14 كانون الأول تذكار الشهداء أبولونيوس وفيليمون وأوربانوس ورفقتهم

على درب القداسة

14 كانون الأول تذكار الشهداء أبولونيوس وفيليمون وأوربانوس ورفقتهم

 

14 كانون الأول تذكار الشهداء أبولونيوس وفيليمون وأوربانوس ورفقتهم

 

 

 

كان أبولونيوس راهبًا سائحًا في بريّة تيبايس. انتُخب شمّاسًا لكنيسة مدينته أنطونيوبوليس. ولمّا أثار ديوكلتيانوس الاضطهاد على المسيحيّين، اندفع أبولونيوس إلى زيارة المؤمنين في السّجون، يُعزّيهم ويشجِّعهم ويطوف البيوت والشوارع مبشّّرًا بالإنجيل.

 

قبض عليه الوالي أوريانوس وألقاه في السِّجن. وكان الوثنيّون يمرّون بالسُّجون ويهزأون بالمسيحيّين ويوسعونهم إهانة وشتمًا. وكان بين أولئك الوثنيّين رجلٌ يُدعى فيليمون، يُضحِك النّاس ويسخر بالمسيحيّين المعتقلين وبأبولونيوس بنوع خاصّ.

 

فقال له أبولونيوس يومًا بمحبّة: "إنّي أغفر لك، يا أخي، كلّ ما أسأت به إليَّ". دهش فيليمون من صبر ذلك الشمّاس وحرَّكت النِّعمة قلبه فانطرح أمامه مستغفرًا وقال: "إنّكَ صرعتني بصبرك وجوابك هذا فأنا مُؤمنٌ بما تؤمن به". وجاء يُجاهر بإيمانه بالمسيح أمام الوالي ويوبّخه على ظُلمه المسيحيّين. فأمر الوالي بتعذيبه فكان صابرًا، ثابتًا في إيمانه. وأتوا بأبولونيوس وأنزلوا به أشدّ العذابات وأمرَّها، فاحتملها شاكرًا الله.

 

عندئذٍ أمر الوالي أوريانوس بحرقهما. ولمّا أوقدوا النّار حولهما، أخذ أبولونيوس يُصلّي فأرسل الله مطرًا أخمد النّار، فلم يمسَّا بأذىً. وعندها دهش جميع الحاضرين مع الوالي نفسه وهتفوا صارخين: "عظيم هو إله المسيحيّين. هو وحده الإله الدّائم"، وآمنوا جميعهم. فبلغ خبرهم نائب الملك في الاسكندريّة فاستشاط غيظًا وأرسل جنودًا ليأتوا بهم إليه.

 

وفيما هم سائرون في الطريق، أخذ أبولونيوس يشجّع رفيقيه فيليمون وأوريانوس ويُبيِّن لهما عن النّعيم الأبديّ الذي ينتظرهما، إذا ثبتا على إيمانهما، وكان يتلو معهما الصّلوات والمزامير بكلّ خشوع وحرارة. فأثَّر ذلك بالجنود وأعجبوا بصبرهم وجهادهم فآمنوا جميعًا وواصلوا سيرهم ووصلوا إلى الاسكندريّة ومثلوا أمام نائب الملك وعرف كيف انقلب المغنِّي فيليمون والوالي أوريانوس والجند أنفسهم وصاروا جميعهم مسيحيّين.

 

أمر فأنزلوا بهم العذابات على أنواعها وهم صابرون، ثم زجُّوهم في البحر فغرقوا وفازوا بإكليل الشّهادة نحو سنة 306. صلاتهم معنا. آمين.