ولدت أنيسا في مدينة تسالونيكي من والدين غنيّين جدًّا اشتهرا بكمال الفضيلة والتّقوى، فربَّيا ابنتهما تربية مسيحيّة صالحة. وتوفيّ والداها تارِكين لها ثروة طائلة. أمَّا هي فلم تكن لتغترّ بالمال وتذهب مذاهب الطيش واللّهو، بل انعكفت على تزيين نفسها بحُلى الطهارة والتّقوى الصحيحة، مُعرِضَةً عن كلِّ حلية سواها.
ولمَّا أثار ديوكلتيانوس الاضطهاد على المسيحيّين، كانت الفتاة أنيسا ذاهبة يومًا إلى الكنيسة، فدنا منها أحد الجنود وأمسكها، ملحًّا عليها بأن تذهب معه إلى معبد الأصنام وتقدِّم البخور للآلهة. فحاولت أن تفلت من يده فلم تتمكّن. عندئذ وبَّخته وقالت إنّها تفضِّل الموت على الكفر بربّها وإلهها يسوع المسيح. فاستلَّ سيفه وضربها فنالت مُشتهاها إكليل الشّهادة والظفر بالمجد الأبديّ سنة 303. صلاتها معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا
تذكار القدِّيسة تاودورا
وُلِدت تاودورا في تسالونيكي وكان أبوها تاوفيلوس مسيحيًّا من أشراف المملكة الرّومانيّة. لم يكن جمالها الطبيعيّ سوى صورة لجمال نفسها الرّوحيّ والأدبيّ، ونذرت بتوليَّتها لله ودخلت أحد الأديار. واتفق يومًا أن رآها خريستوفورس ابن الملك لاون فهام بها وعمل على إخراجها من الدّير قسرًا، بغية أن يتزوجها. وقبل أن يتمّ اقترانه بها، ذهب إلى محاربة الأعداء في صقلية وقتل هناك.
فرجعت تاودورا إلى ديرها، وأخذت تُمارس أنواع التقشفات الشّاقة. وما زالت تتسامى بالفضيلة والقداسة إلى أن رقدت بالرّبّ سنة 762. صلاتها معنا. آمين.