وحيُ الكلمَة

القوت اليومي

وحيُ الكلمَة

 

 

 

 

 

 

لا أنْطِقُ بالغَرائِب، ولا أتَعَمَّدُ الأحاجي، بل أنصاعُ لتِعليمِ الرُّسُل، وَأ ُقيمُ ذاتي مُعلّمَ الأمم. ما تَسَلّمتُهُ مِن الأقدَمين أنقُلهُ بِدِقـَّةٍ وأمانةٍ لِمَنْ تَتَلمَذوا لِلحَقّ: مَنْ ثقّفتْهُ الكلمَة ُ بِعَطفِهِ وَجودِه، وَوَهَبَهُ الحياة، كيفَ لا يَهرَعُ ليتعلّمَ كُلَّ ما أوحاهُ الكلمَة ُ إلى تلاميذِهِ.

 

لقد ظَهَرَ الكلمَة، واعتلنَ للبَشَر. وإذ لمْ يَفهَمْهُ مَن لمْ يُؤمِنوا بِه، كَشَفَ عَنْ سِرِّهِ لِتلاميذِهِ الذين عَرَفهُمْ. فآمَنَ بِهِ تلاميذ ُهُ، ونالوا مِنهُ مَعرِفة أسرارِ الآب.

 

لهذا جاءَ كي يُعلِنَ ذاتَهُ للعالم. ولمّا استهانتْ بِهِ خاصَّتُهُ، حَمَلَ الرُّسُلُ بِشارَتَهُ إلى الأمَمِ فآمَنتْ بِهِ. في البَدءِ كان، وظهَرَ كأنّهُ جَديد، وهوَ القديم. وميلادُهُ يتجَدَّدُ أبداً في قلوبِ قِدِّيسيه. إنّهُ الأبديّ، ونحنُ اليومَ نعرِفهُ كَمولودٍ جديد.

 

 

 

 

قراءةٌ من الرّسالةِ إلى دْيُوجْنِسْ (حوالي القرن الرابع).