سيرة حياة الطوباويّ البطريرك مار إسطفان بطرس الدويهيّ الإهدنيّ

على درب القداسة

سيرة حياة الطوباويّ البطريرك مار إسطفان بطرس الدويهيّ الإهدنيّ

الكنيسة المارونيّة مَدينةٌ بنشأتها لأبيها الناسك القدّيس مارون، وبجمع شملها في لبنان لبطريركها الأوّل القدّيس يوحنّا مارون، وبمواجهتها الصعاب وبتنظيمها لبطريركها الإهدنيّ الطوباويّ إسطفان الدويهيّ.

ولد إسطفان الدويهي في إهدن (شمال لبنان) في 2 آب 1630 المُصادِف عيد القديس إسطفانوس رئيس الشمامسة وأوّل الشهداء، لذلك دُعِيَ باسمِهِ، من أبَوَيْن يتّقيانِ الله، هُما: الشدياق مخايل الدويهي، والحاجّة مريم الدويهي. وكان له شقيقٌ واحدٌ يدعى موسى. قَبِلَ سرّ العماد المقدّس، في كنيسة مار ماما – إهدن، في 10 آب 1630.

توفي والدُهُ، وهو ما يزالُ في الثالثة من عمره. أرسَلَتهُ والدته إلى مدرسة القرية ليتعلّم مبادئ اللغتين السريانية والعربية، وليتربّى على أصول الإيمان والأخلاق وممارسة الطقوس البيعيّة. ومنذ نعومة أظفاره ظهرت عليه علامات التفوّق في العلم، وبشائر التقوى والغيرة على بيت الربّ.

إختارَه المطران الياس الإهدني والبطريرك جرجس عميرة الإهدني مع عدد من أولاد الطائفة وأرسلوهم الى المدرسة المارونية في روما وهكذا دخل سلك الإكليروس سنة 1641 وقُبَيْل ذهابه إلى روما إقتبل رتبة قصّ الشعر، رمز الكفر بالعالم واتباع المسيح والتكرّس لخدمته. في روما، إنكَبَّ إسطفان على الدرس والصلاة، فتفوّق على أقرانه، حتى قيل فيه إنّه كان "على شبه النسر الذي يفوق كلّ الطيور بالطيران" وكان "يُلالي بينَ أولاد المدارس كالشمس بين الكواكب".

بَعدَ أن أتقن إسطفان اللغات: اللاتينيّة واليونانيّة والعبريّة، وبرع في المنطق والرياضيّات والفصاحة، ونبغ في الفلسفة فَقَدَ نور عينيه سنة 1648 من كَثرَةِ الدرس والمطالعة والبحث، واصلاً الليل بالنهار، مجتهدًا في التحصيل داخل المدرسة وخارجها. وخلال عَماهَ كان يطلب إلى أحد رفاقه أن يتلو عليه ما فاته من الدروس. وإذ عَلِمَ بأنّ رئيس المدرسة قد صَمَّمَ على إيقافه عن متابعة دروسه، وإرجاعِهِ إلى لبنان، حزن حزنًا شديدًا. فما كان منه إلاّ أن لجأ إلى الكنيسة، طالبًا شفاعة أُمَّهَ العذراء، حتّى عادَ إليهِ البصر بأعجوبةٍ.

سنة 1655، أنهى دروسه اللاهوتيّة، وحاز على شهادة المَلفَنَة في اللاهوت بنتيجة أطروحة حملت عنوان "محاورة لاهوتيّة". كانت لمجادلات إسطفان الفلسفيّة واللاهوتيّة الأصداء الكبيرة في الأوساط الرومانيّة حتى "أنَّ الرومانيين كانوا يتناقلون أخبارها كما يتناقلون أخبار حفلات الأعياد التي تصير في معابدهم". تأخَّرَ إسطفان بالعودة إلى لبنان بسبب قلّة المسافرين. فانكَبَّ على البحث والتنقيب في مكتبات رومة ومدارسها عن كلّ ما اتَّصَلَ بتاريخ كنيسته وبلاده. فنَسَخَ المعلومات التي وصَلَت إليه ليستعين بها في تصنيف تواريخ الموارنة في ما بعد. قبل عودَّتِهِ إلى لبنان إقتَبَلَ إسطفان الدرجات الصُغرى (المرتّل، والقارئ، والشدياق) في روما. رُغمَ إصرار معارفه من آباء المجمع المقدّس، والآباء اليسوعيّين، وأحد أشراف روما بالبقاء في الغرب بصفة أستاذ للفلسفة واللاهوت في الجامعات، أصرّ إسطفان على العودة إلى بلاده ليخدم كنيسته وشعبه بما حصّل من العلوم.

في 25 آذار 1656، المُصادِف عيد بشارة أمّنا مريم العذراء بالحبل الإلهيّ، سيمَ إسطفان كاهنًا بوضع يد البطريرك يوحنّا الصفراوي على مذبح دير مار سركيس وباخوس - رأس النهر – إهدن. فراح يُعَلِّم الأولاد، ويَخدُم الرعيّة، ويَعِظ الشعب، ويُقيم الرياضات الروحيّة، ويَنكَبّ على البحث والتأليف، فاشتَهَرَ بِسِعَة معارفِهِ وعُمقِها، وببطولَة فضائِلِهِ، وقداسَةَ سيرَتِهِ.

سنة 1657، رَمَّمَ دير مار يعقوب الأحباش - إهدن، وأقامَ فيهِ سالكًا حياةَ الزُهدِ والنُسكِ والصلاة، وأسَّسَ فيهِ مدرسة مجانيّة راح يُعِلِّم فيها الأولاد مبادئ السريانيّة والعربيّة، ويُنَشِّئهم على الإيمان والأخلاق. وكانت المدرسة تَضُمُّ أربعينَ تلميذًا، اعتَنَقَ إثنا عَشَرَ تلميذًا من بينِهِم الكهنوت.

سنة 1658، أوفد البطريرك جرجس البسبعلي الخوري إسطفان الدويهي بِصحبة البطريرك إغناطيوس-أندراوس أخاجيان، أوّل بطريرك للسريان الكاثوليك، إلى حَلَب فساعَدَهُ في تأسيس كنيسة السريان الكاثوليك فيها هذا ولم يتوانَ الخوري إسطفان الدويهي لحظةً عن خِدمة الأسرار المقدّسة في كنيسة مار الياس للموارنة في حلب وعن إلقاء المواعظ فيها.

عُيِّنَ زائراً بطريركيًّا على الموارنة في حلب والجوار ورعايا مناطق الجبّة والزاوية وعكار وفي بلاد الشوف، وصيدا، والبقاع، وبلاد بشارة، ومرجعيون، ووادي التيم،
ومناطق أخرى مجاورة وزارَ الأراضي المقدّسة. عانت الأقليّة المارونيّة في هذه المناطق من المتاعب بسبب الخلافات حول مسائل الإيمان كأولويّة روما، والأصوام وعيد الفصح. تفقّد إسطفان الرعايا المارونيّة، وعمل على حلّ الخلافات الحاصلة فيها. وكان يشرح العقيدة المسيحيّة، ويدعو إلى التوبة.

سنة 1659، على أثر وفاة مطران إهدن، كَتَبَ أهالي إهدن إلى البطريرك جرجس البسبعلي مُطالبين بتَرقية الخوري إسطفان الدويهي إلى درجة الأسقفيّة مكانه. رفض الدويهي المقام بِحُجَّة أنّه يستحيل عليهِ متابعة ما يقوم بِهِ وهو كاهِنٌ في حال أضحى أُسُقفًا.

خَدَمَ رعيّة أرده والجوار من تشرين الأوّل 1661 حتى الأحد الجديد 1662 إلى جانب اهتمامه بمدرسة مار يعقوب الأحباش - إهدن وبسبب المشقّات والأتعاب تدهورت أحواله الصحيّة.

سنة 1663، رقّاه البطريرك البسبعلي إلى درجة البرديوطيّة. بعد تردّد وممانعة، قبل إسطفان مرغمًا الذهاب ثانية إلى حلب نزولاً عند رغبة البطريرك البسبعلي، واستجابة لمطالبة موارنة حلب بأن يكون خادمًا لرعيتهم مُدَّة ستّ سنوات فكان يعظ، ويعلّم، ويدبّر شؤون المؤمنين، حتّى لقّب "بفم الذهب الثاني". أسّس مدرسة حلب الشهيرة التي عُرِفَت "بالكتّاب الماروني"، وقد ضَمَّت عشرين تلميذًا؛ وعَلّم فيها مبادئ اللّغات السريانيّة والعربيّة والإيطاليّة، ونالت شهرة عظيمة في أيّام المعلّم بطرس التولاوي تلميذ المدرسة المارونيّة في روما؛ وتخرّج منها نخبة من العلماء ومؤسّسي الرهبانيّات. عمل على ارتداد الكثيرين من اليعاقبة والنساطرة والأرمن وغيرهم إلى الإيمان المستقيم، فتسنّى له بذلك معايشة الطروحات اللاهوتيّة التي تَختَلِفُ الكاثوليكيّة والأورثوذكسيّة على تفسيرها، مثل: إنبثاق الروح القدس، وسلطة البابا، والمطهر. وعندما واجه البطريرك أخجيان وأتباعه المضايقات الماديّة والمعنويّة بسبب اتحادهم بالكنيسة الكاثوليكيّة، وقف الدويهي إلى جانبهم، وانبرى يُدافع عن عقيدة الطبيعتين في المسيح، ضدّ القائلين بالطبيعة الواحدة.

كان الهدف من عظات الدويهي وتعليمه مزدوجًا: تثقيف موارنة حلب الذين كان يَربو عددهم على ثلاثة آلاف نسمة؛ حَمْل المسيحييّن غير الكاثوليك على العودة إلى كنيسة روما، وهذا ما دفعه إلى وضع رتبة قدّاس موحّدة تجمع بين تقاليد بطريركيّات ثلاث: إنطاكية، والإسكندريّة، وأورشليم، وإلى إعداد كتيّب يشرح فيه تعاليم المجمع الخلقيدوني.

في صيف 1668، عاد البرديوط إسطفان الدويهي من زيارة حجّ إلى الأراضي المقدّسة عندها طالب الإهدنيون وأعيان البلاد والإكليروس البطريرك البسبعلي بتَرقيَتِهِ إلى درجة الأسقفيّة جزاءً لأتعابِهِ وتضحياتِهِ.

في 8 تمّوز 1668، أجبَرَهُ الرؤساء الزمنيّون والروحيّون على قبول درجة الأسقفية على مدينة نيقوسيا في قبرص، وذلك بوضع يد البطريرك جرجس البسبعلي في دير سيّدة قنوبين.
 
في 13 آذار 1669، وصل المطران إسطفان الدويهي إلى جزيرة قبرص في زيارة رعويّة لرعيّته. ومَكَثَ فيها حتى أوائل سنة 1670. قام بجولة على القرى المارونيّة في الجزيرة حيثُ عَلَّمَ ودَبَّرَ وقدَّسَ، فَلقّبه أبناء الجزيرة "بمنارة الأمّة المارونيّة ومجدها".

إثرَ وفاة البطريرك جرجس البسبعلي بمرض الطاعون يوم سبت الحواريّين في 12 نيسان سنة 1670،  إجتَمَعَ الموارنة وأعيان البلاد في دير سيّدة قنوبين، وانتخبوا المطران إسطفان بطريركًا رغم ممانعته، وهربه، واحتجابه عن الأنظار. في 22 أيّار من السنة عينها، أُقيمَ حفل تتويجه بطريركًا في دير سيّدة قنوبين فكان إسطفان الدويهيّ البطريرك السابع والخمسين الذي جلس على كرسيّ أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة. في أواخر سنة 1672، أنعم عليه البابا أقليمنضوس العاشر ببراءة التثبيت بعد إعلان البطريرك الدويهي إيمانه وإيمان الكنيسة المارونية واتحادها بالكرسيّ الرسولي. في 6 تشرين الأول 1673، تَسلَّمَ دِرع الرئاسة وتوشّح به في كنيسة الكرسي البطريركي في قنوبين، على يد المطرانين جرجس حبقوق مطران العاقورة، وجبرائيل البلوزاوي مطران حلب.

كانت مساعدة الفقراء، والمحتاجين، والمضطهدين، والمهجرين هدفًا واهتمامًا دائمًا له إلى جانب فتح المدارس، والإهتمام بتلامذة المدرسة المارونية العائدين إلى جبل لبنان، وطبع الكتب، وبناء الكنائس. حتى أنه استخدم علاقاته الدولية، وخاصة مع فرنسا وإيطاليا، مع القناصل والسفراء، وصولاً إلى البابا زخيا الحادي عشر والملك لويس الرابع عشر، للحصول منهم على ما يساعد المحتاجين في بلاده في ذلك الوقت. فعل ذلك، بالتوازي مع التأمل، والتفكير، والكتابة الجادة، التي نتج عنها كتب ومخطوطات عن التاريخ، واللاهوت، والليتورجيا، والقوانين، والألحان، وأشياء أخرى، والتي شَكَّلَت ولا تزال مراجع دَرَسَها طويلاً آباء الكنيسة والباحثين. من أهمّ مؤلَّفاتِهِ: تاريخ الأزمنة، تاريخ الطائفة المارونيّة، احتجاج عن المِلَّة المارونيّة، سلسلة البطاركة الموارنة، منارة الأقداس، رؤوس الألحان السريانيّة، الشرطونيّة، النوافير، كتاب أسرار البيعة.

كان المسار الأبرز في حياته هو المعجزات والشفاءات التي قام بها الله من خلاله؛ واستمرت بعد وفاته، إلى درجة أنه كان، ولا يزال، شفيعًا لكثيرين، وتم الإبلاغ عن العديد من المعجزات التي قام بها من قبل الناس، وبعضها موثق، مثبت ومؤكد.

خلال بطريركيته، اضطر مرارًا إلى مغادرة مقره في قنوبين، باحثًا عن ملجأ في كهوف الوادي المقدس ليلاً، أو في بلاد كسروان وتحديدًا دير مار شلّيطا مِقْبِس الذي رَمَّمَهُ في خريف 1670 وأنشأهُ مقرًّا لسَكَن البطاركة فيهِ، لتجنب الظلم والاضطهاد من الحكام في ذلك الوقت. جعل من مقر إقامته فضاءً للانفتاح على جميع العائلات الروحية هناك. قكان يزور الرعايا، مثابرًا على الوعظ والتأليف والتنقيب والبحث في التواريخ والكُتُب الطقسيّة.

في آب 1683، إنتقل الدويهي من مقرّه البطريركي في دير مار شليطا مقبس، وتوجّه إلى دير مار مارون مجدل المعوش (التابع اليوم للرهبنة اللبنانيّة المارونيّة في أبرشيّة بيروت المارونيّة)، طالبًا حماية الأمير أحمد المعني حاكم الشوف، وقد حدث ذلك على أثر الخلاف الذي كان حاصلاً بين مشايخ كسروان. وخلال إقامته في مجدل المعوش طاف رعايا الشوف معلّمًا ومدبّرًا ومقدّسًا وباحثًا، فأجرى الله على يده العديد من النعم والأشفية لدى الموارنة والدروز على السواء. كما أنّه رمّم كنيسة مار جرجس - مجدل المعوش، ودير مار يوحنا - رشميا.

في 10 تشرين الثاني 1695، وَشَّحَ مُصلِحي الحياة الرهبانيّة جبرايل حوا، وعبدالله قراعلي (مطران أبرشيّة بيروت المارونيّة لاحِقًا)، ويوسف البتن بالإسكيم الملائكي في دير سيّدة قنوبين، فكانت إنطلاقة الرهبانية اللبنانية وبداية التنظيم الرهباني في الكنيسة المارونيّة. في 18 حزيران 1700، أَثبَتَ بسلطانِهِ البطريركيّ القوانين الأولى للرهبانية اللبنانية المارونية في دير سيّدة قنوبين. في سنة 1703، أثبَتَ رسوم رهبان مار أشعيا الأنطونيّين.

15 تشرين الثاني 1698، وَجَّهَ منشورًا إلى رؤساء الأديار يُجَدِّد فيهِ مَنعَهُ تَرَهُّب النساء في أديار الرجال تحت طائلة الربط عن الكهنوت والحرم.

في 26 نيسان 1704، عاد من كسروان ووصلَ إلى قنوبين. وفَور وصولِهِ مَرِضَ للحال، وسَقَطَ أرضًا فقالَ: "لقد وَصَلَ زمَنُ نياحتنا". شاكرًا الله على استجابَة طِلبَتِهِ بأن يَرقُد رقاده الأخير في قنوبين. تمّ استدعاء طبيب ماهر من طرابلس لمعاينته. وبعد معاينته عاد إلى طرابلس لجلب الدواء، لكنَّ البطريرك رَقَدَ في غيابِهِ.

في 2 أيّار 1704، إقتَبَلَ القربان الأقدس، وحلّ المربوطين والمحرومين، وبارَكَ أبناءَ الكنيسة جَريًا على عادة أسلافِه.

في 3 أيَّار 1704، في سَحَر يوم السبت أسلم الروح، وهو يردّد "سبّحوا الله من السماوات، سبّحوه في الأعالي…" (مز 148/ 1). جرى حَفل جنازَتِهِ بمشاركة الأساقفة والرهبان والكهنة وجمع كبير من أبنائِهِ الموارنة، وأُودِعَ جُثمانَهُ الطاهر في مغارة القديسة مارينا الراهبة اللبنانيّة المارونيّة، بحسب مُشتهى قلبِه، إلى جانب أسلافِهِ البطاركة القدّيسين.

مئات السنين والأيام لم تتمكن من محو شهرة قداسة البطريرك إسطفان الدويهي الإهدنيّ، ففي 28 نيسان 1982 وافق المجمع البطريركي المارونيّ على درس إمكان إدخال قضية المثلث الرحمة البطريرك إسطفان الدويهي الإهدنيّ أمام الدوائر الرومانية المُختَصَّة بُغية إعلان قداستِهِ. كَلَّفَ المجمع يومذاك، المطران إغناطيوس زيادة رئيس أساقفة أبرشيّة بيروت المارونيّة متابعة الأمر وفِعلاً بدأ عَمَلَهُ فَصَوَّرَ جميع مخطوطات البطريرك إسطفان الدويهي الإهدني الموجودة في روما على نَفَقَتِهِ الخاصة.

في 18 نيسان 1988، أَوْكَلَت رعية إهدن - زغرتا والمُثلّث الرحمة المطران بولس إميل سعاده، المغفور له العلّامة المونسنيور ميشال الحايك من عِداد كهنة أبرشيّة بيروت المارونيّة، القيام بمهمة طالب دعوى قداسة البطريرك إسطفان الدويهي. في 9 تشرين الأوّل 2000 كلّف المثلّث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الأب بولس قزّي ر.ل.م. القيام بمهمة طالب دعوى قداسة البطريرك إسطفان الدويهي.

بعد ذلك، بدأت حقبة التحقيقات، إعداد الملفات والتوقيعات الرسمية، وتبادل الوثائق بين بكركي وروما، وبين اللجان وقد اهتمّت رابطة البطريرك إسطفان الدويهيّ بتمويل المشروع من بدايته إلى نهايته.

في 3 تمّوز 2008، أَعلَنَ المُثلّث الرحمة البابا بندكتوس السادس عشر البطريرك الدويهي مُكَرَّمًا، وهو أوَّل بطريرك في الكنيسة المارونيّة، من بين ستة وسبعينَ بطريركًا، تُعلن بطولة فضائِله.

في ربيع العام 2018 أُطلِقَت عملية البحث عن رفات المُكَرَّم البطريرك إسطفان الدويهي في مدفن البطاركة في مغارة القديسة مارينا وقد تم التَعرُّف على رفات المُكَرَّم نتيجة إخبارات الحمض النووي ونُقِلت رفاته إلى كاتدرائية القديس جرجس – إهدن.

في 14 آذار 2023، التقى رئيس مجمع دعاوى القديسين، نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو، بقداسة البابا فرانسيس، وكتتويج لنتائج الللجان الثلاثة القانونيّة والإعتياديّة التي صَوَّتَت على المُعجزة والتي شملت لجنة الأطباء واللجنة اللاهوتية، ومجلس الكرادلة والأساقفة في روما ، أكَّد قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس شفاء السيدة روزيت زاخيا-كرم التي كانت مصابة بداءٍ مَنَعَها من الحراك، بشَكلٍ عجائبيّ بشفاعة البطريرك المُكَرَّم. مما يجعل البطريرك المكرم إسطفان الدويهي مؤهلاً ليُعلن طوباويًا جديدًا في الكنيسة.

حَدَّدَ قداسة البابا فرنسيس يوم الجمعة 2 آب 2024، الذي هو تاريخ ميلاد الطوباوي وتزامنًا مع عيد القديس إسطفانوس أول الشهداء، كيوم للإحتفال بإعلان المُكرَّم البطريرك مار إسطفان بطرس الدويهيّ الإهدنيّ طوباويًّا في الصَّرح البطريركي - بكركي.

 

صلاتُهُ معنا، آمين.