وُلِدَ هذا القدّيس في مدينة باولا في إيطاليا سنة 1416 مِن والدَين فقيرين تقيَّين. فنذراه لخدمة رهبان مار فرنسيس مدّة سنة. ولمّا شبَّ وفى نذر والديه في خدمة أولئك الرّهبان الذين أُعجبوا بفضائله فأحبّوه كثيرًا.
ثمّ انفرد في مغارة مدّة ستِّ سنوات مُمارسًا التّقشفات والصّلوات الحارَّة. كان يأكل الخبز والحبوب فقط مرّة واحدة كلَّ يوم ولم يذقْ اللّحم أبدًا. فاشتهر بقداسته وتتلمذ له كثيرون فبنى كنيسة قرب باولا وطنه وشيَّد ديرًا سكنه هو وتلاميذه ولم يكن له من العمر سوى تسع عشرة سنة. وكان الناس يحترمونه ويحبّونه لقداسة سيرته. وقد شرَّفه الله بصنع العجائب الكثيرة. ووضع قوانين لرهبانه وأثبتها البابا سكتس الرابع سنة 1474.
ومرض الملك لويس الحادي عشر فطلب من البابا أن يُرسل إليه القدّيس فرنسيس، فجاءه وتنبّأ له أنَّ حياته انتهت، فاستعدَّ لمُلاقاة ربّه ومات بين يديّ القدّيس. ولفرط حبّه فضيلة التواضع، لقِّب رهبانه "بالإخوة الأصاغر".
رقد بالرّبّ في تور في فرنسا سنة 1507 وله من العمر إحدى وتسعون سنة.
وقد أحصاه البابا لاون العاشر في مصاف القدّيسين سنة 1519. صلاته معنا. آمين.