رتبة إفتتاح اليوبيل وفتح الباب المقدّس

صلوات

رتبة إفتتاح اليوبيل وفتح الباب المقدّس



رتبة إفتتاح اليوبيل وفتح الباب المقدّس



يتوجّه الأسقف إلى الشعب قائلًا:


الأسقف: المجد للآب والإبن والروح القدس من الآن وإلى الأبد.


الشعب: آمين


الأسقف: محبّة الله الآب وسلام الابن الوحيد، وشركة الروح القدس معكم إلى الأبد.


الشعب: ومع روحك

الأسقف يدعو إلى مباركة الرب وتسبيحه (راجع مز 103)


الأسقف: مبارك أنتَ يا ربّ، أنت الذي تغفر الآثام وتشفي جميع الأمراض.


الشعب: فإنّ إلى الأبد رحمتك.


الأسقف: مبارك أنتَ يا ربّ، أنتَ الرؤوف الرحيم، طويل الأناة وكثير الرحمة.


الشعب: فإنّ إلى الأبد رحمتك.


الأسقف: مبارك أنتَ يا ربّ، أنتَ الآب العطوف على أولادك.


الشعب: فإنّ إلى الأبد رحمتك.


ثمّ يوجّه الأسقف تشجيعًا مقتضبًا بهذه الكلمات أو بكلمات أخرى تشبهها.


الأسقف: أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، بنظر ثابت إلى يسوع، وإلى وجهه الرحيم، لقد افتتح الأب الأقدس، في عيد الطوباوية مريم، الكليّة القداسة، اليوبيل الإستثنائي الذي يفتح لنا جميعًا وللبشريّة بأسرها باب رحمة الله. هذا الاحتفال يفتتح رسميًّا، بالشراكة مع الكنيسة الجامعة، السنة المقدّسة في أبرشيتنا، كمقدّمة لاختيار عميق للنعمة والمصالحة. فلنسمع بفرح إنجيل الرحمة الذي يعلنه دائمًا بين البشر المسيح الربّ، حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم.


عند انتهاء الكلمة يتلو الأسقف الصلاة التالية:


الأسقف: أيّها الإله صانع الحريّة الحقّة، يا من تريد أن تجمع كلّ البشر في شعب واحد محرّر من كلّ عبوديّة، وتُعطي لنا، نحن أبناءك زمن رحمة ومغفرة، إجعل كنيستك، التي تنمو في الحريّة والسلام أن تتجلّى للجميع كسرّ خلاص وتعلن وتُحقّق في العالم سرّ حبّك في المسيح ربّنا.


الشعب: آمين


الأسقف: من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقدّيس لوقا (15/ 1 ـ 7) الذي بشّر العالم بالحياة فلنصغِ إلى بشارة الحياة والخلاص لنفوسنا.


الشعب: إرحمنا يا ربّ


الأسقف:


قال لوقا البشير:


1 وكان الجباة والخاطئون يدنون منه جميعًا ليستمعوا إليه. 2 فكان الفرّيسيّون والكتبة يتذمّرون فيقولون: هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم 3 فضرب لهم هذا المثل قال: 4 أيّ امرئٍ منكم إذا كان له مائة خروف فأضاع واحدًا منها، لا يترك التسعة والتسعين في البريّة، ويسعى إلى الضّال حتّى يجده؟ 5 فإذا وجده حمله على كتفيه فرحًا، 6 و رجع به إلى البيت ودعا الأصدقاء والجيران وقال لهم: إفرحوا معي، فقد وجدتُ خروفي الضّال 7 أقول لكم: هكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر منه بتعسة وتسعين من الأبرار لا يحتاجون إلى التوبة.

حقًّا والأمان لجميعكم.


الشعب: للمسيح يسوع التسبيح والبركات، من أجل كلامه الحيّ لنا (2)


بعد الإنجيل يُقرأ بداية مرسوم الدعوة إلى اليوبيل الإستثنائي.


قارئ:


أقرأ من مرسوم الدعوة إلى اليوبيل الإستثنائي للبابا فرنسيس،

يسوع المسيح هو وجه رحمة الآب. يبدو أنّ سرّ الإيمان المسيحي قد وجد ملخّصه في هذه الكلمة. لقد أصبحت حيّةً ومرئيّة وبلغت ذروتها في يسوع الناصريّ. إنّ الآب "الواسع الرحمة" (أف 2، 4)، وبعد أن أظهر اسمه لموسى ك "إله رحيم ورؤوف، طويل الأناة كثير الرحمة والوفاء" (خروج 34، 6)، لم يكفّ أبدًا عن كشف طبيعته الإلهية بطرق مختلفة وأوقات عديدة من التاريخ. فلمّا "تمّ الزمان" (غلا4، 4)، وعندما كان كلّ شيء قد جُهِّز بحسب مخطّطه الخلاصي، أرسل ابنه مولودًا من العذراء مريم ليظهر لنا حبّه بشكل نهائيّ. من يراه يرى الآب (را. يو 14، 9). فيسوع الناصري يُظهر رحمة الله من خلال كلمته وتصرّفاته وحضوره الذاتي الكامل.

نحن بحاجة على الدوام للتأمّل بسرّ الرحمة. إنّه مصدر فرح وسكينة وسلام. إنّه شرط لخلاصنا. الرحمة: هي كلمة تظهر سرّ الثالوث الأقدس. الرحمة: هي العمل النهائي والأسمى الذي من خلاله يأتي الله إلى لقائنا. الرحمة: هي الشريعة الأساسية التي تقيم في قلب كلّ شخص عندما ينظر بعينين صادقتين إلى الأخ الذي يلتقيه في مسيرة حياته. الرحمة: هي الدرب الي يوحّد الله بالإنسان، لأنّها تفتح القلب على الرجاء بأنّنا محبوبون إلى الأبد بالرغم من محدودية خطيئتنا.

هناك أوقات نكون فيها مدعوين بشكل قوي لنثبّت النظر على الرحمة لنصبح بدورنا علامة فعّالة لعمل الآب. ولذلك أعلنتُ يوبيلًا إستثنائيًّا للرحمة كزمن ملائم للكنيسة لكيّ يعزز شهادة المؤمنين ويفعّلها.

بعدها ولكي تعطى إشارة إنطلاق الزيّاح يقول الشمّاس أو خادم آخر:

الشمّاس: إخوتي وأخواتي، لننطلق باسم المسيح: فهو الطريق الذي يقودنا في سنة النعمة والرحمة.


الزيّاح


يضع الأسقف البخور في المبخرة. ويبدأ الزيّاح نحو الباب المقدّس. يتقدّم حامل المبخرة، يتصاعد منها البخور، يتبعه شمّاس يحمل صليب الزيّاح مزيّنًا، وإلى جانبه، خادمان يحملان شمعتين مضائتين، ثمّ الشمّاس الذي يحمل كتاب الأناجيل، وخلفه الكهنة والخدّام الآخرون ومن ثمّ الأسقف، والمؤمنون. خلال الزيّاح، ينشد الشعب والجوقة مزامير وتراتيل خاصّة بالمناسبة:


اللازمة: فإنّ إلى الأبد محبّته.


إعترفوا للربّ فإنّه صالح                إعترفوا لإله الآلهة.

إعترفوا لسيّد السادة.                     لصانع المعجزات العظام وحده

الذي يرزق كلّ ذي جسدٍ طعامه        إعترفوا لإله السماوات.


 ـ ما أحبّ مساكنك يا ربّ الجنود. تشتاق وتذوب نفسي إلى ديار الربّ، ويرنّم قلبي وجسمي للإله الحي. العصفور وجد له مأوى واليمامة عشًّا تضع فيه فراخها. مَن لي بمذابحك يا ربّ الجنود، ملكي وإلهي. طوبى لسكّان بيتك فإنّهم لا يبرحون يسبّحونك.


ـ كما يشتاق الأيّل إلى مجاري المياه، كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله. ظمئت نفسي إلى الله إلى الإله الحي متى آت وأحضر أمام الله. قد كان لي دمعي خبزًا نهارًا وليلًا إذ قيل لي كلّ يوم أين إلهك. أذكر هذا فأفيض نفسي علي، إنّي أعبر مع الجمهور وأقصد بهم بيت الله بصوت ترنيم وهتاف تعييد. لماذا تكتئبين يا نفسي وتقلقين في، إرتجي الله فإنّي سأعود أعترف له وهو خلاص نفسي وإلهي، تكتئب نفسي فيّ فلذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون، من جبل مسعر، غمر ينادي غمرًا على صوت شلالاتك، جميع تياراتك وأمواجك قد جازت علي، في النهار يأمر الربّ برحمته وفي الليل نشيده عندي صلاة لإله خلاصي.


ـ يا ربّ إلى السماء محبّتك وإلى الغيوم أمانتك.

عدلك مثل الجبال وأحكامك غمر عظيم.

اللهمّ ما أثمن محبّتك، إنّ بني البشر بظلّ جناحيك يعتصمون.

يرتوون من فيض بيتك لأنّ عندك ينبوع الحياة وبنورك نعاين النور.


الدخول إلى الكاتدرائية


عند الوصول إلى باب الكاتدرائية الرئيسي، يقف الزيّاح، ويعلن الأسقف:


الأسقف: هذا هو باب الربّ:


الشعب: فليدخل فيه الصدّيقون! (مز 118 / 20)

(صمت قليل)


الأسقف: وأنا بكثرة رحمتك، أدخل بيتك يا ربّ:


الشعب: وبخشوع أسجد لك في هيكلك المقدّس (مز 5 / 8)

(صمت قليل)

في الوقت الذي يفتح فيه الباب يكمل الأسقف:


الأسقف : هذا باب الربّ به ندخل لننال الرحمة والغفران.

يعطي الشمّاس كتاب الأناجيل للأسقف فيرفعه الأسقف أمام عتبة الباب. في الوقت الذي يعرض فيه كتاب الأناجيل، يقف الشمّاس الذي يحمل صليب الزيّاح إلى جانب الأسقف فيرتّل أحد الشمامسة هذه اللازمة:


أنا هو الباب، يقول الربّ،

من يعبر منّي يخلص

يدخل ويخرج ويجد مرعًى (راجع يو 10/ 9)


يتابع الزيّاح سيره نحو المذبح: يتقدّمه المبخرة، الصليب والشمعتان، ويتبع الأسقف مع كتاب الأناجيل، الكهنة والخدّام الآخرون والمؤمنون.


في هذا الوقت ينشد الشعب:


إهتفوا للربّ

إهتفوا للربّ يا جميع الأرض، أدخلوا إلى أمامه بالترانيم.

ترنّم شفتاي، إذ أُشيد لك على العود، ولساني يهذّ بعدلك النهار كلّه.

أنت الذي حوّل الصخر إلى غدران، والصوّان إلى عيون مياه، في الرحمة والعدل نشيدي لك يا ربّ نشيدي.

الربّ آتٍ أبدًا آتٍ في كلّ أنٍ ومكانٍ، في كلّ نهار وليل، وكلّ أغانيَّ نغمة واحدة:

الربّ آتٍ أبدًا آتٍ آتٍ آتٍ أبدًا آتٍ.

عندما يصل الأسقف إلى المذبح، يضع كتاب الأناجيل، ويتوجّه إلى كرسيه.


تذكار العماد


يؤتى إلى أمام الأسقف بوعاء ماء. فيدعو الأسقف للصلاة قائلًا:


الأسقف: إخوتي وأخواتي الأعزّاء، لنسأل الربّ أن يبارك هذه المياه التي سنُنضح بها، تذكيرًا بعمادنا.

فهي ابتهال للرحمة والخلاص باستحقاقات قيامة يسوع المسيح.


ثمّ يتابع الأسقف:


أيّها الإله الضابط الكلّ، أصل الحياة ومصدرها، بارك هذه المياه، واجعل أن ننال، نحن المؤمنين بك المنضوحين بمصدر التطهير هذا، غفران خطايانا، والحماية من حيل الشرير، ونعمة حمايتك. أعطنا برحمتك يا ربّ، ينبوع مياه حيّة تجري للحياة الأبديّة، فإذا تحرّرنا من كلّ خطر، يمكننا أن نأتي إليك بقلب نقيّ بالمسيح ربّنا.


الشعب: آمين

يأخذ الأسقف المرشّة وينضح نفسه والمعاونين، الخدّام والشعب، عابرًا الممرّ الرئيسي في الكاتدرائية في هذا الوقت تنشد الجماعة:


ـ رُوس عْلَي بزوفُخ وِاتدَخِ / حَلِلَيْن بِه وْمِن تَلغُو إِحْوَر.


اللازمة: بصوتي إلى الربّ أصرخ                      بصوتي إلى الربّ أتضرّع

 

ـ صرخت إليك يا ربّي                                 قلت أنت معتصمي

أنتَ عزّي أنت عوني                                  في أرض الأحياء


 ـ وأسكب أمامه شكواي                               أبثّ لديه ضيقي

   عندما يغشى                                       على الروح في


ـ قد باد عنّي كلّ ملجأ                                 ليس من يسأل

   ليس من يسأل                                       عن نفسي


الأسقف: الله الضابط الكلّ يطهّرنا من الخطايا، بهذا الاحتفال بالافخارستيّا يجعلنا أهلًا للمشاركة في مائدة ملكوته إلى أبد الآبدين.


الشعب: آمين


يبدأ القدّاس كالمعتاد بحسب خدمة اليوم الذي يُحتفل فيه 


بعد ترتيلة الشكران يصلّي المؤمنون صلاة سنة اليوبيل:

ربّنا يسوع المسيح، يا من علّمتنا أن نكون رحماء كما أنّ الآب السماوي رحيم، وأعلمتنا أنّ من رآك رآه هو، أرنا وجهك لنجد الخلاص.


إنّ نظرتك المفعمة حبًّا إلى زكّا ومتّى، حرّرتهما من عبوديّة المال، وإلى المرأة الزانية والمجدلية فأعتقتهما من التمتّع بالمخلوقات، دون سواها، وتركت بطرس يبكي على نكرانه إيّاك أنت يا من وعدت اللصّ التائب بالفردوس، أعطنا أن نصغي إلى تلك الكلمة التي أحببت بها السامرية، وكأنّها موجّهة إلى كلّ واحد منّا، إذ قلت لها: "لو عرفت عطية الله."


أيّها الوجه المنظور للآب غير المنظور، الإله الذي أظهر قدرته الفائقة المسامحة والرحمة، أهّل الكنيسة لأن تكون، في العالم، وجهك الجليّ، أنت يا ربّها القائم من الموت في المجد. لقد شئت أن يلبس خدّامك أيضًا الضعف، لكي يحملهم حسّ صادق من رأفة وحنان على لقاء مَن هم في الجهل والضلال، فامنح من يلجأ إلى أحدهم أن يجد نفسه شخصًا منتظرًا ومحبوبًا ومسامحًا عند الله.


أرسل روحك يكرّسنا جميعًا بمسحته، فنجعل من يوبيل الرحمة هذا سنة نعمة من عند الربّ، وتتأهّل كنيستك لأن تحمل، بحميّة متجدّدة، البشارة إلى الأسرى، والحريّة إلى المظلومين، واستعادة البصر إلى العميان.


سألناك ذلك بواسطة أمّ الرحمة مريم. أنت يا من تملك مع الآب والروح القدس الله الذي أظهر كلّ قدرته من خلال الغفران والرحمة: ساعد الكنيسة لكي  تكون وجهك الجليّ في العالم، أنت ربّها القائم الممجّد.


أردت أن يلبس خدّامك الضعف لكي  يبدو رحمة حقيقية تجاه كلّ من هم في الجهل والخطيئة: إجعل كلّ شخص يلتقيهم أن يشعر بأنّه منتظر ومحبوب ومسامَح من الله. أرسل روحك وكرّسنا بمسحته حتّى يكون يوبيل الرحمة سنة نعمة من عند الربّ، وبحماس متجدّد، أن تعلن كنيستك للفقراء  البشرى السارة وللأسرى والمضطهدين الحرية والعميان أن يروا من جديد.


نحن نسألك بشفاعة مريم، أمّ الرحمة، أنت يا من تحيا وتملك مع الآب والروح القدس إلى أبد الآبدين آمين.