يا أَبانا البَطْرِيَركَ الطُّوباوِيَّ مَار إِسْطِفَان، يا مَوْسُوعَةَ عِلْمٍ وإِيمان، وَطاقَةَ حُبٍّ وَغُفْران، لَقَدِ اخْتَرْتَ الـمشقَّة مَعَ شَعْبِكَ فِي وَطَنِكَ لُبنان، عَلى شَرَفِ البَقَاءِ فِي رُومَا مُعَلِّمًا لِلفَلْسَفَةِ وَالإِلهيَّات. كُنتَ الرَّاعِيَ الصَّالِحَ لِكَنيسَتِنا، جَمَعْتَ تَارِيخَها وَحَفِظْتَ طُقُوسَها، فَوَصَلْتَ ماضِيها بِحاضِرِها. نَشْكُرُكَ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِنا، وَنَخْشَعُ أَمَامَ شَخْصِكَ العَظِيم، وَنُعْلِي اتِّضَاعَكَ في تَعلِيمِ الصِّغَار، تَحْتَ السِّندِيانة، تُرْوِي عُقُولَهُم بِغَيْثِ مَعارِفِكَ بِبَسَاطَةٍ وَوَدَاعَةٍ وَأَناة. كَذَلِكَ نُكْبِرُ مَواقِفَكَ مَعَ الكِبارِ المـَسؤُولِينَ مِنْ مُختَلَفِ الكَنائِسِ الشَّرقِيَّة، كُنتَ زَعِيمَ الحَقِّ بَيْنَهُم، تَقُودُهُم بِكَلامِكَ وَمَثَلِكَ إلى الوَحْدَةِ الكامِلَة.
نَسْأَلُكَ أَنْ تَشْمَلَنا بِنَظْرَةٍ مِنْ عُلاكَ، وَتُثبِّتَنا على الإيمانِ المـُسْتَقِيم، وتَبقَى اِلمثالَ الحَيَّ في كَنيسَتِنا، لِكَهَنتِنا وَأَسَاقِفَتِنَا وَبَطَارِكَتِنَا وَجَمِيعِ المـٌـــؤمِنِين، لِكَي نؤهَّلَ أَن نَراكَ في المـَلَكوتِ السَّماوِيّ، مَعَ العَذْراءِ مَريَمَ وَجَميعِ القِدّيسِين، ونُمجِّدَ مَعَكَ الثَّالُوثَ الْقُدُّوسَ الْآبَ وَالْإِبْنَ وَالرُّوحَ القُدُسَ، إلى الأَبَد. آمين.