيّدًا ونبدأ بالصراخ ونفقد الصبر... لكن الله يقول لنا: "لا تقلق، لقد أخطأتَ نعم، ولكن لا تخف أنا أسامحك، أعطني خطيئتك"، هذا ما يعنيه المزمور 145 "الربُّ رحيمٌ ومحبّته عظيمة"، نحن صغار وضعفاء وهو يُعطينا كلّ شيء ولكنّه يطلب منّا بالمقابل فقط أن نعطيه ضعفنا وصغرنا وخطايانا ليغمرنا ويعانقنا بحنانه.


 لنطلب من الرّبّ أن يوقِظَ في كلّ فردٍ منّا وفي الشّعب بأسره الإيمان بهذه الأبوّة وبهذه الرّحمة الموجودة في قلبه. وليجعلنا هذا الإيمان بأبوّته ورحمته أكثر رحمة تُجاه الآخرين. 


البابا فرنسيس - الفاتيكان.