أحد زيارة العذراء
قراءةٌ من سِفرِ صموئيل الثَّاني، وبارِكْ يا سَيّد (2 صموئيل 6: 9-15+17 +18 ب)
وخافَ داوُدُ مِنَ الرَّبِّ في ذلك اليَومِ وقال:" كَيفَ يَنزِلُ تابوتُ الرَّبِّ عِنْدي؟" ولَم يَشأ داوُدُ أَن يُمالَ إِليه بِتابوتِ الرَّبِّ إلى مدينةِ داوُد. فأَخَذَه داوُدُ إلى بَيتِ أَدومَ الجَتِّيّ. فبقِيَ تابوتُ الرَّبِّ في بَيتِ عوبيدَ أَدومَ الجَتِّيِّ ثَلاثَةَ أَشهُرٍ، فبارَكَ الرَّبُّ عوبيدَ أَدومَ وكلَّ بَيتِه. فأُخبِرَ امَلِكُ داوُدُ وقيلَ لَه أَنَّ الرَّبَّ قد بارَكَ عوبيدَ أَدومَ وكلَّ ما لَه بِسَيَبِ تابوتِ الله. فمَضى داوُدُ وأَصعَدَ تابوتَ اللهِ بِفَرَحٍ مِن بَيتِ عوبيدَ أَدومَ إِلى مَدينةِ داود وَلَمَّا خَطا حامِلو تابوتِ الرَّبِّ سِتَّ خَطوات، ذَبَحَ ثورًا وعِجْلاً مُسَمَّنًا. وكانَ داوُدُ يَرقُصُ ويَدورُ على نَفسِه بَكُلِّ قوته أمام الرَّبّ، وكانَ داوُدُ متَمَنطِقًا بأفودٍ مِن كتّان. وأصعَدض داوُدُ وكلُّ بَيـتِ إِسرائيلَ تابوتَ الرَّبَ، وكانَ داوُدُ متَمَنطِقًا بِأفودٍ مِ، كتّان. وأَصعَدَ داوُدُ وكلُّ بَيتِ إسرائيلَ تابوتَ الرَّبَ بِالهُتافِ وصَوتِ البوق. وأَدخَلوا تابوتَ الرَّبِّ وأقاموه في مَكانِه، في وَسطِ الخَيمَةِ الَّتي نَصَبَها لَه داوُد، وأَصعَدَ داوُدُ مُحرَقاتٍ أمام الرَّبِّ وذبائِحَ سَلامِيَّة، وبارَكَ الشَعبَ بِاسم رَبِّ القوَات.
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية (3/ 15-22)
يا إٍخوَتِي، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا.
فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: «ولأَنْسَالِهِ»، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ «وَلِنَسْلِكَ»، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ المَسِيح!
فأَقُولُ هذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد.
وإِذَا كَانَ المِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم.
إِذًا فَلِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى.
غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد!
إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة.
ولكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ المَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.
البُعد الروحي:
اختار الرسول بولس مثلا ً بشريًّا، أي وصيّة الوالد لأولاده، بالميراث من بعده، وطبّقه على الوعد الذي أعطاه الله لإبراهيمَ أبي الآباء، بأن يُبارك بنسله جميع شعوب الأرض، وكان وعدًا أبديًّا لا يتبدّل ولا يُزاد عليه، لأنّه صادر عن الله مباشرة دون وسيط.
أمّا الشريعة فقد أ ُضيفت إلى الوعد الأساسيّ على أيدي وسطاء، موسى والملائكة، وهي، وإن كانت إلهيّة، لا يسعها أن تحقـّق قصد الله الخلاصيّ الشامل لجميع البشر، لأنّها شطرت البشريّة إلى قسمَين: يَهودًا وأممًا!
أمّا يسوع المسيح ابن العذراء فهو إبن الوعد، نسل إبراهيم (في صورة المفرد، لا "أنسال" الجمع)، وهو البركة والخلاص لجميع الشعوب، و"الوسيط الوحيد" بين الله والبشر. إذاً فقصد الله لا يتحقـّق إلّا بالإيمان بيسوع المسيح.