الأحد السابع عشر من زمن العنصرة

قراءات اليوم

الأحد السابع عشر من زمن العنصرة

 

 

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة (13/ 8 -14)

 

مثل السامريّ الصالح

 

 

 

 

 

يا إخوَتي: لا يَكُنْ عَلَيْكُم لأَحَدٍ دَيْنٌ إِلاَّ حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض. فَمَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ أَتَمَّ الشَّرِيعَة؛

 

لأَنَّ الوَصَايَا: «لا تَزْنِ! لا تَقْتُلْ! لا تَسْرِقْ! لا تَشْتَهِ!»، وأَيَّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى، تَخْتَصِرُهَا هذِهِ الكَلِمَة:

 

«أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ!».

 

إِنَّ المَحَبَّةَ لا تَصْنَعُ بِالقَريبِ شَرًّا؛ إِذًا فَٱلمَحَبَّةُ هِيَ كَمَالُ الشَّرِيعَة.

 

وإِنَّكُم لَعَالِمُونَ في أَيِّ وَقْتٍ نَحْن: لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِتَسْتَيْقِظُوا مِنَ النَّوْم! لأَنَّ الخَلاَصَ أَقْرَبُ إِلَيْنَا اليَوْمَ

 

مِمَّا كَانَ يَوْمَ آمَنَّا.

 

لَقَدْ تَنَاهَى اللَّيلُ وٱقْتَرَبَ النَّهَار. إِذًا فَلْنَطْرَحْ أَعْمَالَ الظُّلْمَة، ونَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّور.

 

وَلْنَسْلُكْ سُلُوكًا لائِقًا كَمَا في وَضْحِ النَّهَار، لا في القُصُوفِ والسُّكْر، ولا في الفُجُورِ وَالفَحْشَاء، ولا في

 

الخِصَامِ والحَسَد،

 

ولا تَهْتَمُّوا بِالجَسَدِ لِقَضَاءِ شَهَوَاتِهِ، بَلِ ٱلْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيح!

 

 

البُعد الروحي:

 

المحبّة هي طليعة قواعد الحياة المسيحيّة، وكمالها جميعًا. يخصّها الرّسول بميزتين: الأولى، "لا يكن عليكم لأحدٍ دَينٌ إلّا حُبُّ بعضكم لبعض"؛

 

 

والثانية، "المحبّة لا تصنع بالقريب شرًّا".

 

 

والقريب في نظر بولس، هو كلّ إنسان عضو في العائلة البشريّة، وقد توحّدت في المسيح. المحبّة غاية الشريعة، ومختصرها.

 

 

والمسيحيّ المؤمن بموت الربّ وقيامته أصبح إبن النهار، محرّرًا من العالم الشرّير، ومن سلطان الظلام، وصار شريكًا في ملكوت الله.

 

 

هذا هو أساس الحياة الخُلـُـقيّة. ولا يكتفي الرَّسول بتحريض المؤمنين على المسلك الكريم الخُلـُـقيّ، بل يطلب إليهم أن يلبسوا الربّ يسوع، أي أن يدخلوا في علاقة

 

حميمة خاصّة مع المسيح الحيّ القائم بالرّوح القدس.