يا أبناءَ النورِ اسمَعوا

القوت اليومي

يا أبناءَ النورِ اسمَعوا

 

 

 

 

أجابَ بطرُسُ  ويوحَنّا وقالا لهُ: رَبَّنا، قُلْ لنا علاماتِ الآخِرَةِ وجَميعَ الأعمالِ التي سَيَقومُ بها عِندئذٍ أولئِكَ الذين يَسكُنون في هذا العالم، لكي نُعلِنَها، نحنُ بِدَورِنا، لِلمُؤمنين باسمِكَ في جَميعِ الشعوب، لِتَحفظَها الأجيالُ فتَحيا.

 

أمَّا يسوعُ، فأجابَ وقال: ألمْ أقُلْ لكُم بعضَ الشيءِ عَنِ الآخِرة، قبلَ أنْ أتألّم، لأجلِ الذين يَسكنون في الأرض؟ فأجَبْنا وقُلنا: رَبَّنا، إنّما الآن نَسألكَ أنْ نَعرفَ تِلكَ الأعمالَ والآياتِ التي ستَحْدُث ُ في نِهايَةِ العالم، هذا إذا ارتأى رَبُّنا أنَّهُ يَحسُنُ بِنا وبالسَّامِعين أنْ نَعرِفَ ذلك.

      

 

فأجابَ يسوعُ وقال: في زَمَنِ حَياتي، قبلَ أنْ أمَجَّدَ، قلتُ لكم ما يَختَصُّ بالآيات، وأنَّ الانتِهاءَ قريب، هكذا: سيَكونُ على الأرضِ مَجاعاتٌ وأوبِئة ٌ وقلاقِلُ واضطِراباتٌ وَثوراتُ شعوبٍ على شعوب، وأشياءُ أخرى كثيرَةٌ مِثلها قدْ قُلتُها لكم وأمَرتُكُم بالسَّهَرِ والصَّلاة.

 

والآن يا أبناءَ النورِ اسمَعوا: بِما أنَّ أبي الذي أرسلني يَعرِفُ ما سيَكون، فقدْ حَدَّدَ لِميراثِهِ، في الأيَّامِ الأخيرَة، آنيَة ً مُقدَّسَة، كريمَة ً ومُختارَةً مِن الشعوبِ الحَديثة ؛ لِذلِكَ أعرِّفُكُم بالضبطِ ما سَيكونُ، ومتى سَيَقومُ ابنُ الهَلاكِ، ذاكَ العَدُوُّ المُضاد، ومَن هو:

      

 

ويكونُ في تِلكَ الأيَّامِ أنَّ أبي يَجمَعُ من ذاكَ الجيلِ الأنقياءَ، والنفوسَ النَقيَّة المُؤمِنة، فأظهِرُ لهُم ذاتي، وعِندَهُم أجعَلُ مَنزِلاً، وإليهِم أرسِلُ عِلمَ المَعرِفةِ والحَقِّ وعِلمَ القداسَة، فلا يَبرَحون يُسَبِّحون إلهَهُم وَيَعتَرِفون لهُ، لأبي الذي أرسلني، وينطِقون كُلَّ حينٍ بالحَقّ، ويُعلّمون الذين خَبَروا روحَهم أنّهُم مُستَقيمون وأهلٌ لِلمَلكوت، ويُمِدُّونَهُم بالمَعرِفةِ والقُوَّةِ والفهم ؛ والذين يُضطَهَدون مِن أجلِ أن يَحيَوا في التَقوى، يأخُذون أجرَ ثوابِهِم.

 

قراءةٌ مِنْ "عهدِ الرَّبّ"